"نافخ الكير".. لقمة العيش الحلال بين النار والحديد.. "زيدان" بالمنوفية: ورثتها أباً عن جد.. "والمهنة مش جايبة همها" (فيديو وصور)

مراسلة "أهل مصر" مع نافخ الكير

على بعد حوالي 8 كيلو مترات من مدينة شبين الكوم وبمدخل قرية شبرا خلفون التابعة لمحافظة المنوفية، يجلس رجلٌ في العقد السادس من عمره علي أحد جوانب الطريق وخلفه أراضٍ زراعية، يجلس يوميا في أشعة الشمس الحارة في الصيف وشدة البرودة في الشتاء، ولم تمنعه حالة الطقس من القيام بعمله لإطعام أبنائه؛ حتي لا يمد يده لأحد .

وسط مجموعة من الأدوات الحديدية، ونفاسة هواءٍ ضخمة تلفت أنظار جميع العابرين وأمام ألسنة النار الملتهبة يجلس زيدان فارس صاحب الـ 60 عاماً، ليصنع العديد من الآلات الحادة المختلفة التي يستخدمها المزارعون.

يقول زيدان: أعمل في المهنة منذ الصغر، ورثتها أباً عن جد، حيث كنت أقوم بشد المنفاخ لوالدي وأنا في الخامسة من عمري، حتي تعلمت المهنة كاملة، ولم أنظر إلي حجم المشقة ولا الخطر الذي يلاحقني من هذه المهنة، وذلك لانه ليس هناك عمل بدون مشقة، حيث أستيقظ في تمام الخامسة كل صباح، لأخرج من العزبة الغربية بشبين الكوم "مكان سكني" متجهاً إلي مكان تواجدي في مدخل القرية؛ لأحصد رزقي، وليس ذلك فحسب، حيث أقوم بالتجوال بين قرية وأخري لبيع منتجاتي للجميع .

ويتابع: تمر الصناعة بالعديد من المراحل، فأولها إحضار الحديد ثم وضعه علي المكان المخصص له علي الفحم، وأقوم باليد الأخري بتحريك الـكير «آله تقوم بدفع الهواء» لتسخين النار التي تساعد على صهر الحديد ومن ثُم تشكيل الحديد حسب الحاجة .

ويضيف زيدان: اجتهدت للغاية في هذه المهنة وقمت بعمل زبائني الخاصة وبتجميع المال للزواج، وبالفعل حققت هذا، ولديَّ الآن 5 أبناء، من بينهم فتاة، و4 أولاد، ولم أستطع تعليمهم؛ وذلك لأن المهنة لا تجلب المال الكافي .

ويصيح زيدان "المهنة صعبة جداً والإقبال قل أووووي بعد ما المصانع فتحت"، مؤكداً أنه لا يعمل سوي بالحدادة وهكذا لن يستطيع إكمال تربية أبنائه، موضحاً أنه يقوم بصنع بعض المنتجات وهي المنقرة ويبلغ سعرها 20 جنيهاً، والفأس 70 أو 80 جنيهاً تبعاً للحجم، والشرشرة الصغيرة بـ 30 جنيهاً، بالإضاقة إلى صناعة العتلات والملاقط.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً