أعلن النادي الأهلي، أمس الأحد، تعاقده مع اللاعب حمدي فتحي، قادمًا من إنبي، بعقد يمتد إلى أربعة أعوام ونصف، وقُدرت الصفقة بأكثر من 25 مليون جنيهًا، ويأمل الجمهور الأحمر في نجاح متوسط الميدان، خاصة بعد كبر سن الأسطورة حسام عاشور.
مفاوضات ضم فتحي استغرقت أكثر من شهرين، فالمماطلة من النادي البترولي، استمرت حتى اللحظات الأخيرة، بالرغم من رغبة اللاعب الكبيرة في ارتداء القميص الأحمر، وموافقة مديره الفني علي ماهر على رحيله، فالأهلي يحتاج إلى التدعيم للمنافسات المحلية والقارية، ورئيس النادي محمود الخطيب يرغب في تحسين صورته أمام الجمهور.
وبعد كل هذا العناء، سواء من الناديين أو فتحي نفسه، يبقى نجاح اللاعب مع القلعة الحمراء محل شك من الجميع، وحتى لو تمكن متوسط الميدان في حجز مكان في تشكيلة المدير الفني الجديد للأهلي، الأوروجوياني مارتن لاسارتي، فإنه سيكون على حساب نجم آخر، وهو عمرو السولية، كيف؟.
عندما يتعاقد الأهلي مع أحد اللاعبين، وخاصة إذا كانت المفاوضات شاقة، والإمضاء جاء بشق الأنفس، فإن الصفقة بنسبة كبيرة لن تنجح في المستطيل الأخضر، والأمثلة على ذلك كثيرًا بداية سماكة ومحمد فاروق وجدو ومرورًا بعمرو بركات وحمودي والشيخ وصوًلا إلى صلاح محسن ومحمد محمود.
الفشل لن يعود بنسبة كبيرة إلى اللاعبين أنفسهم، بقدر عدم إعطائهم الفرصة كاملة أو الإصابات المتكررة والخطيرة، وبالنظر إلى صفقة فتحي فإنها ستكون خاسرة بالنسبة للمارد الأحمر في كل الأحوال، لماذا؟.
فتحي يعتمد في طريقة لعبه على الكرات الطولية، مثلما يفعل هشام محمد والسولية بالضبط، كما أن الأخير قد يكون أفضل من الصفقة الجديدة على مستوى السرعة والتسديد على المرمى، والتمرير القصير بين مدافعي الخصم، والشئ الوحيدة التي قد يميز الأول يتمثل في القوة في الضغط على الخصم وقطع الكرات.
مسوؤلو الأهلي يروجون للصفقة على أنها ستكون البديل المناسب لحسام عاشور، الذي يشبهه فتحي في نقاط كثيرة، أهمهام الجانب الدفاعي، ولكن المشكلة تكمن في طريقة اللعب الجديدة في الكرة الحديثة، والتي يريد "لاسارتي" تطبيقها في الأهلي، فتمسك عاشور بالناحية الدفاعية فقط، كلفه الكثير على المستوى الدولي ونبذ كل مدربين الفراعنة له، لأن المدرب لن ينظر إلى لاعب يقف مكتوفي الأيدي في دائة وسط الملعب، في ظل وجود لاعب آخر يستيطع أن يقوم بنفس الدور بالإضافة إلى تهديد مرمى الخصم.
فرجاني ساسي، لاعب الزمالك، جاء من تونس إلى مصر، أجواء غير الأجواء وكرة غير الكرة، وطرق لعب مختلفة، ولكنه مع ذلك نجح في تثبيت أقدامه في التشكيلة الأساسية للأبيض، لأنه وبكل بساطة يملك امكانيات لاعب وسط الملعب، الذي يتماشى مع الكرة الحديثة، من سرعة ودقة تمرير والتهديف والصناعة بجانب الدور الشبه أساسي وهو إفشال خطط هجوم الخصم.
وبعد هذا التوضيح، نجيب على السؤال على الماضي..الأهلي تعاقد مع لاعب بإمكانيات مشابهة للاعبه السولية، وبخبرات أقل بكثير من عاشور، وبطريقة لعب لن تتناسب مع مدربه الجديد، وبالتالي سيكون اشراكه في المباريات يعني خوض المارد الأحمر للقاءاته وهو منقوص، وإبقائه على دكة البدلاء يعني القضاء على مشروع لاعب كبير، وحرمان إنبي من خدماته.