أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة وطنية على مستوى جمهورية مصر العربية، لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا، والقرى الفقيرة على مستوى الجمهورية خلال عام 2019، مؤكدًا أن المواطن المصري هو البطل الحقيقي العام الماضي، وهو الذي خاض معركتيّ البقاء والبناء ببسالة وقدم التضحيات، متجردًا وتحمل كلفة الإصلاحات الاقتصادية.
وتشارك "أهل مصر" في مبادرة الرئيس "حياة كريمة"، من خلال رصد القرى الفقيرة، التي تعاني من نقص في الخدمات، والفئات الأكثر احتياجًا بالمحافظات.
جاءت 60 قرية من قرى محافظة سوهاج، ضمن الـ100 قرية الأكثر فقرًا، طبقا للمواصفات التى أقرتها مبادرة "حياة كريمة"، التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بداية هذا العام لتوفير حياة كريمة للمواطن البسيط، والأكثر احتياجًا.
قرية "الواقات"، إحدى القرى التابعة لمركز طما شمال محافظة سوهاج، احتلت المركز الـ 31، في القرى الأكثر احتياجا على مستوى جمهورية مصر العربية، والمركز الـ 17 على مستوى محافظة سوهاج، بواقع 82.65%، وتبعد عن مدينة طما ما يقارب 10 كيلو مترات، وعن شريط السكة الحديد 2 كيلو متر.
تتبع قرية "الواقات"، الوحدة المحلية لقرية المدمر، ويحدها من الغرب قرية المدمر، ومن الشرق قرية العتامنة ونجع شعيب، ومن الشمال عزبة مشطا، والجنوب قرية النجع المستجد وقرية بنجا، وتعداد سكانها بلغ 6.678 نسمة، بالتقريب نصفهم ذكور والنصف الآخر نساء.
ورصدت "أهل مصر"، بعض مشاكل تلك القرية، التى جعلتها من أكثر القرى فقرًا على مستوى مصر، نستعرضها خلال التقرير التالي:
التعليم
نسبة التعليم فى القرية لا بأس بها، تصل إلى أكثر من 50%، ولكنها تعتمد على الزراعة، وبها مدرسة وحيدة دخلت نطاق الخدمة، عبارة عن حضانة ومرحلة ابتدائية، وجناح تم بناءه مؤخرًا للمرحلة الإعدادية، وتخدم جميع أهالى القرية، بالإضافة الى مدرسة جديدة تم بنائها في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، للمرحلة الابتدائية أيضًا ولم تدخل الخدمة حتى يومنا هذا، ولكن من المتوقع أن تدخل الخدمة فى بداية العام المقبل.
يقول أشرف أمين، أحد ابناء القرية ويعمل بالتدريس، إن الطلاب يلتحقون بالدراسة فى المدرسة حتى الانتهاء من المرحلة الاعدادية، ثم الانتقال للمدارس المجاورة فى قرى المدمر وطما وغيرها من المدارس المجاورة، وتحتاج القرية إلى بعض المدارس الأخرى، خاصة المراحل التعليمية الإعدادية والثانوية.
وأضاف أمين، أن القرية لا يوجد بها أي معهد أزهري، على الرغم أن كثير من الطلاب يلتحقون بالتعليم الأزهري، ويقومون بالدراسة فى معاهد قرية المدمر المجاورة لهم، ويلتحقون بالإعدادية والثانوية الأزهرية فيها أيضًا، إلا من رغب فى الانتقال إلى معهد طما أو العتامنة أو مشطا الثانوي بالقسم العلمي، لأن معهد المدمر الإعدادي الثانوي بنين لا يوجد به قسم علمي، ولكن الفتيات يوجد به، ويطالب الأهالي مديرية التربية والتعليم، بسد عجز المدرسين بتلك المدرسة الموجودة فى القرية.
الصحة
يوجد بالقرية وحدة صحية، ولكنها لا تقوم بإجراء عمليات جراحية، مما يضطر الأهالي إلى الذهاب الى مستشفى طما المركزي، أو مستشفى طهطا العام، وذلك يكلفهم الكثير، في ظل فقر حال كثير من أهالي القرية.
ويؤكد أهالى القرية، أن الوحدة الصحية لا يوجد بها طبيب مقيم، لذا يطالبون بوجود طبيب مقيم، وألا تقتصر خدمات الوحدة الصحية على بعض الكشوفات فقط وتسجيل المواليد والوفيات، ولكن نحتاجها فاعلة وتعمل طول اليوم، وخاصة أثناء الليل.
الزراعة
يعمل أغلب أهالى القرية فى الزراعة، وتعتمد اعتماد كلى على منتجات الزراعة، لتوفير المأكل وتغذية الحيوانات، حيث تقوم القرية بزراعة 500 فدان تقريبًا.
يواجه المزارعين بالقرية مشكلة نقص مياه الترع، مما يضطرهم إلى اللجوء لمياه الماكينات الارتوازي من جوف الأرض، والتى تسبب ملوحة للأرض على حد قولهم، وتكلفهم أضعاف تكلفة الري البحارى من الترع، الذى لا يوجد باستمرار بل يوجد يومان أو ثلاث كل شهر.
المياه
كغيرها من القرى، يحتاج الأهالي بالقرية إلى كوب ماء نظيف، لأن القرية تتغذى على مياه مرشح قرية المدمر، ويعمل بالمياه الارتوازي من جوف الأرض، ونسبة الملوحة به عالية، ونصف القرية الشرقي تصله المياه من مرشح قرية العتامنة، ويشكون من سوء حال المياه أيضًا، وتهالك وقدم مواسير المياه بالقرية.
لذا يطالب أهالي القرية، المسئولين بإحلال وتجديد شبكات المياه بالقرية، وتحويلها إلى مواسير غير ضارة وصالحة بلاستيكية، بدلا من الخطوط القديمة، التى تعمل على تكوين الميكروبات بداخله، بالإضافة إلى توصيل شبكة المياه بمرشح السكساكة.
الصرف الصحي
لم يدخل الصرف الصحي قرية الواقات حتى الآن، ويتمنى الأهالي دخوله بالقرية، لأنه يساعد على حل الكثير من المشاكل، خاصة أن الآبار التى يحفرونها فى باطن الأرض كمخزن للصرف الصحي، تؤثر كثيرًا على المنازل وخاصة ما بنى منها بالطوب اللبنى، هذا في الوقت الذي تم توصيله في القرى المجاورة، ومياه الطلمبات تختلط بمياه أبار الصرف، مما يؤثر على طعمها ولونها وتركيبتها، وكل ذلك يعرض صحة الإنسان للخطر.
الطرق والكباري
لا يوجد بالقرية إلا كوبرى وحيد صغير على ترعة، بحدودها ليعبر منه الأهالي للمناطق المجاورة، وكثير من طرق القرية تحتاج تأهيل ورصف، ومنها على سبيل المثال طريق "الواقات_ عزبة مشطا" مرورًا بنجع قدوم، وطريق "الواقات _ العتامنة" مرورًا بنجع شعيب، وطريق" الواقات_ نجع حواس"، وغيرها.
الجمعية الزراعية
يوجد غرفة للجمعية الزراعية فى وسط القرية، ويوجد مبنى كان يستحدم مخزن من قبل فى نهاية القرية من الناحية الشرقية ومهجور حاليا لا يتم استخدامه، على مساحة تقارب 200 متر مربع.
الجمعيات الأهلية
يوجد بالقرية جمعيتان أهليتان، إحداها قام مجلس ادارتها بوقف النشاط موقتا، وجمعية أخرى تعمل على تقديم بعض الخدمات البسيطة للأهالي، بالتعاون مع جمعيات مصر الخير والأورمان وغيرها من المؤسسات الخيرية المعروفة فى الدولة.
البريد
يوجد بالقرية مكتب بريد، يقدم خدمات لأهالي القرية، ولكنه يحتاج إلى بعض التطوير، خاصة أن كثير من أهالي القرية يترددون عليه لأن أبنائهم أو أبائهم يمكثون خارج المحافظة، خاصة القاهرة ومحافظات الوجه البحرى.
المخابز
يوجد بالقرية مخبز وحيد داخل الخدمة، ويوجد 3 مخابز أخرى، أحدهم تم إيقافه وآخران ينتظران تخصيص الحصة من قبل وزارة التموين.
ويؤكد أهالي القرية، أنهم يتمنون تشغيل المخابز المغلقة والمتوقفة، لأن مخبز وحيد لا يكفى جميع أهالي القرية، مما يضطرهم للجوء للمخابز بالقرى المجاورة، مثل قرية النجع المستجد وقرية المدمر.
المواصلات
يعانى أهالي قرية الواقات من تعسر المواصلات، خاصة أنها بعيدة عن شريط السكة الحديد، ويضطر طلابها والموظفين بها، إلى استخدام التوك توك كوسيلة للتنقل، لأنه لا توجد مواصلات إلى قريتهم، وذلك يكلفهم الكثير والكثير.
ويطالب أهالي القرية الوحدة المحلية بطما، بتخصيص سيرفيس لنقل الركاب من طما إلى الواقات والعكس، حتى يتمكن الأهالي من قضاء مصالحهم والذهاب للعمل والمدارس.
مركز الشباب
يوجد مركز شباب بالقرية، ولكن بين منطقة سكنية، وينقصه أن يتم رفع السور الخاص بملعب كرة القدم، أكثر مما هو عليه حتى لا تخرج الكرة خارج سور مركز الشباب، وتدب المناوشات مع الأهالي، ويشتكى كثير من المترددين على مركز الشباب من خروج الكرة كثيرًا، وحاولوا التغلب على تلك المشكلة بوضع شباك أعلى السور، ولكن نظرًا لانخفاض السور ما زالت تلك المشكلة باقية نوعًا ما.
مما سبق يتضح بعض المشاكل بقرية الواقات، وما ينقص الأهالي بها، بالإضافة إلى مطالبتهم بمنافذ بيع للقوات المسلحة للحوم والأسماك داخل القرية، وتخصيص خط سير من القرية للمدينة، ومطالبتهم بسيارة إسعاف ووحدة إطفاء ووحدة بيطرية.