كاتب وروائي مصري، درس الأدب الأنجليزي في جامعة عين شمس، وحصل على الدكتوراة، بدأ الكتابة في عام 1996م، وصدر له مجموعة قصصية قصيرة بعنوان"البيانو الأسود"، كما صدر له العديد من الأعمال الأدبية ومنها رواية" سانت تريزا" ثم رواية "جبل الزينة" ثم رواية "النوم مع الغرباء" عام 2005م، ثم رواية خمارة المعبد 2015م، ثم مجموعة قصصية بعنوان أوراق الجنة عام 2012م، ثم من بعدها طقوس الصعود 2016م، وترجم له ثلاث أعمال أدبية للغة الإنجليزية، أنه الروائي"بهاء عبد المجيد".
وفي حوار خاص لـ " أهل مصر" عبر بهاء عبد المجيد عن أرائه حول ما يقدم الأن في الساحة الأدبية والفنية، وعن دوره كعضو لجنة تحكيم بمسابقة ابداع مراكز الشباب، ووعن أبرز اعماله القادمة.
ما هو رأيك في الفن والثقافة والسينما والقصص التي تقدم الأن وكيف تراها؟
أرى أن هناك تنوع في القصص سواء الأدبية، أو الافكار السينمائية، فالعولمة بتأثر جدا على أشكال الفن وعلى التناول أيضاً، فلا يصح أن نبعد عما يطرح في العالم سواء في الموضوعات، أو الصورة، فنحن الأن نعمل على أشكال سينمائية ومسلسلات يمكن أن تكون عالمية، وهناك كتاب حقيقين يكتبون عن موضوعات خاصة بالمجتمع المصري، يحاولون أن يعكسوه ويتناولون مشاكله أيضاً"
لذا أقصد أن هناك تنوع و ثراء فمصر كدولة كبيرة فيها أكثر من100 مليون، أعتقد أن هناك الجديد الذي يمكن تقديمه، والأمل في الشباب فنحن لدينا تراث أدبي وفني كبير، فنحن 100 سنة سينما، وبدأت حركة الادب الحديث لدينا من بداية ثورة 19. فهناك كتاب كبار لدينا بدءاً من دكتور طه حسين، ونجيب محفوظ، وعباس العقاد، وإحسان عبد القدوس، وجمال الغيطاني، وبهاء طاهر، وهناك أسماء كثيرة من الشباب الجديدة أنا أتحدث عن الاسماء المصرية ولكن هناك أيضاً اسماء عربية مطروحة وموجودة في الساحة بقوة.
كيف نُحسن من المحتوى والاعمال الفنية التي تقدم للجمهور في مصر؟
أحياناً الفن بيحصر نفسه في منطقة معينة يأما مرتبطة بالصفوة، يأما مرتبطة بالقاع أو بالعشوائيات مثلاً، فلا نستطيع القول بأن السينما من المفترض أن تركز على شئ معين، فهذه إختيارات منتجين، وإختيارات مثقفين هما الذين يحددوا، ولكن يجب أن يكون هناك دور للدولة، وللمنتجين الحقيقين، بأن يساهموا في عكس ثقافة حقيقية للمجتمع المصري، فمصر قوتها الناعمة في ثقافتها وفيما يقدم في السينما، فالفن صناعة كبيرة، ويمكن أن تكون منابع للخير لمصر، فهي بها بيئات مختلفة، وثقافات متعددة، وبها تاريخ يمكن أن نعتمد عليه.
فترة الستينات والسبعينات كان هناك فن راقي يقدم للجمهور فما هي الفجوة التي حدثت لكى يصبح مستوى الذوق العام والثقافة ينحدر بهذا الشكل؟ وكيف نتخطاه؟
أعتقد انه بسبب فقر منابع الإنتاج، لأن كثير من المنتجين الحقيقين الكبار عزفوا عن الإنتاج، وأصبح هناك أشخاص تنتج لمجرد أنها لديها أموال، وهي ليس لها علاقة بالإنتاج، فالثقافة والفلسفة التي تقدم للمجتمع قد غابت، وأصبحت القيم التي تزرعها السينما والفن غير موجودة؛ لأن المنتج الرأس مالي أهم حاجة لديه هو الربح، وليس الهدف أو الرسالة وبالتالي أصبح هناك إبتذال، وإبتزاز أيضاً للمواطن، في حين أن الفترات الماضية كان الفن والكتابة لهما دور أساسي في توجيه الشعب وتصدير صورة راقية، وواقعية، وحقيقية، عن المنتج الانساني للفن المصري.
كعضو لجنة تحكيم في مجال القصة القصيرة في مسابقة إبداع لمراكز الشباب الموسم الأول كيف ترى كتابات الشباب واللغة لديهم ؟ هل ترى الأمل والمستقبل فيهم؟
الحقيقة أنا بشكر وزارة الشباب والرياضة على جهدهم المبذول في أنهم أعطوا الفرصة لمراكز الشباب فنحن لم نكن نسمع عنهم من قبل، فالمتسابقين يأتوا القاهرة يتحاوروا، ويتنافسوا، ويجتمعوا مع نقاد، وأتشرفت أني كنت عضو لجنة تحكيم في المسابقة مع الفنانة نادية رشاد، والأستاذ محمد نبيل، وكنت أعتبر الأمر ورشة عمل أكثر منها تحكيم، لأنه بيتم الحديث مع المبدع وتوجيهه، وإعطاءه فرصة بأن يتعلم بشكل قوي جداً، وبالتالي أعتقد أنها فرصة مهمة أنه يكون متاح ومتواجد معنا.
