"أهالينا الطيبين".. "حلم الحياة" أمنية سكان مقابر علي زين العابدين: "حسوا الغلابة يا حكومة" (فيديو وصور)

تعبر مقولة الشاعر محمود درويش "لم نحلم بأكثر من حياة كالحياة"؛ عن آمال وطموحات 130 أسرة يقطنون في مقابر علي زين العابدين بحي السيدة زينب، فهؤلاء البسطاء والكادحين يقف سقف أحلامهم عند حد توفير مسكن ينتشلهم من معاناة مشاركة الموتى الحياة، ويرنون إلى من يمد لهم يد العون ويستمع إلى مشكلاتهم، ومن ثمَّ يوفر لهم عيشًا كريمًا مثلهم مثل باقي أبناء الوطن.

اقرأ أيضًا.. "أهالينا الطيبين".. حملة "أهل مصر" لنقل صوت البسطاء من قلب العشوائيات

وفي الجزء الثالث من حملة "أهالينا الطيبين"، التي أطلقها موقع "أهل مصر"، لتسليط الضوء على المشكلات التي تواجه البسطاء والكادحين من أهالي مصر، نواصل نقل صوت 130 أسرة يقطنون في مقابر علي زين العابدين بحي السيدة زينب، جميعهم يفتقد لكل مقومات الحياة، ويعيش 80% منهم داخل قبر مساحته 3 أمتار ونصف المتر، نصفها سجى فيه جسد الميت، والنصف الآخر ينامون فيه، بعد أن اضطروا لفتح المقبرة ووضع أمتعتهم البسيطة داخلها، ومن ثَّمَ العيش بجوار الموتى، أما الـ 20% الآخرين فيعيشون داخل عشش مصنوعة من الصفيح أو الخشب.

اقرأ أيضًا.. "أهالينا الطيبين".. "عندما تُجبر على العيش داخل قبر".. 130 أسرة بمقابر علي زين العابدين "محرومين من كل حاجة" (فيديو)

داخل مقابر علي زين العابدين بحي السيدة زينب، يعيش "صالح" ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر 26 عامًا، لم يعرف طوال هذه السنوات سوى معاناة تليها أخرى أشد ألمًا.

ولد "صالح"، بمركز "منفلوط" التابع لمحافظة أسيوط، ولكنه لم يبقى في صعيد مصر سوى عام واحد، وانتقل عقبه إلي المدافن -حيًا وليس ميتًا-، فقد أجبرت الظروف المعيشية الصعبة والدته على حمله والمجئ به إلى القاهرة ليستقرا بمقابر علي زين العابدين بحي السيدة زينب.

شاهد.. معاناة شاب بمقابر على زين العابدين تسبب له خطأ طبي في عاهة مستديمة 

مرت السنوات والتحق "صالح" وهو طفل بمدرسة السيدة زينب الإبتدائية، إلا أن المرض حرمه من استكمال تعليمه، وجد هذا الشاب نفسه -منذ أن كان طفلًا- وسط دوامة من الآلام المرض؛ فقد كان يعاني من مشاكل صحية فى الصدر والعمود الفقري.

أجرى "صالح"، العديد من الجراحات الطبية، كان أولها عملية "فتح صدر"، إضافة إلى عمليتين في العمود الفقري، وأجريت له الثلاث عمليات فى مستشفى الطلبة، وباءت جميعها بالفشل، مما ضاعف سوء حالته الصحية.

يؤكد "صالح"، أن "ظهري مكنش كده، أنا كنت كويس، والدكتور اللي عمل ليا العملية هو اللي بوظ ظهري"، يعبر هذا الشاب عن مطالبه وقد سبقته الدموع قائلًا: "أنا مش قادر وحاسس إني محروق من جوه، وكل ما بتكلم مافيش حد بيعمل حاجة، كل مطالبي إني ألاقي اللي يسمعني ويحس بمشكلتي ويوفر لي العلاج.. احنا الغلابة المفروض يحسوا بينا".

شاهد.. شاب بمقابر على زين العابدين للمسئولين: "حسوا بالغلابة"

أنتظر "صالح" أيادٍ الخير كي تنتشله من معاناته الصحية، وطرق أبواب جميع المستشفيات الحكومية دون أمل، مما أصابه بحالة من الإحباط والاكتئاب تضاعفت مع الآلام الجسدية التي يعانيها ليل نهار، وكانت آخر الصدمات التي تلقاها هذا الشاب حين قصد إحدى المستشفيات الحكومية في محاولة بحث جديدة عن من يخفف عنه وطأة المرض، فطلبوا منه تسديد مبلغ 8 آلاف جنيه نظير إجراء جراحة طبية يحتاجها في عموده الفقري على أقصى سرعة، ولأنه لا يملك هذا المبلغ ولا حتى جزءًا بسيطَا منه، طلب من مسؤولي هذه المستشفى أن يجروا له العملية على نفقة الدولة فرفضوا، وعنفوا والدته قائلين: "خدي ابنك وأمشي، مش هينفع نعمله حاجة".

شاهد.. معاناة شاب بمقابر على زين العابدين يحاول الانتحار بسبب رفض الأطباء تولي علاجه 

يقول "صالح"، واصفًا ما حدث له في المستشفى: "رجعوني تاني ونفسي مكسورة"، ولعل هذا الشعور أوصله إلى مرحلة اليأس، ودفعه إلى التفكير في إنهاء حياته، ولذلك فقد حاول الانتحار أكثر من مرة، كانت آخرها حين صنع مشنقة لنفسه فى سقف المقبرة التي يسكن فيها مع والدته، وعلق نفسه بها، ولم ينقذه من الموت سوى أحد جيرانه.

شاهد.. كيف أنقذ أهالي مقابر علي زين العابدين شابًا من الموت على حبل المشنقة 

"صالح"، ليس له أي مصدر دخل، إضافة إلى أن حالته الصحية التي تسوء يومًا وراء يوم تمنعه من القدرة على القيام بأي عمل حتى لو كان المجهود فيه محدودًا، وتتلخص مطالب هذا الشاب التي عبر عنها لـ"أهل مصر" في أن ينظر له المسؤولين أو أهل الخير بعين الرأفة ويمكنوه من إجراء العملية الطبية التي يحتاجها في عموده الفقري.

اقرأ أيضًا.. بعد حملة "أهالينا الطيبين" عن مقابر زين العابدين.. القاهرة تتنصل ومشرف تطوير العشوائيات يتهرب.. ومسئول الجبانات: الحل عند المحافظة (فيديو)

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً