الذهب السائل.. التقليد المندثر في عُمان.. كيف يتم تربية النحل في السلطنة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب : سها صلاح

يحيط الآلاف من النحل الصاخب بالمناظر الطبيعية الجبلية الخلابة لجبل شمس في عمان، في هذا المكان تجد "موسى سالم محمد الحمراشدي" يجمع العسل من أكثر من اثني عشر من جذوع أشجار النخيل، بتلك الطريقة التقليدية في تربية النحل العماني، حيث توضع خلية النحل في جذع شجرة نخيل، مما يخلق نكهة فريدة من العسل ، لكنه يحمي أيضًا النحل من حرارة الصيف والبرد في فصل الشتاء.

ويتم حصد العسل من مارس إلى مايو، ومن سبتمبر إلى ديسمبر، حينها بقوم بتجميع العسل وفقاً لطريقة تعلمها من والده، ليتم بيعه في الأسواق المحلية، حيث يعبأ السائل الذهبي الثمين تقليدياً بالمزارعين العمانيين في زجاجات "فيمتو" الزجاجية معاد تدويرها، وهو مشروب مفضل خلال شهر رمضان.

ووفقًا لما قاله علي الوهيبي، أستاذ تربية النحل في جامعة السلطان قابوس، إن اللجوء شبه المنتظم إلى خلايا النحل الحديثة المصنوعة من الخشب أو البلاستيك قد أدى إلى زيادة إنتاج العسل وتزامن مع عقلية موجهة نحو المال منذ طرح التقنيات الجديدة لأول مرة في عمان في 1970، و5000 من النحالين الذين يعملون في جميع أنحاء البلاد اليوم يختارون هذه الطريقة الأكثر كفاءة من الناحية الاقتصادية للحفاظ على خلايا النحل. 

والأسوأ من ذلك أن النحالين الباحثين عن عائد قصير الأجل للاستثمار بدأوا في استيراد النحل المصري على نطاق واسع خلال السنوات العشر الماضية، على الرغم من أن هذه النحل أكثر قوة من الأنواع المحلية، إلا أنها تحمل أنواعًا جديدة من الآفات وأن التهجين النهائي مع الأنواع العمانية سوف يهدد النحل الأصلي على المدى الطويل،بالإضافة إلى ذلك فإن "دمار فاروا"، وهو آفة رئيسية من عسل النحل الذي يتغذى على دمه ، أحدث انهياراً في عمان، وقال الوهيبي إنه لم يتم إجراء أي بحث دقيق حول الانتشار الجغرافي ، لكنه أهلك العديد من مستعمرات النحل. 

وأخيرًا، فإن انخفاضًا كبيرًا في نمط هطول الأمطار هو تجفيف التربة وخفض النباتات ، مما يجبر العديد من النحالين على توفير النحل بالأغذية الاصطناعية ، مثل الشراب أو السكر.

فيما قال "محمد سالم جواس الكثيري" 35 عاماً ، من ارتفاع 20 متراً فوق سطح الأرض، اثناء اكتشافه جبل صخري في وادي شير في محافظة ظفار الجنوبية في سلطنة عمان، والملئ بخلايا النحل الطبيعية، مؤكداً يظل صيد النحل مهنة خطيرة، فأحيانًا ما تصادف ثعبانًا يخرج من حفرة ، ويمكن للنحل أن يداعبك أيضًا في الوجه.

وفي الأزقة المزدحمة بالسوق المركزي في صلالة عاصمة ولاية ظفار، يبيع أحمد جبالي العسل الذي تم جمعه من الجبل بسعر 260 دولارا للزجاجة، ويتم تقديم السائل الطبيعي مع الطعام ولكن يستخدم أيضا لقواه العلاجية . 

ومن بين 5000 من صانعي العسل الذين يعملون، لا يلتزم سوى 60 صانعاً بالتقنيات التقليدية بينما يتحول آخرون إلى صناديق حديثة لخلايا النحل،ووفقاً لوزارة الزراعة العمانية، من المتوقع أن يرتفع عدد مربي النحل في ظفار إلى 800 في غضون ثلاث سنوات مع زيادة إدراك الناس لفرصة الأعمال.

ووفقاً للإحصاءات ، كان هناك 5000 من مربين النحل في عُمان في عام 2016 ، يبيعون العسل مقابل 39.5 مليون دولار سنوياً ، بمتوسط دوران قدره 7،900 دولار. 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أبرزهم القرضاوي ووجدي غنيم.. أسماء المرفوعين من قوائم الإرهاب بعد قرار النائب العام (قائمة كاملة)