مع بدء استعدادات المرحلة الثالثة لحملة 100 مليون صحة لفحص فيروس سي وعددًا من الأمراض المزمنة كالضغط والسمنة والسكر وعلاجها بالمجان تمامًا، تنادي كل المؤسسات بالدولة للنزول والمشاركة الفعالة في الحملة لأن تكلفة الفحوصات والتحاليل الطبية لا يمكن للفرد تحملها على نفقته خاصة مع تفاوت الأسعار في المعامل الخاصة.
أكد الدكتور محمد علي عز العرب، استشاري الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن حملة 100 مليون صحة هي الأكبر على مستوى العالم بل وفي التاريخ كله فهي تستهدف فحص حوالي 50 مليون مصري خلال سبعة أشهر، تم فحص أكثر من 50% من المستهدفين في ثلاثة أشهر فقط وهو يعتبر انجازًا سيسجله التاريخ بعزيمة وبرؤية سياسية ولوجستيات واضحة المعالم لمشاركة وزارة الصحة والسكان وزارة النقل ووجود الحملة داخل محطات مترو الأنفاق وغيرها مع منظمات المجتمع المدني فضلاً عن دخول قطاعات مختلفة من الجهات كالمساجد والكنائس، ومشاركة المحليات وأعضاء مجلس النواب، فهي تعتبر احتفالية وفرصة حقيقية لمصر لمعرفة نسبة الإصابة الفعلية لأهم مشكلة صحية وهي فيروس سي وكذلك إدخال الأمراض غير السارية كالضغط والسكر والسمنة يدعم الخريطة الصحية للأمراض في مصر خاصة عند معرفة إن نسبة الوفيات الناتجة عنهم أكثر من 70% وذلك خلال أخر دراسة صدرت في العام الماضي.
وأشار مؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، إلى أنه في حالة أراد شخص ما عمل الفحوصات والتحاليل الطبية التي يتم إجراؤها في حملة 100 مليون صحة بالمجان، فإنها ستكلفه الكثير لأن الحملة لا تقتصر على الأجسام المضادة "فيروس سي" فقط، ولكن في حالة إذا ظهر للشخص الذي يحلل أن تحليله إيجابي يتم عمل تحليل آخر وهو pcr ويأخذ مدة 10 أيام ويختلف سعره في المعامل الخاصة وقد يصل إلى 1000 جنيه، بخلاف التحاليل الأخرى التي تجريها الحملة والمرتبطة بقياس الضغط والسكر والسمنة مؤكدًا أن العلاج في الحملة بالمجان تمامًا.
وتابع عز العرب، "هي فرصة لمعرفة حجم الإصابة لدى كل فرد خاصة أنه بعد عمل تحليل الـ pcr نجد عدد كبير لديهم المرض لأن فيروس سي يختلف في أنه لا يأتي بالأعراض الواضحة في الالتهاب الحاد وهناك نسبة تدخل دور مزمن في مضاعفات التليف الكبدي على مدار 20 عام سواء أورام كبد أو غيبوبة كبدية واعتلال دماغي أو نزيف من دوالي المريء، ولكن هي فرصة حقيقية الآن يجب استغلالها لتجنب مضاعفات المرض على المدى المتوسط والبعيد، ومن ناحية اقتصادية لتوفير القوة الانتاجية، لأن رأس مال الشخص صحته وحتى لا يؤثر على الأخرين".
ويُشار إلى أن المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سي أجرت الفحص لنحو 26 مليون مواطن منذ بدايتها في أكتوبر الماضي، وأن عشرات الألاف من المصابين استلموا العلاج بالمجان.