رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحديد جدول زمني لسحب قواته من سوريا وإعادتها إلى واشنطن، وذلك في اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض.
وأوضح ترامب: "لم أقل أبدا سريعا أو بطيئا… قال أحدهم لأربعة أشهر، لكنني لم أقل ذلك أيضا"، بحسب شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية.
وأضاف: "نحن نخرج من سوريا. انظر، نحن لا نريد سوريا"، ليستكمل بعدها بالحديث عن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قائلا عنه: "لقد تخلى عن سوريا قبل سنوات عندما لم ينتهك الخط الأحمر".
كما تطرق ترامب إلى سلفه أوباما، لقراره بـ"عدم انتهاك بيانه" حول الخط الأحمر في سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين. وقال: "أنت تعرف أن صنع تهديد ما على ما يرام، لكن يجب عليك دائما متابعة ذلك"، مضيفا أن "سوريا ضاعت منذ زمن بعيد".
ورأى ترامب أن سوريا ليست أكثر من "رمل وموت" قبل الحديث عن الأكراد في ذلك البلد. وقال: "الأكراد، إنه أمر مثير للغاية"، مضيفا أن "تركيا لا تحبهم".
وتابع: "لم يعجبني حقيقة أنهم يبيعون النفط الصغير الذي يملكونه لإيران" و"نحن لا نشعر بسعادة غامرة بشأن ذلك"، معتبرا أنه "في الوقت نفسه، يقاتلون بشكل أفضل عندما نقاتل معهم".
ويضيف ترامب: "نريد حماية الأكراد على الرغم من ذلك" و"لكنني لا أريد أن أكون في سوريا إلى الأبد". كما أعاد ترامب إحياء ادعائه بأن روسيا غير راضية عن انسحاب القوات الأمريكية لأنها تجبر القوات الروسية على السيطرة على القتال ضد "داعش".
وبدا في الأيام القليلة الماضية أن ترامب يتراجع عن الانسحاب السريع للقوات وأكد أن العملية ستكون بطيئة. كما أبلغ السناتور الجمهوري البارز ليندزي غراهام الصحفيين بعد لقاء مع ترامب بأن الأخير ملتزم بضمان عدم اشتباك تركيا مع قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية عقب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
وقال مسؤولون إن القادة الأمريكيين الذين يخططون لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا يوصون بالسماح لمقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية الذين يحاربون تنظيم "داعش" بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة.
ومن المرجح أن يثير هذا الاقتراح غضب تركيا التي سيجري جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي محادثات مع مسؤوليها هذا الأسبوع.
وكان العديد من المسؤولين الأمريكيين حذروا من مغبة الانسحاب بشكل سريع من سوريا، ما سيتيح خاصة لروسيا وايران التفرد في هذا البلد. واحتجاجا على قرار الانسحاب هذا قدم وزير الدفاع جيم ماتيس استقالته.