جريمة بشعة شهدتها منطقة بولاق الدكرور، في أحد الأبراج، عنوانها "الغدر والطمع"، بعدما أقدم "محمد"، ابن صاحب أحد العقارات، بالاشتراك مع آخر "تامر ع. س" 35 سنة، عامل، (صاحب المجني عليه)، بوضع خطة استدراج "يوسف" مهندس الديكور من مكتبه في الهرم، لتشطيب إحدى الشقق في العقار، وتعدوا عليه بالضرب، بعد مشاجرة بينهم على توقيع المهندس على عقد نهائي لبيع السيارة، وعندما رفض أطلق صديقه عليه النار، فوقع على الأرض جثة هامدة، وحملوا جثته أعلى السطح، وبنوا فوقه مسطبة خرسانية لإخفاء الجريمة، وفروا هاربين ومعهم السيارة.
اقرأ أيضا.. تفحم مسنة وحيدة وبجوارها كلباها في شقتها بجاردن سيتي
وجاءت التحريات، أن لغز الجريمة تم اكتشافه، بعدما حررت أسرة، مهندس الديكور، بلاغًا بتغيبه منذ أيام، وزعت أجهزة الأمن نشرة بصورته وبرقم السيارة، وبعد عدة أيام تلقت مديرية أمن الجيزة، إشارة من مديرية أمن المنيا، بالعثور على سيارة بالمواصفات الموضحة بالنشرة، ولكن لا يوجد بها المهندس، وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهمين، واعترفا أنهما قتلا المجني عليه بسرقة سيارته.
"أهل مصر" انتقل إلى مكان مسرح الجريمة الكائن في أحد الأبراج بمنطقة بولاق الدكرور، ليسرد شهود العيان لنا تفاصيل الواقعة، في البداية قالت "أم محمود" إحدى جيران المتهمين، وشاهد عيان على الواقعة، "سمعت في منتصف ليل يوم الجريمة، صوت لخطوات تنزل، وتطلع على السلالم، وخفت أطلع من الشقة، ودي حاجة مش طبيعية في العمارة، بسبب أن كل السكان بييجوا من شغلهم بدري، وكله في شقته".
وأضافت، "البرج 11 دور، لا يسكن فيه سوى 6 أدوار فقط"، وأهل المتهم الثاني يعيشون في الدور السادس، وبعد أيام عرفت أن المتهم بقتل الشاب ودفنه في المصطبة أعلى المنزل هو "محمد"، ابن صاحب العمارة، "أنا كنت بعتبره زي ابني، وهو مش محتاج فلوس، وأبوه يمتلك هذه العمارة وعمارة تانية على أول الشارع".
وأخذ طرف الحديث "ياسر"، أحد جيران المتهم الثاني لـ "أهل مصر"، "محمد ولد وحيد لأبوه على بنتين، وهو أكبر أخواته، وتعاملنا محدود معاهم، كل واحد في حاله، وعمرنا ما شوفنا حاجة وحشة منهم، واستغربت لما أتت الشرطة وجابت الجثة من أعلى السطح".
ويضيف: "ضيع نفسه في عز شبابه، وأبوه محترم ولم ينتج منهم أي مشكلة في العمارة ولا الشارع، ولم يخطر لنا أن يحصل كدا".
ويقول "محمود"، صاحب محل قطع غيار بالعقار، "العمال متعودين في النهار إلى الصعود أعلى الأدوار لتخليص التشطيبات داخل الشقق، وأن ابن صاحب البرج يكون موجود معهم في النهار، وتفاجئنا في الشارع عندما أتت الشرطة ونزلت الجثة وهي متعفنة من أعلى السطح، وعرفت أن المتهم بقتله ابن صاحب العمارة وواحد أخر لسرقة سيارته".
تعود تفاصيل الواقعة، بتلقي قسم شرطة الهرم، بلاغاً من زوجة مهندس ديكور، يبلغ من العمر 30 سنة، يفيد باختفائه وانقطاع الاتصال به، وبعمل التحريات اللازمة، تمكنت قوة أمنية من القبض على صديق المجني عليه، وابن صاحب أحد الأبراج في بولاق الدكرور، لاتهامهما بقتل مهندس ديكور رميا بالرصاص، ودفنه بمقبرة خرسانية أعلى سطح منزل، بدائرة القسم بهدف سرقة سيارته بعد علمهما بثرائه، حيث استدرجا الضحية وأطلقا عليه الرصاص وقتلاه، وحملا جثته إلى سطح العقار، ودفنه في مقبرة خرسانية لإخفاء معالم الجريمة.