الأحجار الكريمة هي عبارة مزيج مختلف من المعادن التي تبلورت وتكونت من عنصرين أو أكثر، المادة الأساسية لها هي مادة السيلكا مع وجود بعض الشوائب المعدنية، وتختلف أنواع الأحجار الكريمة فيما بينها باختلاف المادة المكونة لها بجانب السيلكا، وتتوفر غالبًا هذه الأحجار في مناطق الطمي البركانية، كالحصى البركانية، وبخاصة في مناطق جريان الأنهار البركانية.
يختلف تركيب كل حجر عن الاخر من حيث الظروف والعناصر المكونة ونوع الشوائب المتداخلة خلال عمليات التركيب الأساسية، فالنظام المكون لمعظم الاحجار الكريمة متشابه. والذي يميز كل حجر عن الآخرهوعناصر التداخل خلال التكوين السريع والذي يحدد من خلاله نوع الحجر، كما تتفاوت درجة ألوانها باختلاف درجة الشفافية الناتجة عن عدة عوامل منها نوع المعادن التي تدخل كشوائب على السليكون وبالتالي فإن عدد كبير ومتنوع من الأحجار الكريمة يتكون نتيجة لذلك ويجب الملاحظة ان جميع أنواع الاحجار الكريمة متكونة من عنصرين فاكثر إلا الألماس فهو احادي التكوين من عنصر واحد هو الكربون.
وبعض الأحجار الكريمة تتكون في باطن الأرض على أعماق مختلفة، وقد تتحد مع عناصر أخرى أو تكون في صورة حرة، مثل الياقوت والزمرد والألماس الذي يوجد في بعض الأحيان على عمق 160 مترًا تقريبا، ويخرج ضمن الحمم البركانية وناتج الزلازل الأرضية. وأما البعض الآخر فتتكون في المملكة الحيوانية حيث تستخرج من قاع البحر، مثل المرجان واللؤلؤ الذي كان يعد من أجمل وأغلى الأحجار الكريمة في الماضي ولاسيما لؤلؤ الخليج الذي اكتسب سمعة عالمية كبيرة.
كما تمنحنا المملكة النباتية الكهرمان الأصفر الجميل.
الأحجار الكريمة في أساطير القدماء:
شغلت الأحجار الكريمة عقل الإنسان وقلبه منذ عشرة ألاف عام يميزها قوى طبيعية خارقه ارتبطت بهاجس الإنسان الاجتماعي بشكل رئيسي وموضوعاتها التي كانت لا تكاد تقتصر على مسائل العلاقات الاجتماعية في البداية، كانت الاكتشاف الكثيرة للأحجار الكريمة ألمعروفه في يومنا هذا مثل الزمرد والياقوت والزفير وألماس هي ألشرارة التي أطلقت العنان لتفكيره ليكون أكثر بعدا عن واقعية ويخلو من التأملات الفلسفية والميتافيزيقية، بل على العكس فقد سيطرت خصائصها ألفيزيائية على عقله وتفكيره.
وبسبب عدم قدرته على تفسير تلك الظواهر فاستخدم العناصر الخيالية - في بعض الأحيان - يهدف إلى خلق عنصر التشويق والإثارة في نسج الأسطورة والتي كانت تمتاز أحيانا بالبساطة، وكانت تسير في اتجاه خطي واحد وتحافظ على تسلسل منطقي، ينساب في زمان ومكان حقيقي، ولها رسالة تعليمية، تهذيبية لذلك عبدها وقدسها مثلما قدس الشمس والقمر والرياح والمطر والرعد وأية ظواهر طبيعية أخرى أحاطت به ولم يفهمها، ومن المؤكد أن هذه الأساطير قد ألفت في مرحلة فكرية أكثر نضجًا ورقيًا فجعلها مرادفا لمفاهيم إنسانية وقيم عليا مثل جزاء الخيانة، فضل الإحسان، مضار الحسد، التي تتضمن رموزًا تتطلب التفسير ومن ثم أطلق عليها أسماء وصفات إلى درجة الادعاء بأنها الآلهة، فأنشأ المعابد وعين الكهنة والخدم لتلك الصروح الوهـمية.
