اعلان

المباني الآيلة للسقوط.. شبح يلاحق أهالى بني سويف.. وأصحابها: منازلنا قديمة ولا نملك تكلفة إعادة البناء (فيديو وصور)

تنتشر بمحافظة بني سويف المئات من المنازل الآيلة للسقوط، والتى تلاحق أصحابها بخطر السقوط فوق رؤسهم، فى أى وقت، وعلى الرغم من ذلك يتمسك سكان هذه العقارات بمساكنهم التى قد تؤدى بحياتهم فى لحظات، وعلى الرغم من تكرار كوارث إنهيار المنازل والمنشأت القديمة أو التى خالفت قواعد البناء والتسليح المنصوص عليها بمجلدات كليات الهندسة وتقاليد وخبرات رجال المقاولات، إلا أن الفقر أو الطمع والمجازفة أحياناً تدفع المئات من المواطنين إلى الإنتحار الغير مباشر أسفل أنقاض مبني آيل للسقوط.

مدن عواصم المراكز بمحافظة بني سويف تضم المئات من المنازل القديمة التى مازال يقطنها سكانها على الرغم من وجود دلال الإنهيار المنتظر فالتصدعات وشروخ الجدران وخلخلة الأعمدة والأسقف علامات بارزة فى هذه المنزل التى يجب أن تضمها وزارة الآثار نظراً لأقدميتها ومرور عقوداً عدة على بنائها.

فى البداية قال مبروك عبد الحميد، موظف، إنه يقطن بأحد هذه المنازل بحي مقبل : أقطن بالمنطقة منذ 40 عاماً ومعظم المنازل والفلل فى حاجة لتدخل حكومى بإزالتها فوراً لأنها بالتأكيد تعرض حياة الناس للخطر، بالرغم من أن هذه البيوت يسكنها بعض العائلات، لكنها بالتأكيد خطر عليهم، مؤكدًا أن المباني القديمة كثيرة في بني سويف سواء في المحافظة نفسها وفي القرى والنجوع، ومنها القديم جدا ومازال بحاله جيدة، وكثير من أصحاب هذه المباني يرغب فى إزالتها وبناء مبني جديد بمعايير هندسية حديثة، ولكن لا يملك نفقات ما يحقق له أحلامه فيضطر للإقامة بها مع أسرته وهو يعلم أنها تمثل خطورة سواء عليه وأسرته أو الجيران والمارة، لكن ما باليد حيله.

وقال محمد سيد، تاجر، من قرية بنى هارون، التابعة لمركز بني سويف، شيدت منزلى منذ شهور قليلة وادفع تكلفته بنظام التقسيط، كما أقيم مع زوجتى وأبنائى ووالدتى، وفوجئنا ليلا بظهور تصدعات وشروخ فى حوائط الحجرات كما انفجرت ماسورة مياه بالشارع الذى نقيم به وتم إصلاحها، ولا نمتلك سوى هذا المنزل الذى بدأنا فى إخلائه من الأثاث والفرش، وليس لدينا من الامكانات لهدم المنزل الذى لم نسدد باقى اقساطه وإعادة بناءه، لذلك نطالب بتدخل المحافظ لإيجاد حل للمشكلة.

وقال محمود محفوظ، موظف بالجمعية الزراعية، من قرية بنى هارون: منزلى مكون من طابقين وتقيم به اسرتين وتصدع المنزل عقب تصدع المنزل المجاور لنا وظهرت فواصل عميقة بحوائط الحجرات ودورة المياه والمطبخ، وحررنا محضرا بذلك، مناشدً المحافظ تفقد منازلنا برفقة لجنة من الادارة الهندسية لمعرفة اسباب ما حدث وايجاد حلول لنا، مضيفًا: فوجئنا بتصدع الحوائط وظهور الشروخ بطول الواجهة وحوائط الطوابق الثلاثة بالمنزل، ما جعله آيلا للسقوط فى أي وقت، لافتا أن المنزل يقيم به ثلاث أسر وليس لهم منزلا آخر وتم إخلاءه خوفا من سقوطه.

وقال محمد سيد، عامل، يقطن بمنزل بحي مقبل، إن المنزل الذى يقطنه تم تصنيفه كتراث معمارى منذ 10 أعوام، وأكد البعض أصل ملكيته لأسرة "بطرس غالي" أحد الوزراء بحكومة على ماهر باشا، ابان حكم الملك فاروق، حيث أصبح المنزل أيل للسقوط، فوق روؤس السكان، نتيجة أعمال حفر وهدم بأحد المنزل المتأخمة له، ما أدى لإحدث شروخ تصدعات بجدران المنزل، الأمر الذى فسره السكان حيلة لإزالة المنزل التاريخي لضم أرضه للقطعة المتأخمة لإنشاء برج سكني ومول تجاري، حسب ما يروج بمنطقة مقبل.

وقال المهندس عادل يحيى، مهندس معمارى، إن المباني غير مرخصة ولا تخضع لقواعد البناء الصحيحة، وهو ما يجب مراقبته جيدًا للحد من انتشار مزيد من العقارات المخالفة التي قد تسبب أزمة مستقبلية، وذلك من خلال لجان متابعة تعمل على الواقع وليس على الورق، وكذلك الاهتمام بوضع قوانين رادعة للحد من البناء المخالف للقانون، مؤكداً أن الوضع الحالي دليل تدهور أصول المهنة .

من جانبه أكد المستشار هانى عبد الجابر، محافظ بني سويف، أنه هناك لجنة مُشكلة بالمحافظة، تقوم حاليًا بإجراء حصر شامل للمبان المخالفة والآيلة للسقوط لمتابعتها، وكيفية التعامل معها في ضوء التراخيص وقرارات الإزالات الصادرة لها من الإدارات الهندسية، لإتخاذ كل الترتيبات والاجراءات الهندسية والفنية التي ستسمح بتنفيذ واتخاذ القرارات المناسبة حيال تلك المشكلة وتحديد ملابسات الواقعة والأسباب التي أدت لحدوثها بشكل مفاجئ وإعداد تقرير فني هندسي عاجل لإمكانية عمل الاجراءات القانونية إذا لزم الأمر .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً