أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة وطنية على مستوى جمهورية مصر العربية، لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا والقرى الفقيرة على مستوى الجمهورية خلال عام 2019، وقال الرئيس السيسي، إن المواطن المصري هو البطل الحقيقي العام الماضي، وهو الذي خاض معركتيّ البقاء والبناء ببسالة وقدم التضحيات متجرداً وتحمل كلفة الإصلاحات الاقتصادية، وتشارك "أهل مصر" في مبادرة الرئيس "حياة كريمة" من خلال رصد القرى الفقيرة نقص في الخدمات، والفئات الأكثر احتياجًا.
جاءت 60 قرية من قرى محافظة سوهاج ضمن الـ100 قرية الأكثر فقرًا، طبقا للمواصفات التى أقرتها مبادرة حياة كريمة التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بداية هذا العام لتوفير حياة كريمة للمواطن البسيط والاكثر احتياجا.
قرية نزلة عمارة هي إحدى القرى التابعة لمركز طهطا شمال محافظة سوهاج، احتلت المركز الخامس في القرى الأكثر احتياجا على مستوى جمهورية مصر العربية بواقع 88.22%.
يحدها من الغرب الجبل، ومن الشرق قرية الصفيحة ومن الجنوب قرية نزلة القاضي، ومن الشمال قرية حاجر مشطا، ويبلغ تعداد السكان بها حوالى 13 ألف و906 مواطن، بالتقريب نصفهم ذكور والنصف الاخر نساء.
وتبعد نزلة عمارة عن موقع مدينة طهطا حوالى 25 كيلو متر وكذلك تبعد عن مركز طما حوالي 27 كيلو متر وقرية نزلة عمارة تابعة للمجلس القروي بالصفيحة وتضم القرية عدد من النجوع هم: "نجع كاموس ــ الشيخ جمعه ــ الغرفة ــ نجع عبو ــ نجع كوم نايل نجع الصايغ ــ نجع الضامر_ قرية السيول" ويعمل أغلب سكان القرية بالزراعة وترتفع نسبة الأمية بين السكان.

ورصدت "أهل مصر" بعض مشاكل تلك القرية، التى جعلتها خامس قرية فقرا على مستوى مصر، نستعرضها خلال التقرير:-
السيول
تعتبر السيول هي ملك الموت الذى ينتظره أهالي قرية نزلة عمارة والقرى المجاورة مثل حاجر مشطا بداية كل شتاء، بسبب وقوع تلك القري تحت سفح الجبل، حيث تنزل السيول على تلك الجبال المجاورة، وتجرف الرمال تجاه تلك القرى، حتى كادت من قبل أن تجتاح القرية وتدخل المياه جميع بيوت القرية، مما يجعلهم ينتقلون إلى خارجها.
قال الشيخ محمود، أحد أبناء المنطقة، إن الدولة تمكنت من عمل مخرات للسيول تحت سفح الجبل مما جعلهم في اطمئنان نوعا ما، وساعد على استقرارهم، ولكن فى حالة زيادة السيول بطريقة غير طبيعة، قد تحدث كوارث وخيمة.
الصرف الصحي
الصرف الصحي في قرية نزلة عمارة يقول عنه عادل، أحد أبناء القرية إنه يسمع عنة فقط ويراه فى بعض المدن والقرى، ولكن لم تطأ قدمه قريته المنكوبة على حد تعبيره، التي تفتقر لكل مقومات الحياة الكريمة إلا ما ندر.
ويضيف أن الأهالي يعتمدون على حفر آبار وجعلها مصرف صحي لهم، وذلك يؤثر كثيرا على صحتهم بسبب اختلاط مياه تلك الآبار بمياه الطلمبات الحبشية، وأن تلك الآبار طفحت على جدران المنازل البسيطة والبدائية وكادت ان تسقط تلك المنازل على ساكنيها.