وقد وجدت تنوع في القصص المقدمة من الكتاب فكان هناك أفكار راقية، وأيضاً تعكس الخيال، والثقافة، والبيئة الجغرافية التي جاء منها المبدع، فهم من محافظات مختلفة، وبالتالي ساعد ذلك على تقريب القطر المصري.
لذا عندما نمنح الجائزة في النهاية بنشير لشخص أنه على الطريق السليم، وبنساعدوا في نفس الوقت أنه يتطور، وباقي المتسابقين يكون لهم الفرصة أن يحترفوا الكتابة بعد ذلك، وليس الكتابة لذاتهم كهواية فقط.
وأعتقد أن وزارة الشباب والرياضة تقوم بتجميع أشلاء المجتمع المصري لكي تكون منه وحدة كاملة.
حديثنا أكثر حول أعمالك وما تطرحه من خلال كتاباتك؟
كتاباتي ورواياتي تدور حول المجتمع الغربي الذي عشت فيه، وأيضاً تتحدث عن المجتمع الشرقي المصري الأصيل، ومنها حديثي عن حواري شبرا، ولدى دائماً مقارنات مابين الثقافات، ومحاولات للإقتراب من فهم التنوع والإختلاف، فأنا أحب إكتشاف كل ماهو غريب، وما يعكس الجانب الأخ،ر وليس الجانب النمطي من شخصية الإنسان، فدائماً الشخص يتحرك مع المختلفين في الوعي، والإتجاهات وأدائتهم الحياتية، وهذا يوضح أن المجتمع به ثراء، وليس شرط أن الأشخاص تفكر مثل بعضها، ولكن يمكن أن تفكر وتسلك طرق مختلفة وفي النهاية تصل إلى مفهومها عن الحق، والخير، والجمال، وهكذا.
ماهي المكونات والمؤشرات التي من خلالها نشعر أن مؤشر الثقافة في المجتمع المصري بدأ أن يرتفع من وجهة نظرك؟
الثقافة كلمة شاملة بمعنى أن الثقافة هي أنماط الحياة، والتقاليد، والعادات، وأشكال الفن، والإبداع، فالثقافة ليس تعريفها في كلمة واحدة، لكن الثقافة لكي تنمو لابد أن أرويها، وهذا يحدث بالدعم، وبالكتابة، والتشجيع، والإنتاج، وأن الدولة نفسها تحتضن فكرة الإبداع، فإذا كان هدفنا تطوير الصحة والتعليم، فأيضاً الثقافة ستساعد على الإنتاج، وأن الشعب يكون مدرك للحقيقة، ووتساعد الثقافة في تنويره، وتثقيفه وستجعله يختار الأفضل، ويستطيع التحرك في دائرة الزمن أسرع، وأيضاً سيلاحق كوكب الحضارة الذي يجري سريعاً، فالانسان المثقف يكون جرئ، وقادر على جلب شئ جديد من الواقع حوله، وقادر على أنه يخلق نموذج أرقى وأحسن.
ماذا عن أعمالك القادمة؟
خلال الفترة المقبلة ستتحول رواية سانت تريزا إلى فيلم سينمائي، وستقوم ببطولته الفنانة هند صبري، وأنا سعيد بذلك وأريد أن تحول جميع أعمالي الأدبية إلى أعمال سينمائية فأنا دائماً عيني على السينما وأن اكتب، أيضا ستصدر لي رواية جديدة قريباً بعنوان"القطيفة الحمراء".
عن ماذا تتحدث رواية سانت تريزا التي ستتحول لعمل سينمائي؟
هي رواية تدور أحداثها في شبرا تدور حول ثلاث أسر واحدة يهودية، والثانية مسلمة، وأخرى مسيحية، الثلاثة يتفاعلوا من خلال المواطنة، وحب البلد وفي نفس الوقت هي عبارة عن تطور لشخصية رئيسية، وهي تحمل اسم سوسن مع شخصية بدور يعيشوا في نفس الحارة، ثم نرى التطور الخاص بهم، والتحديات التي ستقابلهم، ونرى مدى تأثير الجانب السياسي على الجانب الإجتماعي، أحيانا يحدث بينهم مشاحنات طائفية، وأحيانا مصالحة فهي تجسيد للفن والجو المصري، والتواجد كدولة متنوعة ثقافياً مابين يهود، وأقباط، ومسلمين، فمصر هي بوتقة للسينما، وللأجناس المختلفة.
حديثنا عن رواية القطيفة الحمراء التي ستصدر قريباً لحضرتك؟
اعتقد أنها ستكون رواية العمر، فأنا معتز بكتابتها، وأجتهدت جداً لكي أصنع منها شئ، وأحببت أن أعكس فيها إبداعي، والخبرة الطويلة في المجال الأدبي، وأتمنى أنها تنجح لأني أشعر أنها خطوة، ونقلة مهمة جداً لكتاباتي، لكي أنطلق منها لكتابة جديدة وعالم كتابة حر، وهي رواية إجتماعية نفسية.
ماذا تتمنى في المستقبل بخصوص الأدب والفن؟
نحن ليس لدينا سوى الفن، وهذه هي بضاعتنا والشعب المصري نفسه تكوينه رومانسي فني وهو شعب حالم، بغض النظر عن بعض مظاهر العنف، أو المشاحنات، أو بعض النقوص، ولكن هو شعب بداخله طيب، وكريم، وبه سمات جيدة جداً، ولدينا ضمير وإنسانية، وهو شعب يستحق أن يعيش حياة أفضل، فهو شعب عندما يشبع أكثر سينتج أكثر، وسيزيد في إحساسه وفنه وابداعه أيضاً، وهذا مهم جدا لنا جميعاً.