"زواج القاصرات" بأسيوط.. آباء ظلمة.. وأطفال في "غرف الولادة".. وطبيب نفسي: "زواج البنت في هذا السن يجعلها بائسة"

صورة أرشيفية

«سترة البنات»، هذه الكلمة ما زالت السبب الأساسى فى جريمة زواج القاصرات فى المجتمعات الريفية، فكم من فتاة ماتت على قيد الحياة بسبب الخوف من العادات والتقاليد أو الخوف من شبح العنوسة، فتيات صغيرات حرمن من أبسط حقوقهن فى التمتع بطفولتهن، وبين ليلة وأخرى، أصبحن زوجات يتحملن مسؤولية منزل بأكمله، فأصبح زواج القاصرات ظاهرة منتشرة في القرى الريفية بمحافظة أسيوط.

تقول «أ. م» بمحافظة أسيوط: «تزوجت وعندى 14 سنة بالإجبار لأذهب إلى جحيم منزل الزوج وتستقبلنى أم الزوج وتستغلنى بعمل المنزل وكأننى جارية دون رحمة، وعندما تكلمت وقولت حرام نشبت المشاجرات بينى وبين زوجى وأسرته حتى تعددت المواقف والمشاجرات وتركت منزل الزوج وذهبت لمنزل أبى وكنت حاملا فى الشهر الرابع وكادت أن تصل المشاكل بين الأسرتين للثأر والقتال ولكن أحمد الله لم يحدث شىء».

وأضافت «س. م»، «وعند أخذ رأى عم الزوج أو كبير عائلتهم قرر عدم دخولى منازلهم مرة أخرى والطفل الحامل به مش ابنهم وتم طلاقى أو تركونى، وبعد الولادة رفضوا كتابة الطفل باسم الأب، بعد تدخل العديد من أهل الخير ولكن أصروا على ذلك، والآن الطفل عنده 5 سنوات وغير مكتوب باسم الأب، وأنا تزوجت من آخر وتركت الطفل مع أمى الأرملة التى تعول 5 أولاد غير طفلى».

وأردفت «س. م»، «ظلمنى الأب وحطم أحلامى ليحلم هو بكسب المال من ورائى وكأنى سلعة رخيصة ليزوجنى وأنا بالمرحلة الإعدادية ويمنعنى من دراستى والتعلم ويزوجنى من هو أكبر منى سنا بـ20 عاما ويعمل بدولة الإمارات العربية ومعه فلوس وارتدى الفستان الأبيض، وأدخل مع شخص آخر داخل حجرة مغلقة قمة الرعب والخوف، ولم يرحمنى أحدا من أن أخوض تجربة قاسية لن أنساها طوال حياتى وأصبحت حاملًا، وعند ولادتى صرخ الطبيب فى أبى حرام عليكم دى طفلة إزاى تتجوز كانت هتموت أثناء الولادة».

ويقول أحد الأطباء النفسيين، إن زواج القاصرات جريمة لا تقل عن جريمة القتل فهنا قتل طفلة صغيرة بزواجها بدون أكتمال مرحلة النمو لجسمها ولأعضائها، وتلك المرحلة من أهم المراحل وكل مرحلة لها تغيرات نفسية وعضوية وعقلية، مضيفًا أن جواز البنت في سن صغير يهدم كل التوازن النفسي، ويجعلها بائسة.

ويوضح الشيخ محمد خليفة، أحد أعضاء لجنة الفتوى بأسيوط، أن الله شرع الزواج لحفظ الرجل والمرأة، والزواج له شروط يعرفها الجميع من "ولي" وهو الوالد أو من يقوم بمقامة، وشاهدي عدل، والإشهار وفي نفس الوقت أن يكون الزوجان قادران على تحمل مسؤولية هذا الزواج من حيث القدرة البدنية والقدرة العقلية والنفسية، وخاصة الزوجة لأنها عامود رئيسي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزوج النساء إلا الأولياء، ولا يزوجوهن إلا من الأكفاء".

وأضاف لم يُستثن من ذلك إلا حالة البالغة العاقلة الثيب "التي تزوجت قبل ذلك"، فإذا كان هذا هو الشأن في البالغة، فالقاصرات أولى بهذا التحفظ، حيث إن الشرع قد أوقف تصرفاتهن المالية على إجازة الولي، فلذالك جعل ولايتها على النفس "الزواج" كاملة في يد الولي، وعلى هذا نص الفقهاء وسار القانون، فليس للقاصر أن تزوج نفسها ولو كان ذلك من كفء أو بمهر المثل، مشيرًا أما إذا كان المزوج للقاصر وليه ففي هذه الحاله يكون العقد صحيحاً شرعاً ولكن لا تظهر آثاره القانونية إلا بعد بلوغ الزوجين الثامنة عشر باستثناء دعوى النسب فإنها تقبل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
"السياحة" تتابع تطورات حادث غرق يخت سفاري جنوب مرسى علم