سلمت مصر، اليوم الثلاثاء، دولة فلسطين رئاسة مجموعة الـ 77 والصين، في الأمم المتحدة هي أكبر مجموعة تفاوضية في النظام الدولي مُتعدد الأطراف، فهي تضم ما يقرب من 134 دولة من مختلف أنحاء العالم، وتستهدف تعزيز مصالح الدول النامية في كافة المجالات داخل المنظمة الأممية.
وأكد سامح شكري، وزير الخارجية يؤكد على الدور القيادي للمجموعة في جهود إصلاح الأمم المتحدة في شتى المجالات خلال العام الماضي.
وألقى شكري وزير الخارجية، اليوم 15 يناير الجاري، الكلمة الافتتاحية لاجتماع مجموعة الـ 77 والصين الخاص بتسليم رئاسة المجموعة من مصر إلى فلسطين الشقيقة، وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيسة الجمعية العامة ماريا اسبينوزا، وسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وذلك بمقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك.
وصرح السفير أحمد حافظ المُتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، بأن كلمة الوزير شكري جاءت لتؤكد على الدور الهام الذي اضطلعت به الرئاسة المصرية للمجموعة على مدار العام الماضي، وللمرة الثالثة في تاريخ نشأة المجموعة، في تمثيل والدفاع عن مصالح المجموعة والدول الأعضاء في كافة المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، فضلًا عن الدفع قدمًا بما تصبو إليه دول المجموعة من قيم الإنصاف والعدالة في النظام الدولي والأمم المتحدة باعتبارها الأداة الرئيسية للعمل الدولي متعدد الأطراف.
اقرأ أيضا.. مصر تتولى رئاسة مجموعة الـ 77 والصين في روما
وأضاف، أن شكري استعرض في كلمته بعض اللمحات الرئيسية لما اضطلعت به مجموعة الـ 77 على مدار العام الماضي والأولويات التي تناولتها تحت الرئاسة المصرية في مختلف مجالات عمل منظمة الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن 2018 كان عامًا فارقًا في جهود إصلاح الأمم المتحدة في شتى المجالات، وأن وتيرة الإصلاح والمقترحات المقدمة في هذا الشأن كانت استثنائية، ومنوهًا بالدور القيادي الذي اضطلعت به المجموعة في توجيه دفة الإصلاح بالشكل الذي يحقق الفعالية المرجوة لمنظمة الأمم المتحدة سواء في دعم الأنشطة التنفيذية من أجل التنمية، أو إصلاح منظومتي الإدارة والسلم والأمن.
وأفاد بأن شكري أوضح في كلمته أن المجموعة استطاعت خلال العام الماضي أن تقدم رؤية واضحة في مجال إصلاح المنظومة التنموية للأمم المتحدة، منوهًا بأن تلك الرؤية قامت بشكل رئيسي على الملكية الوطنية لأولويات التنمية، وبحيث تقدم المنظومة الأممية الدعم وفقًا للأولويات الوطنية للدول، وليس نزولًا على رغبات وأولويات الجهات المانحة، ومؤكدًا على أهمية النأي بقضايا التنمية عن أية اعتبارات سياسية أو أمنية.
وفيما يتعلق بمنظومة الإدارة داخل المنظمة، ذكر حافظ أن الوزير شكري أشار في كلمته إلى الدور الهام الذي اضطلعت به المجموعة في هذا الشأن على مدار العام الماضي، وذلك من خلال الدفع بالآليات الخاصة بتطبيق اللامركزية لتمكين المنظمة من الوفاء بالتزاماتها على نحو أكثر فعالية خاصة في العمل الميداني، وكذا تعزيز مبدأ الشفافية وآليات المساءلة على نحو يتيح للدول الأعضاء متابعة ما تقوم به السكرتارية على الأرض بشكل أفضل.
وانتقالًا إلى منظومة السلم والأمن بالمنظمة، أوضح حافظ أن كلمة الوزير شكري عكست المساعي التي اضطلعت بها المجموعة من أجل تحقيق التنسيق والتناغم بين إدارات السكرتارية المعنية، فضلًا عن تعزيز قدرة المنظمة على التعامل مع التحديات الخاصة بالسلم والأمن من خلال تطوير الدبلوماسية الوقائية، والتعامل مع جذور النزاعات، ودعم التعاون مع المنظمات الإقليمية.
وتطرق شكري، إلى أولويات الرئاسة المصرية للمجموعة خلال العام الماضي في المجالات ذات الصلة بالتنمية المستدامة، وفي مقدمتها أولوية القضاء على الفقر، وقضايا تشغيل الشباب والقدرات الإنتاجية، والتي أشار فيها الوزير شكري إلى نجاح المجموعة في فرض رؤية وأولويات المجموعة في هذا الصدد ضمن مخرجات المنظمة للعام الماضي، وذلك رغمًا عن صعوبة التوصل إلى توافق حول هذه القضايا في الفترة الأخيرة، وتراجع بعض الدول المانحة عن التزاماتها الدولية ومحاولة الانتقاص من مسئولية المجتمع الدولي في دعم جهود تمويل التنمية.
جدير بالذكر، أن مصر قامت بصفتها رئيس المجموعة بالتفاوض باسم الدول النامية خلال مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، والذي عُقد في شهر ديسمبر الماضي ببولندا.
وثمّن وزير الخارجية الدعم الذي تلقته مصر من كافة الدول أعضاء المجموعة على مدار العام الماضي، وكذلك من السكرتارية التنفيذية للمجموعة، مشيرًا إلى أن الرئاسة المصرية للمجموعة نجحت في الاضطلاع بدورها بفضل جهد وتعاون كافة الدول الأعضاء وتقاسم العبء والتآزر داخل صفوف المجموعة، ومؤكدًا على أن نجاح الرئاسة هو نجاح المجموعة والعكس صحيح.
وأعرب شكري عن تمنيات مصر للرئاسة الفلسطينية للمجموعة خلال هذا العام بالنجاح والتوفيق، مؤكدًا ثقة مصر في قدرات وحكمة الرئيس عباس والوفد الفلسطيني في نيويورك في تمثيل وتعزيز مصالح المجموعة وأعضائها بكفاءة واقتدار، ومنوهًا بدعم مصر الكامل للرئاسة الفلسطينية للمجموعة، والسند خلال اضطلاعها بهذه المهمة.