في الذكرى الثالثة من ثورة 30 يونيو لا ينسى الكثيرون أن حركة تمرد كانت نقطة البداية لإسقاط حكم الجماعة الإرهابية حيث سعت الحركة منذ نشأتها في 26 أبريل 2013 إلى سحب الثقة من رئيس الجمهورية والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
قام مجموعة من الشباب بشق كيان الإرهابية وعلى رأسهم محمود بدر من خلال حملة توقيعات على استمارات لسحب الثقة من المعزول وتمكنت الحركة من جمع 22 مليون توقيع لسحب الثقة من محمد مرسي.
رفع شباب الحركة شعار "تمردوا فإن الأرض تحني رأسها للمتمردين، فما خلق الله الشعوب لتستكين"، ودعت استمارة تمرد إلى سحب الثقة من الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة واعتمدوا على اسم "تمرد" استنادا إلى اسم مجلة سورية، صدرت ضد نظام البعث السوري، حيث اقترحه أحد مؤسسيها، ليلقى قبولًا جمًا منهم، وجعلوه شعارًا لهم، ووضعوا بنود الاستمارة، وبدأوا في توزيعها.
وعقب ظهورها بفترة قصيرة استطاعت الحركة أن تحقق أول مكاسبها في أسبوع حيث أعلنت أنها جمعت نحو 200 ألف توقيع، ثم تلاها إعلان آخر خلال أول مؤتمر صحفي لها أعنت أنها جمعت جمع 2 مليون ونصف المليون توقيع وعلى خلفية ذلك تم اتهامهم بالمولاة لجهات أجنبية وخارجية، وأنها تهدف إلى الخراب وتتبع الحزب الوطني المنحل، إلا أنه مع زيادة خطايا الجماعة، بدأت القوى السياسية والثورية تأييدها، وانتقل هذا التأييد إلى قطاعات الشعب.
وفي يوم 30 يونيو أعلنت أنها جمعت نحو 22 مليون توقيع من المصريين المؤيدين لعزل مرسي، وانتشرت التظاهرات هنا وهناك رافعة استمارة "تمرد"، بدعم من بيانات الحركة المتتالية التي حثت المتظاهرين على الاستمرار في اعتصامهم.
وفي الأول من يوليو أطلقت بيانا آخر حددت فيه خريطة المسيرات التي ستنطلق في الشوارع، وتحاصر قصر القبة، والاحتشاد أمام مقر الحرس الجمهوري للمطالبة بعزل مرسي، حتى نجحت الحركة في 3 يوليو بعزل مرسي ومن ثم نجحت الحملة بدعم من كل مؤسسات الدولة في إسقاط حكم الجماعة الإرهابية.
وكالعادة لم يخلو مشهد الحركات الثورية من الانقسام والفرقة نتيجة لوجود الخلافات وفي 18 يوليو انشقت أول مجموعة عن الحملة، عقب قرار محمود بدر ومحمد عبد العزيز ومي وهبة وأعضاء آخرين بتحويل الحملة إلى حركة، وفي فبراير 2014 جاء ثاني انقسام عقب إعلان حمدين صباحي رئيس حزب الكرامة الترشح للرئاسة وكذلك إعلان السيسي الترشح وعليى خلفية ذلك وقع ارتباك في صفوف تمرد حيث اتجه البعض إلى تأييد صباحي من بينهم حسن شاهين، ومحمد عبدالعزيز، وخالد القاضي، بينما توجه البعض الآخر لدعم السيسي، وعلى رأسهم محمود بدر، ما تسبب في نشوب الخلافات.
وكان هناك خلاف آخر شهدته الحركة على خلفية نجاحها وحصولها على شعبية كبيرة، وإعلان اعتزامها تأسيس حزب سياسي جديد، أطلقت عليه اسم «الحركة الشعبية العربية»، الأمر أثار غضب البعض؛ لأنهم يرون أن تحوله لحزب سيفقد التفاف القوى السياسية والثورية مع الحركة، فيما لجأ بعضهم للانشقاق وكونوا حركة جديدة تحمل اسم «تمرد 25-30».
وفي نفس السياق وقع خلاف آخر داخل الحركة، بعدما أعلن عدد من ممثلي الحركة عن حملة جديدة تحت شعار «عشان رجالة»، لتقديم التقدير والعرفان لأفراد الجيش، وكانت المتحدثة الإعلامية لحركة تمرد إيمان المهدي، هي نفسها المتحدثة الإعلامية للحملة، ألا أن محمود بدر، خرج ونفى علاقة الحركة بالحملة، مؤكدًا أن مشاركة بعض قيادات تمرد في المؤتمر جاءت بصفة شخصية، وأن اللجنة المركزية لم تكن تعلم بهذه الحملة سوى بعد إصدارها.
وعلى مدار الفترة الماضية شهدت الحركة عددا من الاستقالات، حيث أعلن ما يقرب من 42 عضوًا من أعضاء حزب تمرد استقالتهم، وكان أبرزهم العضو المؤسس مصطفى السويسي؛ وذلك أيضًا للخلاف على بعض الأمور داخل سياسات الحزب.