المهن والحرف اليدوية والبدائية كانت في العهد الماضى القريب لا غنى عنها، ولا بديل عنها فى جميع الأحوال والأوقات، ولكن لكل لكل زمان له دولته ورجاله، فمن عاشه آبائنا وأجدادنا، لا نستطيع نحن معايشته ولا تحمله، وخاصة بعدما ظهرت البدائل الحديثة التى لا تكلف وقتا طويلا ولا جهدا، ما أصاب أصحاب المهن والحرف اليدوية بالمعناة وخوفهم من مستقبلهم
يقول مينا حنا، 25 عام، من قرية الكوامل بالمنشأة جنوب سوهاج، "قصاص حمير": إننا نعاني أشد المعاناة من مهنتنا التى هي مصدر دخلنا الوحيد، وهي "مهنة أبويا وجدى"، حيث ولدة فى أسرة بسيطة أغلبها لا يعمل سوى هذا العمل، حيث نخرج في جميع القرى والأماكن التى يكثر بها تجمع الناس بحثا عن "أكل عيشي"، وكنا منذ فترة لست ببعيدة "الزباين تستنانه وتحجزنا بالدور من كتر الشغل إلى علينا"
ويضيف حنا، أن مهنة "قصاص الحمير"، لا تحتاج معدات كثيرة، هي لا تحتاج سوى "مقص ومربط" فقط، كما أن هذه المهنة من المهن الصعبة، "مش أي حد يتعلمها"، لأنها تتسبب آلام للعينين؛ من "الغبارة والشعر الخفيف والتراب"، وتحمل المقص على يديك، "شايل المقص واقف واقعد شغلانة تعبانى"، ويا ليتها مستمرة أيضا، فظهور الأجهزة الحديثة من موتوسيكلات وتروسيكلات، أثرة بشكل كبير علينا " الله يسامح الي صنعوهم وقفو حالنا"، فأصبحنا نرهما فى القرى والنجوع أكثر من "الحمير"، فمن كان معه عربية "كارو" كان لزاما عليه أن يكونا معه "حمارا أو حمارين" على الأقل، ولكن ظهور ما ذكر كان هو سبب معاناتنا وركود مهنتنا، حتى أغلبية أسرتي تركت هذا العمل بسبب أنه غير مجدى