تجلس هند صاحبة الثلاثين عاما على أحد مقاعد محكمة الأسرة بزنانيرى، ترتدى عباءة سوداء، وتضع بجوارها عكازا، ويبدو على وجهها الحزن الشديد والهالات السوداء تحيط بعينيها، تجلس شاردة الذهن لا تبالى بمن حولها، حتى أفاقت من شرودها على صوت الحاجب يناديها للدخول إلى قاضى الأسرة ، قامت تتكئ على عكازها وتتجه نحو القاعة لتقص مأساتها.
قالت هند "عندما تقدم إليَّ أحمد كنت أظن أنه سيعوضنى عن فقدان والدى، وكانت الظروف معه غير ميسرة، ولكن وافقت على الزواج منه، وقمت بشراء الشبكة على حسابى الخاص، ولم أخبر أحدا من أهلى حتى يظل مرفوع الرأس أمامهم، وتم الزواج بعد خطوبة استمرت عاما" .
وتابعت الزوجة "لم يمر سوى شهر واحد فى هدوء وسعادة حتى تغيرت معاملته معى فأصبح يضربنى على أتفه الأسباب وليس ضربا عاديا وإنما لا يتوقف إلا بعد أن يترك آثار ضربه فى جسدى، وكنت أتحمل ولم أخبر أحدا من أهلى؛ لأنه اختيارى ولابد من تحمل النتيجة" .
وأكملت حديثها "كان يبخل عليَّ بأى نقود فلم أتذكر أنه سبق وقام بشراء ثوب جديد أو حذاء، ولكن كان يطمع فى الأموال التى يعطيها أهلى لي، غير علاقاته مع الفتيات عبر الإنترنت، وكان هذا أكثر ما يضايقنى، حتى فى يوم كان عائدا من عمله وجدته يتهمنى أننى أخذت أموالا من محفظته الخاصة" .
واختتمت هند "ويعلم الله أن هذا لم يحدث.. وجدته ينهال عليَّ ضربا بشكل مخيف. حاولت أن أهرب من ضربه، فلم أجد أمامى سوى الانتحار حتى أتخلص من الحياة بأكملها، فقمت بإلقاء نفسى من البلكونة بالدور الخامس؛ لينقذنى الأهالى، وتم نقلى إلى المستشفى، وخرجت بعد أسبوعين، ولكن أصيبت إحدى قدمىَّ بالعجز وأصبحت أسير بعكاز؛ لذلك لجأت إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع، وما زالت الدعوى منظورة أمام القضاء".