البشر عرفوا الجواهر والأحجار الكريمة منذ نحو 40 ألف عام، وأيامها كان الإنسان البدائي يستخدمها في صناعة العقود والتمائم والحلي، كما يصنع منها لصلابتها رؤوسًا لسهام الصيد!. ويقول الدكتور زكريا هميمي في كتابه (موسوعة الأحجار الكريمة): إن الإنسان بدأ شيئًا فشيئًا في استخدام أنواع عديدة من الأحجار الكريمة وبدأت عمليات التهذيب والتقطيع والصقل والتلميع والتشكيل في صورة قلائد تحاكي بعض مفردات الطبيعة وهو ما كشفت عنه بعض القلائد والعقود البابلية التي عُثر عليها على ضفاف نهر الفرات والتي تعود إلى عام 5000 قبل الميلاد وهي مصنوعة من (الاوبسيديان) (صخر بركاني يشبه الزجاج) ومن بعض الصخور الطبيعية وبعض الأصداف والمحار.
الأحجار الكريمة في المعتقدات والديانات:
جاء ذكر الأحجار الكريمة في جميع ديانات الأرض ومعتقداتها بلا استثناء فمن أقدم المعتقدات التي عرفها الإنسان "البوذية" وصولًا إلى آخر الديانات السماوية "الإسلام"، فقد ذكرت تلك الديانات الأحجار الكريمة بمنتهى الدقه أو التكريم وهذه الرموز تكمن حكمة كونية ملهمة. أفكارها المركزية تعبر عنها بوضوح استثنائي الثيوصوفية ظهرت أفكارهم التي ارتبطت ارتباطا روحيا وعضويا بهذه الأحجار.
إن الكوزمولوجيا المندائية تشير إلى الكينونة الأسمى بـ "تكريم وتعظيم الأحجار الكريمة" التي توصف بأنها غريبة متفردة، بمعنى أنها بعيدة لا يمكن فهم كينونتها لكونها تفوق الوصف. وبسبب غموضها وتجريدها فان المندائيين يتكلمون عنها دوما بصيغة الجمع الحيادي(الأحجار). وهي أحجار طبيعية تتكون في باطن الأرض لا دخل لإنسان في تكوينها إطلاقًا، ويقوم باستخراجها من الأرض، كالألماس والياقوت والزفير والزمرد.جاء ذكر ووصف بعض الأحجار الكريمة في القرآن الكريم قال سبحانه وتعالى: (يخرُجُ مِنهُما اللؤلؤ والمرجان)، سورة الرحمن ويصف سبحانه الحور العين في الجنة (كأنهن الياقوت والمرجان)، وقال سبحانه: (وحور عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون).
أفضل انواع الاحجار الكريمة
الأحجار الكريمة هي نوع من أنواع المعادن المركبة من عنصرين أو أكثر، وتتكون من مادة السليكا وبعض الشوائب المعدنية، يختلف تركيب الحجر الكريم عن الآخر باختلاف العناصر والشوائب المكونة منها الحجر الكريم والتكوين الكريستالي للحجر، وتوجد الأحجار الكريمة عادة في مناطق الحمم البركانية.
وهناك أحجار كريمة تستخرج من قاع البحر مثل المرجان واللؤلؤ الذي كان من أجمل وأغلى الأحجار الكريمة في منطقة الخليج العربي. وتعتبر الأحجار الكريمة من أهم المعادن وأثمنها في العالم بأكمله، وجاءت أهميتها لذكرها في القرآن الكريم فقال سبحانه وتعالى في سورة الرحمن (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) ويصف الحور العين في الجنة بالياقوت والمرجان، ونظرا لأهمية الأحجار الكريمة في مجتمعنا وضعنا لكم قائمة بأفضل وأغلى الأحجار الكريمة ومنها ما يلي:
1. الياقوت ruby:
حجر كريم أحمر اللون، مركب من معدن الكوروندو أي أكسيد الألومنيوم، وينتج اللون الأحمر من مادة الكروم، وهو من أغلى أنواع الأحجار الكريمة، ويتغير لونه إلى الأحمر الفاتح بعد تعرضه للحراة العالية.
