اعلان

تسلق الجبال في جنوب سيناء.. رياضة ومقصد سياحي جديد يبحث عن الترويج (صور)

تتمتع محافظة جنوب سيناء، بطبيعة جغرافية مختلفة عن باقي محافظات مصر، وتجد فيها الجبال والهضاب والسهول المنبسطة، السهول تحتل الجزء الأصغر من المساحة، أما الجبال تستحوذ على المساحة الكبرى، حيث تجد سلاسل جبال سانت كاترين، التي تمتد لمئات الكيلو مترات.

جبال جنوب سيناء مرتفعة، وتعد من أعلى الجبال في مصر، حيث يبلغ ارتفاع جبل كاترين نحو 3000 متر فوق مستوى سطح البحر، ومن مميزات الجبال أن غالبيتها من أصل ناري "أركي"، أي شديدة الصلابة ومتنوعة في الألوان، بالرغم من هذه الميزات التي قلما تتوفر في بلد ما، فلم يتم استغلال هذه الجبال مثل دول أخرى.

تسلق الجبال رياضة منتشرة في عديد من دول العالم، وتعد أحد أهم عوامل الجذب للسياح والمهتمين بهذه الرياضة من مختلف دول العالم، بدأت تنتشر في منطقة وادى قنى أو "جنى" التابعة لمدينة دهب، الواقعة على خليج العقبة ومتسلقي الجبال أجانب ومصريين، أعداد قليلة تمارس هذه الرياضة بهدف المتعة فقط.

يسعي العاملون في هذه الرياضة من أبناء بدو جنوب سيناء، في نشرها، إذ تعد مصدر دخل قومي لعدد من الدول، لا سيما في دول جنوب شرق أسيا والدول الإسكندنافية.

اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، قال إن تسلق الجبال في دهب انتشر بالفعل، وهناك متابعة من قبل الأجهزة الأمنية والتنفيذية، لضمان أمن وسلامة السياح، مشيرًا إلى أن المحافظة تشتهر بالجبال المرتفعة التي تصلح لإقامة هذه الرياضة، وتحتاج إلى متخصصين في هذا المجال، لضمان أمن وسلامة المتسلقين وتنسيق تام مع الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، مؤكدًا أنه يرحب بأي مستثمر في هذا المجال، لأنه إضافة للمحافظة.

وأكد المحافظ في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه أرسل لجنة في عام 2015 إلى مدينة دهب، تضم اللواء نادر العشماوي السكرتير العام المساعد الحالي، واللواء عصام خضر مدير مركز الأزمات السابق، ورئيس المدينة الأسبق عماد علوان، من أجل معاينة مكان التسلق في وادى قنى، وتنفيذ تجربة إنقاذ لسياح علقوا على الجبال، بهدف معرفة التعامل مع الموقف، وكيفية التصرف في مثل هذه الحوادث، وإيجاد الحلول المناسبة له، مع فرض توصيات وضوابط للعمل بهذه المنطقة.

وقال سعيد خضر أبو شاويش 45 عاما من قبيلة العليقات بجنوب سيناء، إن أسس مركز في العسلة بدهب، مركزًا يطلق عليه غواصي الصحراء "Desert Divers" من أجل هذه الرياضة، موضحًا أنه كان يعمل في رياضة الغوص بمدينة دهب في عام 1998، مع صديقه "أنزو فرارى" إيطالي الجنسية، وهو صاحب الفضل في لفت نظري، تجاه الجبال التي تمتد بجنوب سيناء، وهى إحدى المقومات السياحية الهامة، حيث يمكن استغلالها في رياضة قوية يعشقها الملايين من جميع أنحاء العالم، وهى رياضة تسلق الجبال في الوقت الذي كان مشغول فيه الجميع باكتشاف الشواطئ والبحار، للاستفادة منها في القطاع السياحي.

أضاف الشاب السيناوى في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن تسلق الجبال لم يكن له شأن، وكان يتم ممارسته خفية، مشيرًا ولكنها بدأت تظهر تدريجيا منذ عام 1998، لافتًا إلى أن الجِبال في مدينة دهب، تكون لوحة رائعة الجمال حيثُ الرمال الذهبية، المياه الزرقاء وحولها الجبال الشاهقة، رياضة تسلُق الجِبال في دهب لها طابع خاص عن أي مكان آخر، وخاصة وادي جني المشهور باحتوائه على العديد من الجبال المُجهّز بعضها، لممارسة هذه الرياضة، كانتشار الخُطافات عليه، لتسهيل الصعود على المُتسلقين.

في عام 2002، استطاع سعيد التواصل مع عدد من الشخصيات المختلفة من أنحاء العالم، وقام بشراء جميع المعدات الخاصة برياضة تسلق الجبال، وبدأ في رحلة جذب السائحين، ولفت أنظارهم الي هذه الرياضة، إلى جانب استضافة مدربين عالمين في رياضة التسلق لتدريب شباب من بدو سيناء ومقيميها، ليصبحوا روادا في هذا المجال، والأن أصبح لدينا 5 رواد من متسلقي الجبال بجنوب سيناء.

وأضاف، أنه يتم الأن ممارسة رياضة تسلق الجبال بوادي جني التابع لمدينة دهب، حتى الوصول الى منطقة سانت كاترين وغيرها من الجبال، وأصبح الأن لدينا أكثر من 25 طريق في وادي جنى فقط، للوصول إلى العديد من قمم الجبال.

طالب سعيد، بأن تقوم وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، بوضع هذه الرياضة على خارطة السياحة، موضحًا أن المحافظة يجب أن تدعو المستثمرين للاستثمار في هذا المجال، لأنه بالفعل مشروع مربح ويزيد من الدخل القومي.

في نفس السياق قال خالد صباح من بدو جنوب سيناء، وأحد تلاميذ المتسلق سعيد، أنه تم تحديد مناطق جبلية لكل فئة عمرية حتى يستطيع كل شخص أن يتسلق الجبل وفقا لسنة, موضحا أنه تم وضع "بولت" قطع حديدة مثبتة في الجبال في الجبال لمساعدة المتسلقين في الرحلة التي تستغرق نحو أكثر من ثلاث ساعات على الأقل والارتفاعات تكون بين 15 إلى 30 متر حسب الفئة العمرية. 

وأشار إلى أن ما يجب اصطحابه معك عند تسلُق الجِبال، الملابس الرياضية المريحة، حذاء رياضي خاص بهذه الرياضة لسهولة التسلق ويُفضل المطاط، ويجب مراعاة انخفاض درجات الحرارة في القِمم والحِرص على اصطحاب المزيد من الملابس نظارات للحماية من حرارة الشمس والماء ومأكولات خفيفة تزيد من الطاقة.

وأوضح، أنه يقبل علي ممارسة رياضة التسلق بجنوب سيناء، الألاف من السائحين من مختلف جنسيات العالم، حيث ينظرون إلى رياضة التسلق على أنها ليست للاستمتاع بالطبيعة فقط، ولكن لها فوائد كثيرة سواء كان بدنيا أو ذهنيا، بالإضافة الي تقوية عضلات القلب، ويرى أن سياحة ممارسة تسلق الجبال، هي السياحة الواعدة في جنوب سيناء، والتي ستساهم في وضع اسم مصر في أطلس الشرق الأوسط لتسلق الجبال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً