مأساة إنسانية في الغربية.. محمد 12 عاما ولا زال بـ"حفاضة" بسبب خطأ طبيب.. الوالد: "عاوزين معاش تكافل وكرامة".. والطفل: "نفسي أكون زى صلاح" (فيديو وصور)

طالما أغلقت الأبواب على مأسٍ ومشكلات وحالات تدمع لها العيون والقلوب على حد سواء، وقليل ما تسمع صرخات هؤلاء، حيث يجدون فى طلب العون والمساعده حرجا، أو قد لا يجدون من يدلهم على طريق المساعده، هؤلاء الذين قال فيهم المولى عز وجل "للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضرباً فى الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس إلحافاً".. ولكن كاميرا "أهل مصر" أردت أن تكون صوتا لهؤلاء المكلومين المهمشين، ليصلوا إلى من يساعدوه، ففي أحد المنازل المتهالكة بمنطقه محلة البرج بالمحلة الكبرى، تعيش أسرة بسيطة مكونة من أب كبير فى السن وأم هزيلة وشاب فى مقتبل العمر، وطفل صغيره يبلغ 11 عاما، لكى تصل لتلك الأسرة لابد أن تدخل للمنزل من مكان ضيق طويل حتى تصل لغرفتين أسفل سلم أحد العقارات، لا تتجاوز الغرفة منهم أكثر من مترين طول ومترين عرض، متهالكة الجدران، وبضع كراسى وسرير قديم تتناثر عليه بعض الألعاب البلاستيكية الخاصة ببطل قصتنا، وهو "محمد" ذو الـ11 عاما، لكن حالته الصحية لا تتخطى كونه طفل بعمر عام ، فذكاؤه لم يتجاوز الـ60 %، مازال فى الصف الرابع الإبتدائي، فكل أحلامه أن يخرج من المنزل، وأن يذهب للمدرسة، أحلام بسيطه جداً لاتتخطى كونه طفل يريد أن يمارس حياته الطبيعية.

بدأ السيد الشرقاوى والد "محمد": وصلت لـ55 سنة، ومصاب بارتشاح فى قدمى الشمال وبمياه على عينيه أيضا، وأعمل "مبلاطاتى"، وليس لدى معاش، أنفق به على أولادى، فاضطررت أن أخرج ولدى "إسماعيل" من المدرسة، ليعمل معى ويساعدنى، إلا أن ما نتحصل عليه لا يكفى حفاضات لـ "محمد" ، فعل الرغم من وصوله لسن 12 عاما، إلا أنه مازال يلبس الحفاضات، بسبب خطا طبيب فى مستشفى المنصورة الجامعى، بعد أن استئصال له جزء من الأمعاء والقولون، وتم قطع العصب المتحكم فى عملية الإخراج، مما يسبب له مشكلة، فهو رغم سنه إلا أننا نتعامل مع كطفل صغير.

وتابعت السيدة "صابرين" والدته الطفل، بدأت مشكلة محمد عندما كان في عمر يومين، فلاحظت أنه غير طبيعى، وبدأت بطنه فى الارتفاع فجأة، وارتفعت حرارته، مما اضطرنى للذهاب به للمستشفى فى الواحدة ليلاً بعد خروج الفضلات من فمه، ولم نجد علاجه فذهبنا به للمنصوره الجامعى، والذين أجروا له عملية جراحية فوراً بعدما اكتشفوا انسداد القولون وجزءا من الأمعاء، واكتشفنا فيما بعد أنه تم قطع الأعصاب المتحكمة فى فتحه الشرج، ومن يومها حتى الأن أعتبر طفلى رضيعاً، فلا يستطيع الخروج من المنزل أو اللعب من أصحابه.

أما "محمد" فعند سؤاله عن ما يريد قال باكياً: "عايز أبقى طفل طبيعى زى أصحابى، عايز أكون لعيب كورة زى صلاح وكل الناس تحبنى وتجرى ورايا، عايزأخف وأخرج ومحدش يتريق عليا"، و كل ما أطلبه من الرئيس السيسى العلاج وأن لم يكن لى علاج أريد معاشا، وسأرضى بنصيبى فقط. 

وتناول "الحج سيد" أطراف الحديث قائلاً: "قدمنا طلب بمعاش تكافل وكرامة، فلم نجد أى تكافل ولم نر أي كرامة"، وحصلنا على مبلغ 85 جنيها حتى وصل لـ220 جنيها فى 2014، ولكن تم قطعه بعد ظهور معاش تكافل وكرامة ، فقدمنا الأوراق ولكن بعد فتره كان الرد من الموظف "الملف ضاع" ، فقمنا بعمل أوراق جديدة، ومازال قيد الاستعلام منذ عامين، وبعد أن قدمت شكوى فى النيابة الإدارية ، صرفوا لى 150 جنيها، لا يكفوا أى شئ.

وأضاف "الشرقاوى"، كل ما نطلبه علاج لطفلى أو معاش يساعدنا، بعد غلاء الأسعار والمعيشه ، فالرئيس السيسى أقر "تكافل وكرامة" لحفظ كرامة الفقير، ولا نطلب سوى الكرامة والعيش الكريم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً