هي صاحبة العيون الجريئة التي سحرت الكثيرين، كانت عيونها جذابة إلى حد ألا تصمد أمامها لعدة ثواني، عيون ورثتها من والدها المصري ووالدتها البولندية وتفتحت هذه العيون على حي عابدين.. هي بولا محمد مصطفى شفيق، أو كما عشقها الجميع، هي : «نادية لطفي».. الشجاعة التي كان لسانها سيفًا ولا زال، وشهد لها الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة قائلًا: ناديا لطفي كانت امرأة شجاعة عندما زارتنا خلال حصار بيروت عام 1982 وبقيت طيلة الحصار حيث خرجت معنا في سفينة شمس المتوسط اليونانية إلى ميناء طرطوس السوري.
قدمت «صاحبة العيون الساحرة» أعمالًا خالدة مثل: فيلم الناصر صلاح الدين، والسمان والخريف، وجريمة الحي الهادئ، والنظارة السوداء، وأبي فوق الشجرة، ولاتطفئ الشمس.
وكانت الفنانة نادية لطفي أول من اشترى شاليه في العجمي بالاسكندرية، حيث اعترض صديقها عبد الحليم حافظ وقتها على مكانه قائلًا : «ليه كده يا نادية دي حتة مقطوعة»، وفي إحدى الحوارات الصحفية السابقة قالت عن هذا الشالية: « كنت دائمة اليفر في الثلاثة شهور الصيفية لأقضيها في العجمي.. حيث كانت الطبيعة خلابة وهادئة قبل أن يزحف المصيفون بهذا الشكل المزعج كما يحدث الآن.. وبما انني أول فنانة امتلكت شاليه في العجمي.. فكان الكثير من الفنانين والفنانات يتجمعون عندي.. وعلى رأسهم «عبد الحليم حافظ» وسعد الدين وهبة وسميحة أيوب وليلى مراد.. والمخرج كمال ياسين ونبيلة السيد وحسين جمعة وحسن مصطفى للاسترخاء والتحاور في مشاكل الفن وقضاياه.. وكانت السعادة والفرحة والسرور هي أساس تجمعنا.. حيث ركوب الدراجات وسباق الجري والضحك والمرح ولعب الكوتشينة.. ونستطيع أن نقول أنها فترة سكون ولقاء مع الطبيعة بعيدًا عن الإزعاج والضوضاء.. والعجمي في تلك الفترة - عام 1996- كانت لا تزال منطقة «بكر».. فلك أن تتخيل أن النور فيها عبارة عن كلوبات.. والمياه تخرج من البئر، وشوارعها عبارة عن مدقات، والمنطقة لم تكن قد عرفت المدينة مما أدهش عبد الحليم حينما عرف أنني اشتريت شاليه في هذه المنطقة وقال : «دي منطقة مقطوعة».. ولكن ما ان جلس فيها حتى قرر ان يكون أحد سكانها بل وأصبح عمدتها بمعنى الكلمة.. بمعنى أننا كفنانين كنا ننظر اليه على انه زعيم الفنانين.. ودائمًا ما كان حليم يتصدى لأي مشكلة يتعرض لها فنان أو صحفي لأن دائمًا ما كان يقول :«الفن والصحافة وجهان لعملة واحدة»
اقرأ أيضًا... نادية لطفة تكشف كواليس ضربها في فيلم"أبى فوق الشجرة"