"تحرير الشام" توسع رقعة سيطرتها في الشمال السوري

صورة أرشيفية
كتب : وكالات

واصل مسلحو "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) تقدمهم في مناطق مختلفة من ريفي إدلب وحلب شمال سوريا، وسط أنباء متضاربة عن مفاوضات بين "الهيئة" وفصائل المعارضة في المنطقة.

وأفاد ناشطون سوريون بعودة الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين "تحرير الشام" من جانب، و"كتائب ثوار الشام" و"بيارق الشام" التابعتين لـ"الوطنية للتحرير" من جانب آخر على محاور في محيط وأطراف مدينة الأتارب، التي تعد أكبر مدينة في القطاع الغربي من ريف حلب.

وأضاف الناشطون أن "الهيئة" تسعى من خلال هجومها ضمن 4 محاور، للسيطرة على الأتارب بعد إخفاق الجولة الأولى من التفاوض بين الطرفين، إذ تطالب "الهيئة" بتسليم عشرات المطلوبين لها من مقاتلي الفصائل العاملة في الأتارب وبينهم مواطنات، وسط رفض شعبي واسع لدخول "الهيئة" المدينة.

وأشار الناشطون إلى أن الاقتتال في شمال إدلب بين "تحرير الشام" وفصائل منضوية تحت راية "الوطنية للتحرير"، امتد أيضا إلى القطاع الشمالي الغربي من الريف الحلبي، حيث هاجمت "الهيئة" مناطق سيطرة فصائل عملية "غصن الزيتون" المدعومة من تركيا، في اشتباك هو الأول من نوعه بين الطرفين.

من جهتها، أكدت مواقع سورية معارضة أن "تحرير الشام" حاصرت الأتارب السبت، بعشرات الآليات العسكرية والدبابات، بعد تمكنها من السيطرة على منطقة جبل سمعان الاستراتيجية، آخر معاقل حركة الزنكي في المنطقة، في حين دعا أهالي الأتارب عبر مكبرات الصوت في المساجد، للنفير العام لمواجهة "تحرير الشام" ورد عدوانها على المدينة.

وحسب المواقع المعارضة، فإن التجاهل التركي للعمليات على الأرض، رغم دخول فصائل "الجبهة الوطنية" المدعومة من تركيا في المواجهات ضد "الهيئة"، وبينها فصيل "فيلق الشام" والذي ظهر كطرف أساسي في المواجهات، لكن دون جدية في القتال ضد "تحرير الشام"، هذا التجاهل زاد من تغوّل "تحرير الشام" في توغلها في ريف حلب الغربي.

وحسب متابعة ميدانية للوضع في إدلب نشرها "مكتب الارتباط والدراسات العسكرية" في "الجيش الحر"، فإن "تحرير الشام" تريد السيطرة على إدلب والتخلص من أي فصيل يشكل خطرا عليها "تحت غطاء ذرائع واهية واتهامات باطلة"، في توجه لوضع الجانب التركي أمام خيار "أنها التشكيل العسكري الوحيد القادر على إدارة المناطق المحررة في إدلب ومحيطها والمتحكم بكافة مفاصلها".

وتزامنا مع نجاحات "تحرير الشام" شمال إدلب، أفادت مصادر معارضة بدخول مسلحي التنظيم، أمس السبت إلى قرى وبلدات بريف مدينة معرة النعمان الشرقي جنوب إدلب بشكل سلمي، بعدما سيطرت عليها حركتا "أحرار الشام" و"صقور الشام" قبل يومين.

وتحدثت المصادر عن عقد جلسة مفاوضات سرية بين قادة من "تحرير الشام" و"الوطنية للتحرير"، لبحث مناطق ريفي إدلب وحماة على خلفية الاقتتال الأخير، إضافة لملف الأسرى لدى الطرفين.

وحسب المصادر، وافقت "الجبهة" على دخول "تحرير الشام" إلى مناطق ريف معرة النعمان الشرقي سلميّا ودون أي اقتتال، مع انسحاب "أحرار الشام" و"صقور الشام" من المنطقة، في حين لا تزال المفاوضات مستمرة حول مصير مدينتي معرة النعمان وأريحا جنوب إدلب، واللتين يسيطر عليهما "أحرار الشام" و"صقور الشام".

وبالتوازي، أدخلت "تحرير الشام" أرتالها إلى بلدات تلمنس والغدفة وجرجناز والحراكي، شرق معرة النعمان، وتعمل على بسط نفوذها وسيطرتها على كامل المنطقة.

وأفادت شبكة "شام" نقلا عن "مصادر عسكرية" باستمرار المفاوضات بين "الوطنية للتحرير" و"تحرير الشام" في ريفي إدلب وحلب، للتوصل إلى اتفاق شامل بين الطرفين لإنهاء المواجهة وإيجاد آلية مشتركة لإدارة المناطق التي شهدت اشتباكات خلال الأيام الماضية، ومنها تلك التي سيطرت عليها "الهيئة" غربي حلب، والتي سيطرت عليها "الجبهة الوطنية" شرقي معرة النعمان وريف إدلب الجنوبي.

ومنذ أشهر تسربت معلومات عن لقاءات مكثفة بين مسؤولين مدنيين وعسكريين من "الجبهة الوطنية" و"تحرير الشام"، للوصول لصيغة اتفاق على توسعة حكومة الإنقاذ التابعة لـ"الهيئة" واشتراك الطرفين في الإدارة المدنية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي يستعرض الجهود التنموية المصرية وتوفير الفرص الاستثمارية الكبيرة