لقمة العيش ومرارتها وصعوبة الحياة وقسوتها، يجعلون أي شخص أن يغير حياته ويغادر منزله وأهله وبلده ولا سيما مع متطلبات الحياة المتزايدة يوما بعد يوم، ولذلك نرى من يموت في عمله ومن يموت أثناء ذهابه إلى عمله أو عودته منه، والغريب أن يقتل شخصًا بدون معرفة أي سبب، وسادت حالة من الحزن والأسى والدموع شهدها أهالي قرية الساحل بحرى بمركز البلينا جنوب سوهاج، لمقتل أحد أبنائهم غدرا فى مدينة إربد الأردنية متأثرا بإصابته بجروح نافذة في الرقبة والرأس بعد طعنه بسكين على يد شاب أردني، تاركا زوجته و3 أبناء.
ألتقت "أهل مصر" بأسرة المجني عليه الذى كان يسكن في منزل بسيط مبنى من الطوب اللبن معروشا بالبوص والجريد، ينقصه الكثير من الأساسيات والأغراض، تاركا أبناء صغار حكم عليهم القدر أن يكونوا بدون أب يعينهم على مصائب ومصاعب الدهر، ولا سيما في الواقع الذى نعيشه، فكل مشغولا بحاله، وبالأخص أنه من عائلة فقيرة، لا يستطيع أحد أن يقوم برعايتهم والتكفل بهم.
قال عاطف على المصرى شقيق المجني عليه، عامل، إنني حتى الآن لم أصدق ما حدث وكأنني في حلم ولم أفق، المصيبة كبيرة، سمعت هذا الخبر المؤلم والمفجع وأنا فى عملى بالغردقة، ولم أستوعب حتى الآن، كما أنى أطالب من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بالتدخل للوقوف بجوارنا: "هو أبونا كلنا عايزينه يجيب حق أخونا"، أخي لم يجرح أي أحد ولم يتسبب في أذية أحد، وأخي معه 3 من الأبناء.
اقرأ أيضا: نجل المصري المقتول في الأردن "باكيا": "بابا راح الجنة وأنا عاوزه يجي" (فيديو وصور)
وأضاف أبو الحسن على المصرى الشقيق الأكبر للمجنى عليه، أن حزني على أخي لا يوصف، وأعجز أن أعبر عن وصفه، و"اخويا مات وعند ربنا ولكن أولاده قاعدين"، وأطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بمساعدة أسرة عبدالجواد، الذي كان هو العائل الوحيد لأسرته، ولم يترك أي شيء لأهله من مال أو أرض، أو تجارة، ما يعرضهم لطلب الحاجة والعوز، وهذا يقلقني على أبناء أخي.
ويقول عصمت أحمد المصرى، ابن عم المجني عليه بالأردن، أن الفقيد كان يعمل عامل بالاجرة عند أهالي القرية فى الزرعات، وخلف أصحاب المهن والحرف، حتى أتت إليه فرصة للعمل بدولة الأردن منذ عام ونصف، وعمل هناك حتى لقي مصرعه غدرا، فهو الوحيد من كان يصرف على أسرته من "دراعه وعرق جبينه".
وقال محمد عبدالجواد المصرى، 8 سنوات، طالب في الصف الثاني الابتدائي، ابن المجني عليه: "أنا لا أريد إلا أبي، أناعايز بابا بس مش عايز غير بابا.. باب راح الجنة وعايزه يجي"، قالها الطفل وهو يبكي متحسرا على فقدان أبيه، كأنه يعلم أنه فقد سنده إلى الأبد.
ويضيف مبارك عبد الجواد المصرى، 10 أعوام فى الصف الرابع الابتدائي، "أنا عايز أبوى" انا لا أريد أي شيء سوى أبى.
يذكر أنه توفى في مدينة إربد الأردنية متأثرا بإصابته بجروح نافذة في الرقبة والرأس بعد طعنه بسكين على يد شاب أردني، فيما أصدرت السلطات المصرية بيانا طالبت فيه بتغيير الوصف القانوني للجريمة والاتهام الموجه للجاني.
يذكر انه توفي في مدينة إربد الأردنية متأثرا بإصابته بجروح نافذة في الرقبة والرأس بعد طعنه بسكين على يد شاب أردني، فيما أصدرت السلطات المصرية بيانا طالبت فيه بتغيير الوصف القانوني للجريمة والاتهام الموجه للجاني.
ولفظ المواطن المصري، عبد الجواد على المصرى البالغ من العمر 30 عاما، أنفاسه الأخيرة بمستشفى الأميرة بسمة في إربد، متأثرا بإصابته. وقال مصريون يقيمون بالأردن وبعض أقارب القتيل إن شابا أردنيا تشاجر مع المواطن المصري دون سبب واضح، وطعنه بسكين حاد في رقبته ورأسه، حتى انكسر نصل السكين في رأس الضحية.
وتمكنت السلطات الأردنية من القبض على الجاني وإحالته إلى المدعي العام وحررت القضية برقم 169 لعام2019.
وفي السياق، أصدر محمد سعفان، وزير العمل المصري، تعليمات لمكتب التمثيل العمالي بالسفارة المصرية بالعاصمة الأردنية عمان، بمتابعة إجراءات نقل جثمان المواطن المصري، ومستحقاته لدى جهة عمله.
وقال هيثم سعد الدين، المتحدث الرسمي لوزارة العمل، إن المستشار العمالي بعمان أشراف الحرايري انتقل لمستشفى إربد، وتم التواصل مع شقيق المتوفي للمساعدة في إنهاء الإجراءات الخاصة بشحن الجثمان، كما سيتم التنسيق مع المستشار القانوني لتحويل القضية من شروع في قتل إلى قضية قتل.
وفي إطار متصل، صرح السفير ياسر محمود هاشم، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج، بأن وزارة الخارجية تتابع الواقعة.
وأضاف أن سفارة مصر في عمّان قامت بتكليف المستشار القانوني للبعثة بمتابعة سير التحقيقات بالتنسيق مع السلطات الأمنية في مدينة إربد، حيث صدر قرار من المدعي العام الأردني باحتجاز المتسبب في الواقعة بسجن إربد على ذمة القضية تمهيدا لإحالته للمحاكمة