ينظم متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية محاضرة بعنوان: "فن الفسيفساء: قراءة في الحياة القديمة"، يوم الاثنين المقبل، الساعة الواحدة ظهرًا، في مكتبة الإسكندرية، بمركز المؤتمرات، قاعة الاجتماعات C، وفن الفسيفساء فن راق استطعنا من خلاله التعرف على عديد من جوانب الحياة والأفكار للشعوب القديمة، فهو يحتوي على موضوعات متعددة ومختلفة، رصدنا من خلالها طبيعة معيشة هذه الشعوب؛ سواء ما اتبعته من عادات في المأكل، أو الأزياء في المناسبات المختلفة، أو الاحتفالات والأعياد المختلفة سواء قومية أو دينية أو وطنية، وغير ذلك من عادات وتقاليد الشعوب.
وفن الفسيفساء هو فن زخرفة الأسطح المعمارية باستخدام مواد مختلفة ومتنوعة، مقسمة لقطع صغيرة، ذات ألوان مختلفة، يتم تثبيتها جانبًا إلى جنب على طبقة مونة ملساء، ثم يقوم الفنان بعد الانتهاء بتثبيت اللوحة على الأسطح المختلفة.
واستخدمت الفسيفساء لتزيين المساحات الكبيرة والصغيرة، سواء على الأرضيات، أو الجدران، أو الأسقف، أو القباب، وأيضا النوافير في الحدائق.
ومر فن الفسيفساء بمراحل عديدة ومختلفة على مر العصور؛ حيث نفذ في حضارة بلاد الرافدين، والحضارة المصرية القديمة، والحضارة اليونانية، والحضارة الإسلامية وتعد قبة الصخرة من الأمثلة البارزة على فن الفسيفساء في بدايات العصر الإسلامي، والتي شارك في تنفيذها فنانون مصريون.
وبدأ انتشار فن الفسيفساء واستخدامه على نطاق واسع كان في القرن الخامس قبل الميلاد وتحديدًا في بلدة مقدونيا، ثم انتقل فن الفسيفساء إلى مختلف بلدان العالم المحيطة بالبحر المتوسط، ومن بين المدن التي يُرجع إليها بدايات بعض تقنياته كانت مدينة الأسكندرية.
يذكر أن فكرة استضافة متحف للآثار داخل مكتبة الإسكندرية، جاءت حين تم اكتشاف عدد من القطع الأثرية الرائعة التي تعود للعصر الهيلينستي والروماني والبيزنطي، وذلك ضمن أعمال الحفر التي تمت قبل إقامة المكتبة في موقعها هذا.
ومتحف الآثار هو أحد المتاحف القليلة في العالم التي تعرض قطعًا فنية تم اكتشافها في نفس مكان عرضها، وقد تم افتتاح المتحف رسميًّا في ١٦ أكتوبر ٢٠٠٢، وقد اختيرت مقتنياته بعناية لتعكس تاريخ مصر الثري والمتعدد الثقافات والممتد عبر الثقافات الفرعونية واليونانية والرومانية، والقبطية والإسلامية، مع التركيز على الإسكندرية والمرحلة الهيلينستية، ويحتوي المتحف على ١١٣٣ قطعة معروضة أبرزها مجموعتان الأولى، قطع فنية اكتشفت أثناء أعمال الحفر في موقع المكتبة (١٩٩٣-١٩٩٥). آثار رُفعت من قاع البحر المتوسط بالقرب من الميناء الشرقي وفي منطقة خليج أبي قير.
وقد أنشئ المتحف في عام ٢٠٠١ بهدف تعزيز البحث والابتكار من خلال البرامج والأنشطة المختلفة. فهو يعمل على تعريف زائريه بالفترات المختلفة من تاريخ مصر، وعلى توعية الشباب والنشء ثقافيًّا عن طريق تقديم مجموعة مختلفة من البرامج التعليمية.
وقد صمِم المتحف بأسلوب عصري باستخدام أحدث تقنيات التصميم الداخلي؛ مثل أنظمة الإضاءة البصرية الحديثة التي تناسب المعارض، وأنظمة مكافحة الحريق والسرقة. وأضيفت اللغة الفرنسية مؤخرًا إلى بطاقات الشرح بجميع الأقسام بالمتحف بجانب اللغتين العربية والإنجليزية لخدمة كافة زائري المتحف.
ويعد الموقع الإلكتروني لمتحف الآثار والذي يضم قاعدة بيانات مسجل عليها ما يقرب من ألف قطعة أثرية هو الأول من نوعه على مستوى مصر؛ من حيث عرضه لأغلب مقتنياته للجمهور على شبكة الإنترنت باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. حيث يستطيع المستخدم من خلال الموقع الدخول على أيٍّ من أقسام المتحف وقراءة مقدمة تاريخية وفنية عن العصر الذي تنتمي إليه القطع المعروضة بتلك الأقسام، يلي ذلك عرض تفصيلي وسلس لأهم القطع الأثرية المعروضة بالقسم. كما يمكن لزائري الموقع القيام بجولة تخيلية داخل قاعات المتحف.
تلقي المحاضرة الدكتورة إيمان محسن شهاوى؛ مدير الشئون الأثرية، بمركز الموزاييك، بوزارة الآثار، حيث ستتناول المحاضرة فن الفسيفساء وما يتضمنه من تقنيات متعددة ومختلفة نفذت في أماكن مختلفة في الحضارات القديمة؛ حيث عكس موضوعات مختلفة سواءً أساطير أو مشاهد الصيد أو مشاهد من الحياة اليومية، بالإضافة إلى الزخارف الهندسية والنباتية. إذًا، يُعدُّ فن الفسيفساء أرشيفًا مصورًا يساعد على معرفة الحياة في الحضارات القديمة.