ليست كل الأمنيات مستحيلة، فالسعى لها يجعلها أمراً سهلاً للغاية، فبينما يؤكد البعض أنه من المستحيل تحقيق الغاية المرادة، خاصة إذا كانت ذات طبيعة متضاربة مع مجال الدراسة، مستشهدين بمثال «صاحب بالين كذاب، وصاحب ثلاثة منافق»، كان لطبيبة منوفية رأى آخر، حيث كسرت تلك القاعدة، فبالمقص والخيط وبعض الأقمشة استطاعت الطبيبة تقى شرف الدين، 26 سنة، ان تكسر جميع الحواجز أمام تحقيق حلمها.
تقول تقى: بدأت فى مجال التصميم منذ أن كنت صغيرة وأنا بالمرحلة الابتدائية، حيث كنت فى البداية أقوم بتخييط الملابس للدمى "العرائس اللعبة" فى محاولة منى لجعلها أكثر جمالاً، فحلمى وأنا صغيرة أن أصبح مصممة أزياء مشهورة وطبيبة.
وأضافت: لست متذكرة متى تعلمت الخياطة ومن قام بتعليمى إياها، ولكنى أتذكر أننى كنت أثناء تواجدى فى الإجازة الصيفية أقوم بالجلوس مع خياطة أثناء عملها، ورؤية كيف تقوم بالتفصيل والخياطة. وتؤكد: بدأت أفصل الهدوم لنفسى وأنا فى المرحلة الثانوية, لم أكن أجد الموديلات التى تروق لى لارتدائها، فكنت أقوم بتصميم الموديل فى خيالى ومن ثم صناعته مباشرة.
وأكدت الطبيبة: التفصيل ما أثرش على مذاكرتى خالص.. وعمر ما حد قال لى قومى ذاكري.. قمت فى المرحلة الثانوية بتصميم ملابسى التى كنت أرتديها بنفسى وتركت التصميم فى الثانوية العامة؛ لتحقيق حلمى بالالتحاق بكلية الطب، وبالفعل التحقت بكلية الطب، وعدت للتصميم وأنا فى الفرقة الثانية من الكلية.
وتواصل: عندما قمت فى البداية بتصميم الملابس علم أصدقائى وأعجبوا بها، فأخذت أعطيها لهم "كادو"، بعد ذلك بدأت فى التصميم لهم، وأنا فى الفرقة الخامسة استطعت أن أفتح الأتيليه الخاص بى داخل صالة وغرفة فى شقة تابعة لوالدى.. بدأت بتصميم الملابس للمحجبات وأيضاً للأطفال، والموديل كانت شقيقتى.
وتقول تقي: أنهيت دراستى بالفرقة السادسة، والتحق بالطب النفسى؛ لأكون نمبر ون بافتتاح العيادة الخاصة بالأمراض النفسية، موضحة أن الطب النفسى هو نوع من الأمراض يعالج كباقى الأمراض، وسأسعى لإنهاء الفكر الراسخ بأن الاكتئاب ليس مرضاً وإنما تمارض، وأحلم بافتتاح أكبر أتيليه للملابس المصممة، حيث أسعى حاليا للبحث عن فتيات موهوبات فى التصميم؛ ليدخلن معى فى الساحة، فالمهم لدىَّ هو حب المجال لبذل كل الجهد بحب فيه.
وأنهت كلامها برسالة للشباب قائلة: كل شخص بداخله طموحه الخاص، ويستطيع أن يقدم كل ما يريد، وأنصح الجميع بأن يضعوا طموحهم فقط أمامهم وعدم النظر أو الاستماع لكلام الناس؛ لأنه أول طرق الفشل.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
