شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اليوم، فى جلسة عمل حول تنفيذ أجندة أفريقيا فى السياق العالمى، بحضور الرئيس الرواندي بول كاجامى، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ورئيسيْ أوغندا وجنوب أفريقيا ورئيس وزراء تونس، والدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والمهندس عمرو نصار، وزير الصناعة والتجارة، والسفير علاء يوسف، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف.
جاء ذلك خلال فعاليات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي.
وخلال الجلسة ناقش الحضور من خلال ٦ جلسات مصغرة منفصلة، القضايا التي تشغل القارة الإفريقية خلال العقود القادمة، واختارت إدارة المنتدى الدكتور مصطفى مدبولي ليلقي الكلمة الختامية التي تلخص محاور النقاش، وتلقى الضوء على بعض ملامح استراتيجية مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي.
واستهل مدبولي كلمته أمام الجلسة بنقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي لأشقائه القادة الأفارقة، معرباً عن تطلع الرئيس للتعاون مع الأشقاء خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي بما يعود بالنفع على كل شعوب القارة.
ووجه رئيس الوزراء الشكر للرئيس كاجامى على قيادته للعمل الإفريقي خلال الفترة الماضية، والتي شهدت إقرار عدة إصلاحات مالية ومؤسسية لهياكل الاتحاد الإفريقي، مؤكداً أن مصر ستسعى للبناء على ما تحقق من إصلاحات خلال قيادتها للاتحاد اعتباراً من الشهر القادم.
وأضاف رئيس الوزراء أن التحسن في الأوضاع الاقتصادية يجلب الاستقرار لدول القارة والمناطق التي تعاني خطر القلاقل والاضطرابات الاجتماعية، ومن ثم يجب العمل على تعزيز أجندة إفريقيا فيما يخص التنمية الاقتصادية، مشيراً إلى ضرورة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، من أجل زيادة حركة التجارة البينية بما ينعكس بشكل إيجابيّ على حركة الانتاج والتوظيف.
وأكد مدبولي على أهمية أن تضع دول القارة نُصب أعينها العمل من الآن على تنفيذ أجندة إفريقيا ٢٠٦٣، وعدم الانتظار اعتقاداً بأن الوقت لا يزال طويلاً؛ لأن تنفيذ مثل هذا النوع من الأجندات القارية الطموحة يتطلب العمل بشكل فوريّ ومتصل حتى تتحقق نتائج إيجابية.
وأضاف أنه من المهم أن نعمل بالتوازي مع ذلك على إيجاد حلولٍ للنزاعات المسلحة في القارة، مؤكداً أن مصر سوف تُولي هذا الموضوع أهمية قصوى في إطار مبادرة "إسكات البنادق".
وفى هذا السياق، أشار رئيس الوزراء إلى أهمية تعزير الاستثمارات في مجال البنية التحتية بإفريقيا، وخاصة في مجال الطرق والسكك الحديدية وغيرها من وسائل النقل، وذلك من أجل تحقيق التواصل الجغرافي بين دول القارة، بما يسهم في تيسير حركة نقل السلع والأفراد.
وتطرّق مدبولي لملف الثورة التكنولوجية وما يطلق عليه الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها على اقتصاديات القارة؛ حيث أشار إلى أنه بالرغم من تطلعنا إلى تعزيز دور التكنولوجيا في كل القطاعات بالقارة الإفريقية، فإننا يجب أن نفكر في كيفية تلافي التأثيرات السلبية لبعض النواحي التكنولوجية على فرص العمل والتوظيف، حيث إن إحلال التكنولوجيا يترتب عليه تقليص في أعداد العمالة، وهو الأمر الذي لا يتناسب مع وضع القارة الأفريقية التي لديها وفرة في القوة العاملة وتحتاج زيادة الاستثمارات في المجالات كثيفة الأيدي العاملة.
وأوضح أن الأمر يتطلب إحداث قدر من التوازن بين اعتبارات التوظيف واعتبارات التحديث ودعم التكنولوجيا.
واختتم رئيس الوزراء كلمته، بالإشارة إلى مبادرة الرئيس السيسي لتوفير الدعم والرعاية لعشرة آلاف مُطور ألعاب وتطبيقات إلكترونية من مصير والقارة الأفريقية، في إطار مبادرات مصر لتعزيز وبناء القدرات لدى الدول الإفريقية الشقيقة، وهو ما لاقى ترحيباً شديداً من جانب الحضور.