يُصدر الكاتب والصحفي حسام مصطفى إبراهيم عمله الحادي عشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2019، تحت عنوان "كتاب التعافي".
الكتاب من مطبوعات تويا للنشر والتوزيع، ويضم ثلاثة فصول في نحو مئتي صفحة، تدور حول المفاهيم الثلاثة الأكثر تأثيرا في العلاقات الإنسانية: الحب والخذلان والتعافي.
وبلغة وسيطة بين العامية المصرية والعربية الفصيحة يُحلّل الكاتب ويشرح أطوارَ العلاقات المختلفة، ويسلِّط الضوء على بعض اللحظات المهمة فيها، والتي يمكن أن يكون لها أكبر الأثر في اكتمالها أو انتهائها إلى الجرح والقطيعة، ثم هو يقدم في النهاية روشتة للتفريق بين الحب الحقيقي والهوى العابر، وكيفية التخلص من الابتزاز العاطفي، وصولا للتعافي التام مما ألمَّ بالقلب وأرَّق العقل، وتحقيق العنوان الشارح للكتاب: كيف تستعيد جمال العالم بداخلك وتبدأ كل شيء من جديد.
يقول حسام في مقدمته:
"كتاب التعافي لا بينصحك ولا بيلومك، لا بيقول لك اعمل ولا ما تعملش، لكن بيقف جنبك وقت الخذلان والتخلّي وانقطاع السكك وغياب السند ونزول الغشاوة على عينك واختفاء الصديق وبيع الحبيب وإدبار الدنيا عنّك.
بياخدك من إيدك ويشاور لك على الحاجات اللي مش واخد بالك منها عشان لسّه جوا التجربة وقلبك موجوع وعينك ضريرة وإيدك قصيرة ونَفَسك مقطوع.
بينوَّر لك لُمض تشوف على هداها إيه اللي حصل، وليه، وازاي ما نفضلش نعيد نفس اللقطة تاني ونتحط في نفس الموقف إلى ما لا نهاية!
أنا كنت لابس نفس جزمتك في يوم، وواقف في نفس ركنك الضيق، وحاسس بنفس إحساسك، وضاقت بيا الدنيا بما رحبت، وبفكر في كل الأفكار الغبية والشجاعة والكئيبة والمتهورة اللي بتفكر فيها دلوقتي، وشايف إني اتحبست في دايرة الحزن واللافعل للأبد، لكن.. خرجت، وخدت نفس عميق بحجم كل اللي اتخلوا عني، وشبّيت وطُلت شعاع الشمس.
لأن غريزة الحياة جوانا أكبر من الهزيمة والمعارك الخسرانة والفرص اللي مش على مقاسنا، أكبر من الضعف والمطبات والنهايات اللي اتفرضت علينا وهي ما تليقش بينا.
إنت مش سوبر مان ولا اللي حواليك وحوش جايين الدنيا بس عشان ينغّصوا عليك حياتك، ولا أنا "هوديني" الساحر اللي هيكشف لك سر تحويل التراب لدهب، لكن إنت وهمَّ وأنا: أحجار على رقعة شطرنج كونية ضخمة، وكتاب التعافي هيعلِّمك ازاي تلعب "الجيم" صح عشان ما تخسرش تاني.
كتاب التعافي.. الريموت كنترول اللي هتتحكم بيه في كل الأفلام اللي حابب تشوفها على تليفزيونك العمر اللي جاي كله".
ويختم: "إحنا على الأرض، ومفيش علاج لده، ولا وسيلة لرفع إيدينا في وسط الماتش عشان نخرج من الملعب ونبدِّل مع حد تاني، مهما تعبنا وجبنا آخرنا واتصابنا واتوجعنا. لازم نفضل نجري ونجري ونجري لآخر دقيقة، ونبذل اللي نقدر عليه عشان نحرز كل الأهداف الممكنة!
هل لازم تكون الرحلة صعبة؟
للأسف آه، وصعبة جدًا أحيانًا، ومؤلمة، لأن غرضها النهائي تنقيتنا من الشوائب، واستخلاص جوهرنا الحقيقي، زي الدهب اللي ما بيتشكِّلش غير بالنار، لكن.. حتى الأوقات الصعبة في وسطها لحظات راحة بنسكن فيها، ونعرف سرّ وجودنا، وتتبدّى لينا علامات ونُذر للتصرفات اللي لازم نعملها، والطرق اللي لازم نمشي فيها، لو قريناها صح هنوفّر على نفسنا كتير، ولو عاندنا وتعالينا وما شفنهاش، أيامنا العسيرة هتزيد أكتر وأكتر.
وفي وسط الرحلة، الحب الصادق.. الحقيقي.. الرحيم، هو سُترة النجاة الوحيدة من الغرق في خضم كل شيء: الدنيا والشهوة والظلم والجبروت والغرور والإدمان والبعد عن ربنا والخذلان والخوف، الدرقة الوحيدة اللي ممكن تصد عننا ضربات الحياة مهما كانت عفيّة، عشان كده لازم يكون هو هدفنا الأهم من الرحلة، ولو وصلنا له، نعضّ عليه بالنواجذ، لأنه اسم الله الأعظم الذي إذا نودي به أجاب.
الحب هو الله نفسه".
حسام مصطفى إبراهيم، كاتب وصحفي ومدرِّب لغة عربية، مؤسِّس مبادرة اكتب صح على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2013، ومدير تحرير البرنامج الصباحي بقناة dmc news، ومستشار اللغة العربية بوزارة البترول، صدر له 10 كتب، منها "لدي الكثير جدا لأقوله لك" و"أسود لامع بطريقة غادرة" و"بتوقيت القاهرة" و"يوميات مدرس في الأرياف".