يؤثر مرض السكر على الجسم وله العديد من الأعراض والتطورات التي تختلف خطورتها بين كل حالة مرضية ولكنه يعتبر من أكبر المشكلات التي تعاني منها المرأة الحامل سواء على حالتها الصحية أو على الجنين، فيمكن أن يؤدي إلى حدوث إجهاض أو التأثير على الأجنة بوجود تشوهات وعيوب خلقية وعدة مشكلات أخرى في حالة عدم السيطرة عليه.
ويقول الدكتور محمود عزجولة، أخصائي السكر وأمراض الباطنة بالمعهد القومي للسكر والغدد الصماء وعضو الجمعية المصرية للسكر ودهنيات الدم، إن من أكبر التحديات التي تقابل الأطباء مع مرضى السكري هي الحفاظ على مستوى السكر في الدم عند المرأة الحامل، لأنه يعتبر الخطوة الأولى في أي حمل صحي تجنبًا لمشكلات عديدة وخطيرة يمكن أن تحدث للأجنة.
أعراض ارتفاع السكر في الدم عند الحامل:
- الشعور بالعطش الدائم.
- خسارة الوزن فجأة.
- استخدام الحمام باستمرار.
أسباب ارتفاع السكر أثناء فترة الحمل:
-عدم التوازن فيما تتناولينه من طعام.
- مشكلات مع كمية الأنسولين.
- الضغط النفسي.
- عدم الحركة والافتقار للنشاط البدني
وأوضح أنه مع الوقاية والمتابعة المستمرة سيزول الخطر ولكن يجب اتباع بعض الأمور ومنها:
-الحفاظ على معدلات السكري مضبوطة لأطول فترة ممكنة.
-التحكم بالنظام الغذائي.
- عدم التعرض للتوتر والعصبية الزائدة او الحزن الشديد.
-الامتناع عن التدخين.
ومن جهته، أشار الدكتور صلاح حسين، طبيب النسا والتوليد، إلى أن المرأة الحامل المصابة بمرض السكري يكون هناك عدة مخاوف على صحة الأم والطفل معًا مما يستدعي وجود رعاية صحية واستشارة من جانب الطبيب ومتابعة الحالة أول بأول، فعلى الحامل المتابعة المستمرة لضبط مستويات السكر بالدم والسيطرة عليها باستخدام أدوية علاج السكر، كما أنه يجب الاستعداد لتجربة الحمل واستشارة الطبيب لضمان حمل صحي وسليم، فالطبيب يحدد مستويات السكر في الدم.
وأضاف أن هناك بعض التحاليل الطبية الواجب إجرائها للمرأة الحامل مثل اختبار الهيموجلوبين السكري، هذا الاختبار يوضح مدى سيطرة الجسم على مرض السكري خلال 8 – 12 أسبوع الماضية، كما يوجد بعض الاختبارات الطبية الأخرى المهمة مثل:
1- اختبارات دم للتأكد من سلامة الكلى والكبد.
2- كشف العين للتأكد من عدم وجود مضافات لمرض السكر.
3- اختبارات الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم.
4- تحليل للبول لمعرفة مضاعفات الكلى السكري.
5- رسم القلب للاطمئنان.
وأوضح طبيب النسا والتوليد، أن هذه الاختبارات للاطمئنان على الصحة العامة للأم والوقوف على مدى سيطرة الجسم على السكري فأنها تمنع حدوث أي مضاعفات أثناء الحمل، كما أن الاستشارة الطبية قبل الحمل مهمة ولا غنى عنها فهي تساعد المرأة على أن تكون مستعدة نفسيا وجسديا وصحيا لخوض تجربة الحمل، كما يجب السيطرة على مستويات السكر بالدم قبل الحمل لأن أغلب النساء لا يعلمون أنهن حوامل حتى يكون الجنين في عمر أسبوعين الى أربعة أسابيع، ويجب معرفة أن مستويات السكر المرتفعة بالدم في بدايات الحمل قد تسبب تشوهات بالجنين أو تؤدي الى الإجهاض، ومن المشاكل الشائعة بين أطفال الأمهات المصابة بالسكري حالة تسمى "العملقة"، بمعنى آخر أن يكون جسم الطفل كبير مقارنة بالأطفال الأخرى، وهذه الحالة تحدث بسبب عدم السيطرة على مستويات السكر في دم الأم وارتفاعها مما يؤدي الى وصول كميات كبيرة من السكر إلى دم الجنين والذي يحاول جسده التخلص من الكميات الزائدة من السكر عن طريق تحويلها إلى دهون، مما يؤدي إلى كبر حجمه عن الحجم الطبيعي، وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر الى عدم إمكانية الولادة الطبيعية واللجوء الى العملية القيصرية بسبب كبر الحجم الزائد للطفل.
كما أوضحت الدكتورة إيمان مكي أخصائية التغذية، أنه يجب على الأم الحامل متابعة الحمل بمجرد العلم بخبر حملها وذلك ليتم الكشف والفحص الطبي لها، وبعدها يتم إجراء التحاليل اللازمة لمعرفة إذا كانت الأم الحامل تعاني من أي أمراض صحية، مثل: الضغط العالي للدم أو السكر أو الأنيميا أو أي مرض آخر، فقد تكون الأم الحامل مصابة بمرض من هذه الأمراض والتي تتطلب متابعة فائقة العناية أثناء الحمل وذلك لمواجهة أي مشكلة في بدايتها قبل أن تتسبب في أي ضرر يلحق بالحمل، كما ينصح بتجنب استخدام أي أدوية أثناء الحمل دون استشارة طبية من الطبيب المتابع للحمل، وإذا كانت الأم الحامل تستخدم أدوية قبل حدوث الحمل لعلاج مرض ما فيجب استشارة الطبيب هل هناك ضرورة لتغيير الدواء وهل لهذا الدواء تأثير على الحمل أم لا.