دعت الأمم المتحدة، السبت، إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة الحالية في فنزويلا، محذرة من تداعياتها الخطيرة في ظل اتساع حالة الاستقطاب، والاحتياجات الإنسانية المتزايدة للبلاد.
جاء ذلك علي لسان نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو في جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة لمناقشة الحالة في فنزويلا، وقالت "ديكارلو" في إفادتها: "هذه الأزمة السياسية التي طال أمدها في فنزويلا هي سبب للقلق الشديد وسيكون لها تداعيات خطيرة على الشعب الفنزويلي، في ظل هذه القدر العالي للغاية من الاستقطاب السياسي، والاحتياجات الإنسانية المتزايدة".
وأردفت قائلة: "يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع تفاقم التوترات، وعلينا أن نحاول المساعدة في التوصل إلى حل سياسي يسمح لمواطني البلاد بالتمتع بالسلام والازدهار وجميع حقوقهم الإنسانية".
في سياق متصل، نفت روسيا إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن موسكو عرقلت صدور بيان من مجلس الأمن بشأن فنزويلا.
وقال المندوب الروسي الدائم لدي الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبيزيا خلال الجلسة ذاتها، إن بلاده "لم تعترض علي مشروع البيان الذي أعلنه وزير الخارجية الأمريكي وإنما تقدمت فحسب بمقترحات وتعديلات بناءة علي مشروع البيان الأمريكي".
وفي بداية الجلسة قال بومبيو إن روسيا والصين اعترضتا علي مشروع بيان أمريكي لدعم الشعب الفنزويلي في أزمته الحالية.
واعتبر السفير الروسي في معرض رده علي الوزير الأمريكي أن "هدف الولايات المتحدة من عقد هذه الجلسة هو تقويض الاستقرار في فنزويلا".
وأضاف: "هذا الاجتماع يعد جزءاً من استراتيجية واشنطن في تغيير أنظمة حكم بعض البلدان بالقوة".
ومضى مستدركا: "فعلت واشنطن ذلك من قبل في إفريقيا وآسيا وحتي في أوروبا. وفعلته أيضا في الأمريكيتين ... والكوبيون لا يمكن أن ينسوا أبداً ما حدث في خليج الخنازير (عام 1961)".
وتابع نيبيزيا: "اليوم نري محاولات تعيين رئيس جديد في فنزويلا بعد أن فشل معارضو الرئيس "نيكولاس" مادورو في إسقاطه بالطرق القانونية".
وزاد: "مؤسف بشدة أن تعتمد واشنطن سياسات تتعارض مع مقاصد ميثاق الأمم المتحدة وهي تخترع حججا واهية لتنفيذ سياساتها".
وتوجه السفير الروسي بالسؤال لوزير الخارجية الأمريكي بومبيو قائلا: "هل تنوي بلادكم فعلا استخدام القوة ضد فنزويلا بهذه الحجج الواهية؟ نحن نريد اجابة واضحة من الوزير بومبيو علي هذا السؤال".
وتشهد فنزويلا توترًا متصاعدًا منذ الأربعاء، إثر زعم "خوان غوايدو"، الذي يرأس البرلمان ذو الأغلبية المعارضة؛ حقه بتولي الرئاسة مؤقتًا إلى حين إجراء انتخابات جديدة، وهي الخطوة التي لاقت دعما أمريكيا واعتراضا روسيا.