اعلان

سعر الـ"أبلكيشن" من 20 لـ50 جنيه.. "أهل مصر" تكشف بيزنس شركات التوظيف والتلاعب بأحلام الشباب

كتب : سارة صقر

في الوقت الذي يعاني فيه مجتمعنا من ارتفاع نسبة الفقر، يتصدر المشهد العديد من المحتالين، الذين لا يستطيعون أن يمارسوا سوى النصب، ومن حين لآخر يسعون للتجديد من أنفسهم، ويبتكرون طرق جديدة للنصب على المواطن، فلم ننتهي بعد من حملات الإعلانات التي تسعى للنصب على المواطنين بحيلة مكسب مبلغ مالي ضخم، وتجميع أكبر عدد من المكالمات الهاتفية، فضلا عن الإعلانات الخاصة بالسحر والشعوذة وجلب الحبيب ورد المطلقة، ليظهر نوع جديد من عمليات النصب في شكل جديد، لجذب الشباب الباحث عن عمل بمرتبات مجزية.

ما أن تفتتح قناة فضائية جديدة، حتى تجد آتون من الإعلانات الخاصة بشركات وهمية تعلن عن حاجتها لأفراد أمن وسائقين ومحاسبين ووظائف أخرى بمرتبات مجزية تبدأ من 3500 جنيه وحتى 5000 جنيه، وللتواصل يوجد رقمين أو ثلاثة لتحديد المقابلة الشخصية، لتكون النتيجة عبارة عن وظائف وهمية يتم استغلال الشباب بها عن طريق المقابلة الشخصية وورقة الأبلكيشن.

"أهل مصر" خاضت التجربة في التواصل مع هذه الأرقام للسؤال عن أكثر من وظيفة مختلفة تم الإعلان عنها بنفس الطريقة السابقة الذكر، ليرد أحد موظفي "الكول سنتر" فيقوم بوصف عنوان مقر الشركة دون الإفصاح عن أى معلومات خاصة بالوظيفة، معللين ذلك بأن كل المعلومات سيتم التعرف عليها خلال المقابلة الشخصية داخل المقر، بعد تحديد موعد المقابلة.

على الرغم من تنوع هذه الإعلانات وأسماء الشركات بل والوظائف أحيانا إلا أن هناك رابط واحد يربط بين أكثر هذه الشركات، وهو عناوين المقرات الخاصة بهذه الشركات، والتي وأن اختلفت أماكنها ولكنها تقع دائما في محيط محافظة الجيزة؛ الدقي والمريوطية، شارع السودان، ليكون هذا الرابط هو طرف الخيط الذي التقتناه للسير خلفه من اجل كشف هذا البيزنس الجديد الذي لا يوجد قانون واضح وصريح لتجريم أصحاب الشركات والمؤسسات الذين يقومون بتلقى أموال من المتقدمين للوظائف مقابل ملىء ورقة الأبلكيشن.

وبالفعل توحهت محررة "اهل مصر" لمقر إحدى تلك الشركات التي أعلنت عن حاجاتها لموظفين خطوط نقل وأفراد أمن ومحاسبين وسائقين، وبسؤال بواب العقار الذي يقع بالقرب من محطة مترو البحوث، أكد أن الشركة قامت بفتح مقرها هذا داخل العقار في الدور الثالث منذ سنتين وهي كل فترة لا تتخطى شهرين تقوم بالإعلان عن حاجتها لموظفين، لافتا إلى أن أغلب المتقدمين يكونوا من السائقين وأفراد الأمن، وبسؤاله عن مدى جدية الإعلان أكد أنه لا يعلم ذلك لأنه لا يرى المتقدمين غير مرة واحدة، ولكن بالتأكيد هناك من تم قبولهم من وجهة نظره .

حاولت محررة "أهل مصر" التواصل مع احد المتقدمين الذين توجهوا لمقر الشركة باحثا عن عمل كفرد أمن في إحدى الكمبوندات، لتكون المفاجأة بأنه قام هو وعدد من أصدقائه بالإتصال بأرقام الهواتف ورد عليهم موظف "الكول سنتر" حدد لهم المعاد وبالفعل جاءوا للتقديم وعمل المقابلة الشخصية، ولكنهم تفاجئوا بأن السكرتيرة تطلب 20 جنيه من كل فرد مقابل كتابة ورقة الأبلكيشن، قبل عمل المقابلة الشخصية.

فيما قال صاحبه الذي جاء معه، يدعى "محمد عبد الله" حاصل على دبلوم صنايع ولديه 28 سنة، أنه اعتاد على هذا الأمر وكان يعرف به من قبل المجئ، لافتا إلى أن هناك شركات أخرى تحدد 50 جنيه سعر ملىء ورقة الأبلكيشن، لافتا إلى أن بعض الشركات تحدد الرقم المحدد حسب نوع الوظيفة من فرد أمن أو محاسب أو مهندس.

وأضاف "محمد عبد الله" في حديثه لـ"أهل مصر" أنه بالفعل يكون هناك عمل ولكن المرتبات لا تكون عالية مثلما يكتب بالإعلان فالمرتبات تتراوح من 2000 إلى 2500 ولا تزيد عن ذلك المبلغ، الأمر الذي يفاجأ به المتقدم للوظيفة بعدما يكون دفع مبلغ الأبلكيشن والذي لا يمكنه استرداده بالطبع، مضيفا أن العمل يكون في مناطق بعيدة ولا توجد باصات لنقل الموظفين، مما يدفع المتقدم نفسه لرفض الوظيفة التي لا تكون غير مجزية بالنسبة له بسبب بعد المسافة وارتفاع أسعار المواصلات والمرتباب صغيرة.

فيما يقول صاحب آخر لهم، أن أغلب من يقبل بهذه الوظائف هم طلاب يبحثون عن العمل أثناء الدراسة، أو شباب يقومون بشغل أوقاتهم، ولكن هذه الوظائف لن تكون مناسبة لرجل متزوج ولديه أطفال، مؤكدا أنه لم يشاهد محاسبين أو مهندسين قبل ذلك يقومون بالتقديم في مثل هذه الوظائف التي يتم الإعلان عنها بهذه الطريقة، ولكن أغلب المستهدفين هم المتقدمين للعمل كأفراد أمن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي يستقبل رئيس إندونيسيا بقصر الاتحادية