مرض التوحد في مصر، يصيب عدد كبير من الأطفال، وعلى الرغم من عدم وجود علاج دوائي محدد للمرض، إلا أنه يتم الاعتماد على العلاج السلوكي والنفسي، من خلال أخصائيين التخاطب والتربية الخاصة، وذهاب الأهالي إلى مراكز لتأهيل الأطفال المصابين بالتوحد، ولكن هناك مشكلات يمكن حدوثها كانتشار مراكز وهمية، أو وجود أشخاص يدعون أنهم مؤهلين للعلاج، ويرجع ذلك لعدم وجود نقابة خاصة تدقق في الأمر.
من جانبه، أوضح عماد السعدني أخصائي تخاطب، ومدرب دولي في التربية الخاصة، أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم وجود نقابة خاصة بتخصصاتهم، وانه ليس هناك من يتم اللجوء إليه أو يهتم بمشكلاتهم ويحدد الصواب والخطأ، فمشكلة انتشار مراكز التأهيل الوهمية وممتهني التعامل مع الأطفال مرضى التوحد في مصر وهم غير دارسين ومتخصصين في ذلك، تقع على الأهل في المقام الأول، فيجب عليهم التأكد من تراخيص المكان ومركز التأهيل قبل أي شيء ومن هنا سيقدم خدمات إلى حد ما مُرضية وايجابية، ومن ثم التأكد من رخصة الإخصائيين العاملين مع الطفل المصاب بالتوحد أو حصولهم على مؤهلات مناسبة، وثالثًا التأكد من جانب الأمن والسلامة في المكان، وأن يتم توفير برامج مناسبة.
وأشار "السعدني"، إلى أنه ليس هناك أية علاجات دوائية لاضطراب التوحد نفسه، فكان هناك عدة تجارب سابقة ولكن تم اكتشاف أنه ليس لها أية نتائج ولكن هناك علاجات دوائية للأعراض المصاحبة للتوحد، ويجب أن يذهب الطفل إلى الطبيب المتخصص في أي مرض أو اضطراب "طبيب المخ والأعصاب، طبيب الأطفال، الطبيب النفسي، طبيب التغذية".
وشدد أخصائي التخاطب، على أن أكثر الطرق نجاحًا مع طفل التوحد هو التدخل والعلاج السلوكي والذي يشمل عدد من الإخصائيين وهم : اخصائي نفسي، أخصائي تخاطب، أخصائي تربية خاصة، أخصائي تكامل حسي، وأخصائي حركي، والعلاج الوظيفي وغيره ولكن من الصعب توفير كل هذه التخصصات لأطفال التوحد في مصر بالإضافة إلى أنه ليست كل مراكز التأهيل تضم هذه التخصصات فضلاً عن أن الأهالي نفسها غير قادرة على توفير المبالغ المالية لكل التخصصات، ولكن من أهم التخصصات على الإطلاق هم التربية الخاصة والتخاطب وهم الأساس في العملية التعليمية للطفل المصاب بالتوحد.
ونادي بأن يكون هناك "بروفايل" لكل طفل، من ناحية مظاهرة الإكلينيكة والسلوكية، ومن المهم أن يكون هناك تكامل بين الطبيب والاخصائيين العاملين في مجال التربية الخاصة، للتعرف علي مدى مناسبة الجرعات الدوائية التي يتلقاها الطفل.
كما أوضح أن هناك مشكلات صحية جسمانية لدى الطفل المريض بالتوحد:
1- اضطرابات الجهاز الهضمي: وهي منتشرة جدا بين أطفال التوحد وتسبب الامساك واوجاع المعدة وغيرها الكثير.
2- أضطراب البيكا: ويأكل الأطفال المصابون بهذا الاضطراب مواد غير مقبولة مثل أكل التراب أو الطين.
3- حساسية الجلد المفرطة: وتتمثل في ظهور بثور واحمرار وتورم خفيف في بعض أجزاء الجلد تصل في بعض الحالات الي الأكزيما.
4- الصرع (Epilepsy): هو خلل في نقل الشارات الكهربائية في داخل الدماغ: تقريبا نسبة أكثر من ثلث أطفال التوحد مصابه بالصرع، بنسبة 30% من أطفال التوحد.
