على الضفاف الشرقية لنهر النيل بمركز ملوى جنوب محافظة المنيا تقع العديد من القرى والنجوع ذات الطبيعة الصحراوية، حيث تعيش فيها وتتوارثها أجيال بعد أجيال، إلا أن هذه الأجيال كتب عليها الحرمان من التعليم على الرغم من الجهود الذاتية لبعض المواطنين وتخلي الدولة عن مساندة وتطوير معيشة أهالي الضفة الشرقية.
وفي قرية الشيخ عبادة، كانت لنا وقفة أمام قصة معاناة حيث رصدت "أهل مصر" بعض حالات الأطفال المحرومين من التعليم بسبب عدو وجود مدارس في القرية والنجوع المجاورة تساعد في تعليم الأطفال، وعدم وجود أى وسيلة مواصلات آمنة غير المعديات النهرية، والتى اعتبرها المواطنين السبب الأساسي في حرامان أطفالهم من التعليم، وبعد مسافة الطريق للوصول إلى المدارس الأساسية المتواجدة في قرى غرب النيل حتى تحولت قرى شرق النيل إلى مقبرة للطلاب.
والتقينا أحمد الشويخ، من أبناء قرية الشيخ عبادة، الذي قال: "القرية منذ أعوام طويلة تصرخ من عدم وجود الخدمات التعليمية والصحية التى نعتبرها أبسط حقوق سكان قرى شرق النيل بعد أن سقطت من حسابات المسئولين في جميع الخدمات، حتى وصل الامر الي عدم الاهتمام بالتعليم وعدم توفير كافة الرعاية الصحية لاهالي القرية لتوفير حياة كريمة لهم".
فيما أكد عمرو سالم، 30 سنة ، أحد أبناء القرية، أن غياب الجهات التنفيذية هو العامل الأساسي في حرمان أطفال قري الشرق من التعليم، وإذا حاولنا تعليم أولادنا في المدارس البعيدة عن القرية لابد من وجود سيارة خاصة لتوصيل الأطفال إلى المدارس دون التأخير عن مواعيد اليوم الدراسي نظرا لبعد المسافة بين قرى مركز ملوى ومدارس مركز أبوقرقاص.
وعند النظر في عيون أطفال لا يتعدى عمرهم الـ10 سنوات تجد لغة الأرقام والحسابات المادية في حديثهم من حيث تكلفة الوصول لمدارس قرى البر الغربي من نهر النيل التي تبعد أكثر من 10 كيلو متر يحتاج فيها الطالب 15 جنيه مصروف يومى للذهاب إلى المدرسة.