المياه
مأساة حقيقية يعانى منها أهالي قرية نزلة عمارة، حيث المياه لا تصلح للاستخدام الأدمي حسب أراء بعض الأهالي فى القرية، لأنها تأتي من أسفل الأرض، حيث يقوم مرشح مياه قرية الصفيحة بالقرية المجاورة بإمداد القرية بالمياه.
ويقول الأهالي أن تلك الميا رادمية وتصيب الأطفال والكبار بالفشل الكلوي، وأنها مالحة وغير جيدة فى المأكل والمشرب، ويضطر الكثيرون إلى ملئ بعض الجراكن لعمل الشاي والمشروبات والطهي من قري شرق طهطا أو مدينة طهطا لأن المياه هناك جيدة بالمقارنة بتلك الموجودة بالقرية.
الزراعة
يقوم الفلاحين فى قرية نزلة عمارة بزراعة تقريبا 650 فدان، ويجدون مشقة فى الحصول على المياه، ويعتمدون كل الاعتماد على المياة الجوفية.
ويضيف أهالي القرية أن الري بالمياه الأرتوازى الجوفية يكلفهم كثير من المال بالمقارنة بالري البحارى، ولكن عدو وجود مياه بحاري يجبرهم على استعمال مياه جوفية بماكينات الري.

الصحة
كان يوجد بها مستشفى تكاملي على أكمل وجه تجري فيها العديد من العمليات وتخدم عشرات الآلاف من المواطنين بالقرية والقري المجاورة، وكان يوجد بها طاقم من الأطباء والتمريض ومشرحة وصيدلية وخلافة، وتم تحويلها إلى وحدة طب أسرة.
وأضاف عادل، أحد أبناء القرية أن وحدة طب الأسرة تعمل بمبنى حديث بالقرب من المستشفى القديم، وتكتفي بتطعيم الأطفال وقيد المواليد والوفيات، مع العلم يوجد بعض الموظفين بالوحدة، ولكن لا تسعف الوحدة أي مريض يحتاج علاج سريع مثل لدغ العقرب، وخاصة أننا في حضن الجبل، ولذلك نطالب بإرجاعها إلى مستشفى تكاملي تخدم المواطنين بدلا من الذهاب إلى مستشفى طهطا العام الذى يبعد عنا عشرات الكيلو مترات وخاصة أنه لا توجد مواصلات بعد الغروب إلا سيارات خاصة أو توك توك خاص وذلك يكبد الأسر الكثير من المصاريف.
وأضاف عادل، أن الصيدليات فى القرية يديرها غير المتخصصين ولا يوجد بها صيادلة متخصصون، مما يعرض حياة المواطنين للخطر.

التعليم
لا يوجد بقرية نزلة عمارة التى تقع فى حضن الجبل شمال غرب مركز طها إلا مدرستين ابتدائيتين، وأخرى للمرحلة الإعدادية ولا يوجد به أي معهد أزهري، وأن إحدى تلك المدارس الابتدائية سابقة الذكر توجد فى قرية السيول، التي أنشأت بسبب أضرار السيول، عام 1994م، التابعة لقرية نزلة عمارة.
يقوم الطلاب بعد اجتياز المرحلة الإعدادية إلى التنقل لمدارس القري المجاورة وخاصة مدارس قرية "بني حرب"، أو مدارس مدينة طهطا، وفى ذلك مشقة كبيرة عليهم بسبب التنقل وتعثر تواجد المواصلات طوال اليوم وخاصة قرب نهاية اليوم الدراسي.

نقطة شرطة ووحدة إطفاء
يوجد بالقرية نقطة شرطة تقوم على ضبط الأمن والأمان بالقرية وفض المنازعات بين الأهالي، وساعدت كثيرا فى فرض حالة من الطمأنينة بين المواطنين وخاصة لقربهم من الجبل، ويوجد وحدة مطافئ تم بنائها بقرية نزلة عمارة ولكن لم تدخل الخدمة حتى الآن، لأنه لم يتم استلامها من المقاول والمسئولين على حد قولهم، ويرغبون فى تشغيلها وخاصة انه تقع بعض حوادث الحريق بسبب وجود القرية تحت الجبل ما يعرضها لرياح شديدة صيفا وشتاءا.
وحدة تضامن وجمعية زراعية
يوجد بالقرية وحدة تضامن اجتماعي تعمل على خدمة المواطنين، وبها أيضا عدد 2 جمعية خيرية، ومبنى صغير للجمعية الزراعية.
المواصلات
تعانى القرية كثيرا من مشكلة المواصلات، وخاصة لقلة السيارات بتلك القرية، وأكد الأهالي أن الخروج من القرية بعد صلاة العصر يعتبر صعبا إلا باتخاذ سيارة، أو وسيلة نقل خاصة، وهذا يكلف كثير، وأضافوا أن الطرقات غير مستوية وغير جاهزة وغير ممهدة.