هل يعود زمن «الإرهاب المنظم» الذي خلفته القاعدة قبل أن تندثر؟.. هل يلوح أحفاد بن لادن برؤسهم في المشهد السياسي المرتعش مرة أخرى بعد دحر مواطن قوى داعش في سوريا وليبيا والعراق والقضاء عليهم أينما تواجدوا، مشهد ضرب برج التجارة العالمي في سابقة لم تحدث في التاريخ ما زال يتذكره الجميع، عندما أنارت سماء البنتاجون بنيران القاعدة، فهل يتكرر المشهد مجددًا، بعد أن خفتت نيران الدواعش في نفس أماكن ميلادهم، أم أن طرفًا ثالثًا يتربص بالمشهد، حيث ينتهي الدواعش تمامًا ويظل تنظيم القاعدة متواريًا خلف تاريخه.. ليخرج هو ويقتنص المشهد.
في الوقت الحالي وما يشهده تنظيم داعش من ضعف وانحدار بسبب تضييق الخناق عليه، بدأ تنظيم القاعدة في إعادة بناء نسيجه التكفيري من خلال استراتيجية جديدة في محاولة لملء الفراغ الذي أحدثه تراجع نفوذ تنظيم داعش في المنطقة عقب هزائمه في سوريا والعراق، حيث أجرى تنظيم القاعدة العديد من التغييرات على المستوى التنظيمي والعملياتي، وفق ما أوضحه مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية حول استراتيجية تنظيم القاعدة الجديدة والتي تضمنت أربع أسس رئيسية، وهي التحالفات مع الجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة، حيث أسس عدة تحالفات ضمت عددًا من تلك الجماعات تمثلت في «المرابطون وأنصار الدين وإمارة منطقة الصحراء الكبرى وجبهة تحرير ماسينا».
كما بدأ تنظيم القاعدة في استخدام أساليب جديدة لم يكن يستخدمها من قبل، وتمثلت في استخدام العمليات الانتحارية والدفع بالنساء لتفجير أنفسهن في الأسواق والتجمعات البشرية لزيادة الخسائر البشرية والمادية، إضافة إلى الضرب على وتر العرقية، حيث يحرص التنظيم على احتفاظه بظهير عرقي يمثل مصدرًا رئيسيًّا للعناصر الإرهابية التي تنضم إليه، والاعتماد على عنصر الشباب.
في السياق ذاته قال سامح عيد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، والباحث المتخصص فى شئون الحركات الإرهابية، إن القاعدة لم تنتهي وفي ظل تواجد داعش كان يوجد نشاط ملموس للقاعدة في اليمن وليبيا وهم من نفذوا الحادث الإرهابي بالسفارة الأمرييكية واغتيال السفير الأمريكي لدى ليبيا.
وأضاف عيد في تصريحاته لـ«أهل مصر» أنه توجد علاقات متينة بين تنظيمي القاعدة وداعش، فالبغدادي فرع متين من فروع القاعدة وهو تلميذ لأسامة بن لادن، مشيرًا إلى أنه من الوارد ظهور مليشيات جديدة في الوقت الراهن تحت مسميات جديدة لكنهم في الأساس ينبعون من التنظيم الأم القاعدة.
وأشار عيد إلى أن الأجيال الشبابية في التنظيمات يتهمون القادة القدامي بأنهم أقل جرأة إلى أن فشلت تلك الأفكار الشبابية وانتصرت رؤية بن لادن، موضحًا أن سبب الخلاف في سيناء بين الجماعات الإرهابية هو عدم مبايعة هشام عشماوي للبغدادي وأعلن أن ولائه الأكبر للظواهري، مؤكدًا أنه سوف يظهر في الفترة المقبلة قادة جدد للتنظيمات الإرهابية نتجوا من رحم الحرب في سوريا وهم بصدد الظهور إما على أساسهم القديم أو تحت مسميات جديدة تنتهج نفس الفكر التكفيري العدائي.
نقلا عن العدد الورقي.