يعدُّ النقش على المعادن وخاصة الذهب والفضة، واحدًا من الفنون الزخرفية التي نشأت مع تطور الفنون اليدوية والتطبيقية المصنعة من المعادن، ويتمثل باستخدام رسوم يدوية على السطوح المعدنية بعد تحويلها إلى نقوش بارزة أو غائرة، بمهارة فائقة ودقة عالية بحيث لا تعوق تلك الزخارف وظيفة الأداة واستخداماتها.
ويتم الحفر المباشر على قطع الحلي من الذهب والفضة، من خلال إزاحة الطبقات المتفاوتة من سطح قطع الحلي وذلك لتحديد العناصر المؤلفة للموضوع، أو عن طريق الحفر بصورة غائرة لإظهار هذه الأشكال، وذلك باستخدام أدوات فولاذية حادة مختلفة الأشكال ومتنوعة الرؤوس تُستخدم بحسب الحاجة، ويتم تنفيذ هذه التقنية يدويًا أو آليًا بوساطة أجهزة ناسخة تسمى (البانتوجراف pantographe)، وقد يستخدم المنفِّذ وسيطًا كيميائيًا عن طريق تغطيس القطعة المعدنية بالحموض بعد تغطيتها بمواد عازلة وتعريض العناصر المراد حفرها للحموض.
وأوضح رامز حافظ، صائغ بالحسين، أنه التحق في صغره بمهنة النشر والحفر علي الذهب والفضة، فتعلم علي يد والده وأعمامه، ودخل المهنة منذ ما يقرب من خمسين عام، مؤكدًا أنها مثل كل المهن في خان الخليلي والصاغة، يتوارثها الأبناء من الآباء والأجداد، وذلك علي الرغم من دراسته للقانون فحصل علي ليسانس الحقوق والتحاق بالنيابة الادارية، وأنهي حياته الوظيفية مستشارًا بالنيابة الادارية".
وأكد حافظ، أن كل المهن في خان الخليلي والصاغة باتت علي وشك الاندثار فلم تعد الأجيال الحالية مثل سابقها، شغوفة بتعلم وتوارث مهنة الآباء، بل مهتمون بالتكنولوجيا والسفر وغيره.
وأوضح حافظ، أن هذه المهنة تعتمد علي الفن والابداع، منوها أن كثير ممن يمارسون هذه المهنة الآن، لم يحصلوا علي قدر من تعلم فنون خط والزخرفة والحفر علي المعادن، ما يجعل أعمالهم ضعيفة وخالية من الروح.
وأكد حافظ، أن لهذه المهنة أدواتها الخاصة، ففي النشر نستخدم المنشار والريش ذو المقاسات المختلفة، أما أدوات الحفر، فهي فولاذة ذات رؤس حادة تمكن الصائغ من حفر ونقش الزخرفة علي أسطح قطع الحلي الذهبية والفضية.
وأشار حافظ، إلي أن كثير من الناس يحبون الفنون اليدوية "الهاند ميد"، وأيضا كثير من الناس تفضل حفر أسمائهم والكتابة علي قطع الحلي والمجوهرات من دلايات وخواتم للخطوبة والزفاف، وهناك أنواع خطوط معروفة يهتم بها كل من يأتي إلي، منها خط الطرة القديم أو «طغراء» وهما كلمتان معناهما واحد، والطغراء كتابة جميلة صغيرة بخط الثلث على شكل مخصوص، وأصلها علامة سلطانية مستحدثة تكتب في الأوامر السلطانية أو على النقود الإسلامية أو غيرها، و«الطغراء» غالبًا لا تطبع بل ترسم أو تكتب، وهي كتابة اسم السلطان واسم أبيه، وألقابه على شكل مخصوص، يحب اقتناءه القضاة السعوديون فكل قاض منهم كان لا بد أن يكون لديه ختم؛ وكانوا يفضلون العملة بهذا الخط، ويليه خط الرقعة والنسخ والفارسي والديواني والكوفي، أما بالنسبة للخطوط الأجنبية فتعلمت منها «الكابتل البلوك» و«الريشة» الفرنساوي.