يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب لزواره كتاب "الحفاظ على الآثار التاريخية في الإسلام"، لمحمود رشاد محمد، الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر، ويُعرض الكتاب في الركن الخاص بإصدارات مجمع البحوث الإسلامية.
ويهدف الكتاب إلى تقديم النظرة الوسطية المعتدلة لموضوع المحافظة على الآثار التاريخية وتفنيد الشبهات حولها.
وأوضح الكاتب أن الآثار التي خلفها السابقون من شواهد ومعابد ومساكن، هي الدليل المحسوس على سنن الله المطردة في خلقه، وأن القضاء عليها إنما هو قضاء على الأدلة المحسوسة الشاهدة بأخبار القوم، مضيفا أن المعنى الحقيقي من بقاء الآثار هو الاتعاظ والاعتبار والحث على السير والنظر، كما أنها تعكس التاريخ الحضاري لمن سبقونا، لافتًا إلى أن الأجيال بحاجة إلى قراءة وفهم التاريخ الحضاري.
وطالب الباحث في كتابه بنشر ثقافة زيارة الآثار واحترامها؛ لأنها تعكس وعي وحضارة السابقين، وذلك من خلال تضمينها في المناهج الدراسية في مختلف مراحل التعليم.
ونقل الكاتب في مصنفه فتاوى علماء الأزهر الشريف في المحافظة على الآثار، مستعرضًا فتاوى فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق، وفتوى فضيلة الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر، وفتوى فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.
وقد قسم المؤلف كتابه إلى خمسة فصول، الأول: "حديث القرآن عن الآثار التاريخية"، وتناول فيه دعوة القرآن إلى السير في الأرض ورؤية الآثار، مستعرضا بعض الفوائد الدعوية من رؤية الآثار، بينما استعرض الفصل الثاني: "حديث السنة النبوية عن الآثار"، فيما سرد الفصل الثالث: "تعامل الصحابة مع الآثار التاريخية". وجاء الفصل الرابع تحت عنوان "فتاوى علماء الأزهر الشريف في المحافظة على الآثار". أما الفصل الخامس والأخير فعنوانه "شبه الداعين إلى هدم الآثار وتفنيدها".
ويشارك الأزهر الشريف – للعام الثالث على التوالي - بجناحٍ خاصٍّ به في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر في قاعة التراث بالمعرض رقم "4"، حيث يمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربي، فضلا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.