للياقوت استخدامات كثيرة أهمها الاستخدامات الطبية فهو يعتبر علاج لأمراض الكبد، وآلام الظهر والمفاصل والضمور العضلي، وضمور الخلايا والأنسجحة وفرط سكر الدم، وينظم الجسم من السموم، ويساعد على تنشيط الدورة الدموية، ويعالج فقر الدم. تعتبر تايلاند الأولى في صناعة وصقل وتجارة الياقوت.
2. الماس Dimond
مركب بلوري تكعيبي يتكون من الكربون فقط يتشكل بفعل الحرارة في أعماق الكرة الأرضية، ويعتبر الألماس من أشهر وأقدم الأحجار الكريمة وهو ذات قيمة عالية جدا، ويستخدم في صناعة الحلى ويستخدم في الأجهزة الطبية والالكترونية والصناعية وقص الزجاج.
3. الزمرد emerald
حجر كريم لونه أحضر غامق وشفاف، يتكون من سيليكات البريليوم والألومنيوم، يستخرج بين الصخور والرخام بعكس الأحجار الكريمة الأخرى.
للزمرد فوائد كثيرة فهو يساعد على تنشيط الغدد الهرمونية والتمثيل الغذائي للأنسجة والخلايا والأعضاء، ويستخدم لعلاج مشاكل العين المختلفة.
4. السفير Sapphire
حجر كريم يتكون من معدن الكورندم (أكسيد الألمونيوم)، يتواجد بجميع الألوان ماعدا اللون الأحمر، يستخدم في المكونات البصرية تحت الحمراء، وبلورات الساعات.
5. السفير النجمي star sapphire
يعتبر من الأحجار الكريمة النادرة، وهو أصلي لا يعالج، وعند تعرضه للضوء تظهر عليه النجمة السداسية، ويكون السفير النجمي شفافا أو نصف شفاف أو به خطوطا بيضاء.
6. العقيق Carnelian
حجر كريم يتكون من أحجار السيليكا وهو حجر غير متبلور وغير نقي، يتواجد بالحمم البركانية، ويكون باللون الأحمر أو الأصفر أو الأزرق أو الرمادي، يستخدم العقيق في صنع الحلى بالأخص كخاتم، ويستخدم في صنع هاونات السحن نظرا لقوته وصلابته، وكان يعتقد بالقديم أنه يمنع السحر ويجلب الحظ لحامله.
7. الجزع اليماني onyx
يطلق عليه العقيق اليماني، يتكون من معدن السيليكا ويحتوي على شوائب من مركبات الحديد وهذا هو سبب تعدد ألوان العقيق اليماني، وأشهر أنواع العقيق اليماني هو الأحمر ويسمى أيضا بالعقيق الرماني أو البني، ومصدره الرئيسي في اليمن، وتعود تسميته بالجزع نظرا للمعتقدات القديمة التي كانت تقول بأن من يتحلى بهذا الحجر ينتابه الخوف والفزع.
يستخدم الجزع في جلو حجر الياقوت وتحسين لونه.
8. الجمشت Amethyst
ويسمى أيضا أماتيست أو أرجوان، حجرم كريم لونه بنفسجي فاتح، يتكون من الكوارتز البنفسجي، موطنه الأصلي البرازيل، ويستخدم في صناعة المجوهرات.
9. الفيروز Turquoise
حجر كريم لونه أزرق، يتكون من فوسفات الألومنيوم والنحاس، وفي بعض الأحيان من الحديد، وهو غير متبلور وخفيف الوزن لذا فهو معرض للشرخ، وهو من أثمن أنواع الأحجار الكريمة في المجوهرات، وتعد إيران أكثر دولة منتجة للفيروز في العالم.
10. توباز topaz
يعرف ايضا باسم الياقوت الأصفر، يتكون من سيليكات الفلورين والألومنيوم، يعتبر حجر ثمين جدا، متعدد الألوان ومن الممكن أن يظهر أحيانا بدون لون، وتعتبر البرازيل من أكثر الدول المنتجة للتوباز، يكثر استخدام التوباز في صناعة المجوهرات والحلى النفيسة.