مع نسمات صباح يوم الإثنين الماضى الموافق 15/1/2019 شهدت العاصمة الإيرانية طهران حادثًا مروعًا بتحطم طائرة شحن عسكرية إيرانية، أثناء محاولتها الهبوط فى أحد المطارات العسكرية بمحافظة البرز شمال غرب إيران، مما أثار حالة من الهلع بين سكان المنطقة المجاورة للمطار خاصة وأن الطائرة اصطدمت أثناء هبوطها بالجدار الخارجى للمطار واقتحمت الحى السكنى الملاصق له ما أسفر عن تحطم واحتراق عدد من المنازل.
وأعلن الجيش الإيرانى فى بيان له نشره على موقعه على الأنترنت أن طائرة شحن من طراز "بوينج" 707 خرجت من المدرج أثناء الهبوط واشتعلت فيها النيران، ما أسفر عن مصرع طاقمها بالكامل والمكون من 15 فردًا ونجاة شخص واحد فقط من بين أفراد الطاقم.
لم تكن هذه الحادثة والتى وقعت بالأمس القريب هى الحادثة الأولى من نوعها التى تقع لطائرلت إيرانية، فمنذ عام 2000 وقعت أكثر من 22 حادثة لطائرات مدنية أو عسكرية إيرانية كما أورد موقع flightglobal والمعنى بشئون الطيران حول العالم، أسفرت عن مئات القتلى والمصابين.
هل توجد علاقة بين العقوبات الأمريكية على إيران وتكرار حوادث الطيران؟
مع بداية سيطرة نظام حكم الملالى المتطرف على إيران عام 1979 وعقب حادثة احتجاز الرهائن الأمريكيين فى إيران، بدأت الولايات المتحدة فى فرض عقوبات تدريجية على طهران وصلت لحد الحظر التجارى الكامل عام1995، بالإضافة إلى ذلك فرضت الأمم المتحدة عقوبات موسعة على الجمهورية الإسلامية، عام 2006 والذى يفرض على كل الدول الاعضاء في الأمم المتحدة منع إمدادات وبيع أو نقل كل المواد والمعدات والبضائع والتكنولوجيا التي يمكن أن تساهم في الأنشطة المتعلقة بالتخصيب أو المياه الثقيلة.
وفي مارس من عام 2007 أصدر المجلس القرار رقم 1747 بهدف زيادة الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي وذلك بمنع التعامل مع البنك الإيراني الحكومي "سيباه" و28 شخصًا ومنظمة أخرى ومعظمها مرتبط بالحرس الثوري الإيراني، ونصت قرارات مجلس الأمن كذلك على منع واردات الاسلحة إلى إيران وتقييد القروض الممنوحة لها،
وفي مارس 2008 مدد القرار 1803 الحظر على الأصول الإيرانية والسفر على المزيد من الشخصيات الإيرانية.
كان لهذه العقوبات الأمريكية الصارمة لسنوات أثرًا بالغًا، مما أعاق شراء طائرات جديدة وقطع غيار مهمة للطائرات الأمريكية الصنع في سلاح الجو الإيرانى، وشركة الخطوط الجوية الإيرانية "إير إيران "وشركات الطيران المحلية.
كما تراجعت آمال حدوث تغيير في الوضع في مايو الماضي عندما انسحبت واشنطن من الاتفاق التاريخى بشأن البرنامج النووي الإيراني الذى أبرم فى عهد الرئيس الأمريكى بارك أوبما عام 2015، وأعادت فرض العقوبات التي تم رفعها كجزء من الاتفاق.