إذا اختبرت يوما مشاعر الحزن جراء انفصال عاطفي أو سوء تفاهم مع شريكك لابد وأنك استمعت إلى تلك الأغاني الحزينة ذات الموسيقى الشجية، وربما استمعت إلى نصيحة صديقك الذى أوصاك بعدم الاستماع لها لانها ستزيد من سوء حالتك النفسية، حسنًا صديقك ليس محقا في ذلك الجانب، لقد توصلت أبحاث من دراسات متنوعة إلى أن تفضيلنا للأغاني الحزينة أثناء اضطرابنا المزاجي أنها يمكن اعتبارها عامل استقرار مزاجي، ودعم عاطفي، وحتى محفز التنفيس.
ووجد فريق بحث "تارفي وكوليش" وفي مقره في برلين عام 2014، عكس الرأي السائد، فقد ارتبط شعور إيجابي مثل السعادة والهدوء والسلام مع الاستماع إلى الموسيقى الحزينة، وطلب فريق البحث من 772 مشاركًا في جميع أنحاء العالم وصف سبب إعجابهم بالأغاني التي يستمعون لها في أوقات الحزن أو الحالة المزاجية المنخفضة، مثل الانفصال عن عاطفيا عن شخص.
وقال تارفي لصحيفة "هافينجتون بوست": "كانت العاطفة الأكثر إثارة هي الحنين إلى الماضي، وهى عاطفة حلوة المذاق، و الأكثر تعقيداً وإيجابية إلى حد ما، وهذا يساعد على تفسير سبب انجذاب الناس واستمتعهم بالموسيقى الحزينة ".
وتوصل فريق البحث الألماني من خلال أول مسح شامل للحزن التى اثيره الموسيقى، أن الاستماع إلى الموسيقى الحزينة يمكن أن يؤدي إلى آثار عاطفية مفيدة مثل تنظيم العاطفة السلبية والمزاجية بالإضافة إلى المواساة، فإن الاستماع إلى الموسيقى السلبية والحزينة يجعلنا نشعر بتحسن لأننا يمكن أن نستخدمها كمتنفس عاطفي.
سبب استماع الناس إلى الموسيقى الحزينة أثناء حزنهم
وجد البحث أن الموسيقى ترتبط بمزاج المستمع وتسمح له بالتعبير عن مشاعره بطريقة صحية، كما تشجع على التعاطف، حيث أن المستمعين لا يرتبطون فقط بمشاعرهم الخاصة، بل مع مشاعر المغني، والأشخاص الآخرين الذين مروا بنفس الموقف، بالإضافة إلى ذلك أن الموسيقى السعيدة لها فوائد مماثلة مع الأشخاص الذين في مزاج إيجابي.
توفر لنا الموسيقى الحزينة التنفيس وهو تنقية عاطفية إيجابية مؤلمة ولكن ضرورية لسلوك عاطفي صحي، وقدم العلم دليلاً على أن البكاء يمكن أن يكون طريقة رائعة لتقديم التنفيس وزيادة إيجابية في المزاج، ويمكن للموسيقى الحزينة تسهيل ذلك وشعور بالتحسن نتيجة لذلك.