5- ضعف النظر.
6- مشكلات تتعلق بالصحة الجنسية والانجابية.
7- زيادة نسبة السموم في الدم.
وغيرها من المشكلات العضوية والجسمانية والصحية، التي من الممكن أن يتعرض لها الأطفال من ذوي اضطراب التوحد، "واغلب هذه المشكلات تستدعي أن يتناول الطفل الأدوية التي تناسب كل مشكلة بعد تطبيق الكشف الطبي السليم علي الطفل".
وهناك اضطرابات نفسية وسلوكية:
فالأطفال من ذوي اضطراب التوحد ممكن تصاب ايضا باضطرابات وأمراض نفسية وسلوكية مثل:
1- اضطراب النوم وهو منتشر جدا بين اطفال التوحد، وله حلول دوائية.
2- اضطراب الاكل "ممكن أن يصاب اطفال التوحد باضطراب مثل فقد الشهية أو حتي العكس بأن يكون لديهم فرط في الشهية".
3- اضطراب الرهاب الاجتماعي "فليس معنى ان الطفل الذي يعاني من التوحد انه غير مصاب باضطراب مثل الرهاب الاجتماعي ) وهذا فعلا يظهر في بعض حالات اطفال التوحد وله علاجات ايضا دوائية بحسب الطبيب المعالج.
4- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه "الاكثر انتشارا بين اطفال التوحد وهو اضطراب منفصل للأسف يعني مش ضمن اضطراب التوحد كما يعتقد الناس" وأيضا هذا الاضطراب له علاجات دوائية.
وغيرها الكثير من الأمراض النفسية التي قد يصاب بها أطفال التوحد.
وأكد أخصائي التخاطب، أنه ليس لدينا دراسة عربية حديثة عن نسب انتشار التوحد بين الأطفال، فأخر دراسة عربية منذ أكثر من 10 سنوات والتي أوضحت عام 2008 أن هناك 1 بين كل 88 طفل لديهم توحد، ولكن هناك دراسات أوروبية وأمريكية تخرج كل عام ومن الواضح أن الموضوع لديهم في ازدياد ونحن لا نختلف كثيرًا عنهم فهناك هونج كونج أخرجت بيان بوجود واحد بين كل 27 طفل مصاب بالتوحد وأمريكا لديهم 1 كل 44 ذكر ، و 1 بين كل 65 أنثى فالأعداد كل يوم في ازدياد.
وأشار هشام سعيد، أخصائي نفسي، أن مشكلة المراكز الوهمية والأشخاص الذين يدعون معرفتهم بعلاج الأطفال مرضى التوحد يشكلون خطرًا كبيرًا عليهم لأنهم لا يفهمون كيفية التعامل الصحيح مع الأطفال سلوكيًا ونفسيًا فتزيد المشكلة نظرًا لأن هناك اختلافات في حالة كل طفل عن الأخر وبالتالي يجب التعامل الصحيح مع كل حالة لوجود حالات مصابة بالصرع وأخرى بمشكلات نفسية وأخرى يغلب عليها الانطوائية وهنا فالعلاج الصحيح يكون على يد أخصائيين يعرفون جيدًا خطوات التأهيل النفسي والسلوكي اعتمادًا على عدة برامج مناسبة يم وضعها لهؤلاء الأطفال.
وتابع، أن هذه المشكلة في الأهالي نفسهم، فيجب التأكد من المكان الذي يرسلون فيه ابنائهم للعلاج، لأنهم يدفعون أموال نظير الخدمة العلاجية المقدمة، فعلى الرغم من عدم وجود علاج دوائي، إلا أن العلاج النفسي والسلوكي يعمل بشكل كبير، ويحقق نتائج متقدمة مع الأطفال المصابين بالتوحد، كما أن زيادة أعداد المصابين بالتوحد في مصر، يفتح الباب لوجود عدد كبير من ممتهني ومدعيي علاج التوحد، نظرًا لعدم وجود رقابة كافية ولأن التعامل يكون على أساس وجود مكان وشخص، ولا أحد يسأل عن ترخيص المكان أو كارنيه لإثبات المؤهل الحاصل عليه.