هنا فى شرق النيل ببنى سويف، قمة الإهمال والروتين والتراخى، هنا لا يوجد سأل ولا مسئول، 900 فدان صدر لها قرار تخصيص لعمل مشروع الغابات الشجرية ببنى سويف من أجل إنقاذ مدينة بنى سويف الجديدة بشرق النيل من مياه الصرف التى تهددها، وسبق وأن خرجت مياه الصرف عن السيطرة وأخترقت الأحواض الترابية المخصصة لها، ودخلت مدينة بنى سويف الجديدة فى عام 2014، وأصابت الأهالى بالخوف والهلع، وكان الحل هو مشروع الغابات الشجرية التى سيستخدم هذه المياه كما أن الأشجار التى تزرع سيكون ناتج الأخشاب منها عائد إقتصادى.
وصدر القرار وحدد المكان لإقامة المشروع على مساحة 900 فدان، لإنقاذ مدينة بنى سويف الجديدة من تكرار تسونامى 2014، وكانت مدة المشروع 18 شهراً، من 25 مايو 2015 حتى 24 نوفمبر 2016، ولكن بعد إنتهاء مدة تنفيذ المشروع، ومرور ما يقارب الـ4 سنوات على بداية العمل فيه، هل أنتهى المشروع وتم تسليمه؟، خاصة أن الغابة الشجرية تنفذ أصلاً للتخلص من مياه الصرف لظروف وطبيعة المنطقة وعدم وجود مصارف عمومية أو فرعية يتم الصرف عليها، ولكن فى الوقت الذى توجد يد تبنى فهناك يد أخرى تهدم، 67 حوضًا زراعيًا مزروعة بأشجار الكافور والجازورين، تموت الأشجار بفعل فاعل، حيث تأتى إليها مياه الصرف التى تروى بها غير معالجة مما يجعلها تجف وتموت.
قال محمد علي رضوان، مقاول المشروع، إن مياه الصرف تأتى لرى الأشجار التى تم زراعتها وبدلا من إفادة الأشجارونموها فإن المياه تقتلها لعدم معالجة مياه الصرف، ويصيب الأرض بالحموضة، بالإضافة لقلة المياه فكيف نروى 900 فدان فى ساعتين أو 3 ساعات يوميا، فالأشجار تموت أما بالرى بمياه غير معالجة أو قلة المياه، مما يضطرنا لإحضار مياه من رى ونضع بها محاليل لمعالجة الحموضة التى نتجت عن مياه الصرف التى لم يتم معالجتها.
وأضاف «رضوان»،في الوقت الذي تموت فيه الأشجار بسبب قلة المياه، توجد أراضي بالغابة الشجرية ماتت فيها الأشجار بسبب تسرب مياه الصرف من الأحواض والسواتر الترابية، وأغرقت مساحة كبيرة منها، حيث تدخل المياه بكثافة على الأحواض المنزرعة، مما يؤدي إلى تلفها وخاصة الأحواض أرقام ( 31 و44 ) الموجودان بجانب الساتر الترابى بجوار محجر الطفلة، وتغمر المياه الزراعات بعمق 75 سم، كما يتم تغرق مياه الصرف الأحواض أرقام (32 و45) من الجهة البحرية، وتتسرب إليها المياه من حوض الصرف المجاور للساتر الترابي، وأسفل الطريق الدائري.
وتابع: مياه الصرف أغرقت نحو 80 فدانًا مزروعة بالأشجار، فكيف نواجه طوفان الماء في جانب من الغابة؟، وكيف نواجه قلة الماء وحموضتها؟ ، وعدم معالجتها في أماكن أخرى بالغابة، ولدينا 300 فدان تم زراعتها 3 مرات ولكن للأسف مياه الصرف الغير معالجة تقتلها.
وأضاف حمادة على رضوان، المقاول المسئول عن زراعة الأشجار بالغابة، إن الشركة التي تنفذ محطة المعالجة لم تسلم المحطة حتى الآن، فكيف تعمل وكيف نستقبل منها الماء الغير معالج، كما أن الشبكة التحتية لم يتم تسليمها أيضا، وعدم معالجة المياه جعل الطحالب تسد شبكة الرى بالغابة.
وحصلت «أهل مصر» على كافة المستندات الخاصة بالمشروع وكافة المكاتبات بين كل الجهات، ومنها خطاب رقم( 4635) بتاريخ 15 سبتمبر 2018 الصادر من جهاز مدينة بنى سويف إلى الشركة المنفذة للمشروع وردت الشركة بتاريخ 18 سبتمبر 2018 بأنها مستعدة لتوفير تنكات لنقل المياه لعدم توافرها لرى الأشجار، وذلك بعد الإتفاق على أسعار وتكلفة نقلها، وأكدت الشركة لجهاز المدينة على أنها سبق وأن تكررت الشكوى من نقص المياه.
وفى مذكرة رسمية بتاريخ 17 يوليو 2018، تقدمت بها الشركة المنفذة لجهاز المدينة أكدت أن المياه غير معالجة وأن رئيس الجهاز يعلم ذلك والمياه أيضا غير كافية، وهذا يؤدى إلى تلف الأشجار، وهناك خطاب بتاريخ 28 مارس 2018 به مطالبة بزيادة المياه.
وتقدمت الشركة المنفذة بخطاب رسمي تشكو فيه من تأخر تسليمها شبكة الرى من قبل شركة «أطلس» المسئولة عن إنشاء شبكة الري.
وتنص شروط وبنود العقد بين جهاز المدينة كانت على تسلم المشروع ابتدائى فى 24 نوفمبر 2016، والصيانة لمدة عامين، ولكن حتى الآن لم يتم تسلم المشروع، ووصل إستعجال وإستفسار من المرافق إلى جهاز مدينة بنى سويف بشان تأخر زراعة الغابات الشجرية ببنى سويف، وجاء رد الجهاز على الهيئة ذكر فى خطاب رسمى رقم (5268) بتاريخ 15نوفمبر 2016 ولكن يا ترى ما هو آخر المكاتبات والردود هل من جديد؟.
تباطئ جهاز المدينة فى إنجاز مشروع الغابة الشجرية وتذليل العقبات أمام العاملين بالمشروع، سيكلف الدولة الكثير، خاصة قرب إمتلأ الأحواض بمياه الصرف وتهديدها للسواتر الترابية ما يؤدى لتكرار سيناريو غرق المدينة فى 2014، وسيكون هذه المرة أشد، فالمياه تلقى في الأحواض التى أوشكت أن تمتلئ دون تقديم حلول، وحتى الأن لم يتم إستلام الغابة للبدء في المرحلة التالية ومعالجة أوجه القصور خلال عامين تم تخصيصهما للصيانة عقب الاستلام الابتدائي.
نقلا عن العدد الورقي.