الشيخ ميزو في حوار لـ"أهل مصر": سبقت الدولة في فكرة تجديد الخطاب الديني بعامين.. وكل من يصدر فتوى هو شخص "مدعي ألوهية"

بدأ حياته عضوًا في حزب التجمع اليساري، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلته مع إثارة الجدل بتصريحاته، ادعى أنه أول من دعا إلى تجديد الخطاب الديني ومحاربة التطرف والإرهاب من جذوره، ثم اعتبر نفسه أنه المهدي المنتظر والله من ألهمه، ليلقى به في السجن بتهمة ازدراء الأديان ثم يخرج منه، ويختفي عن الساحة الإعلامية ويظهر في محل بيع سمك، لكنه ما زال متمسكًا بآراءه، وفي حواره لـ«أهل مصر» لم يكف عن شن هجماته والتمسك بآراءه المثيرة للجدل، وإلى نص الحوار..

- ادعيت أنك المهدي المنتظر في السابق.. هل ما زلت تعتقد أنه لا وجود لما يسمى بالمهدي؟

أنا قلت أنني المهدي المنتظر تهكمًا وكان قصدي هو الإنكار المطلق لوجود المهدي، فأردت إلقاء حجر في الماء الراكد، لأن التراث الديني الأزهري المليء بالمغالطات موجود فيه أن من يأتي ليخلص الناس مما هم فيه شخص يسمى محمد بن عبدالله، وأنا اسمي محمد بن عبدالله فبهذا أكون أنا المهدي المنتظر أو أي شخص اسمه محمد عبدالله، وإنكاري لهذا الأمر جاء مما درسته على أيدي الكثير من علماء الأزهر.

لكن هناك من يؤكد أن بعض الكيانات والأشخاص دفعت أموالا لكي تقول بأنك المهدي المنتظر؟

أنا لا آخذ تمويلات من أحد، وإنما الله هو من أعطاني هذه الفكرة، ومن انتقدني يكرهني بشدة لذلك روج لمثل هذه الأكاذيب.

انتقدت البخاري ومسلم وتبرأت منهما رغم كونك أزهريًا.. هل ما زلت عند رأيك؟

أنا لا انتقد أشخاصًا أنا لا أعرف البخاري ولا مسلم، انتقادي هو للكتب ولدي منهجية للنقد تمثلت في مقارنة الأحاديث المنسوبة لرسول الله بالقرآن الكريم بحيث لا يكون خلاف بين آية وحديث، وكذلك عرض الحديث على العقل والمنطق.. «لما يجي حديث يقولي إذا سقطت ذبابة في إناء أحدكم فليغمسها فإن جناح فيه الداء وجناح فيه الدواء»، هذا الكلام يتعارض مع العلم الحديث والطب الذي يؤكد على حملها لملايين الجراثيم والميكروبات وأحاديث مهينة للرسول وحديث زواج النبي من السيدة عائشة في سن 6 سنوات، ولا اعترف بإجماع الفقهاء «5 قعدوا أجمعوا على حاجة من 1000 سنة يبقي كلامهم حجة علينا في 2019!».

حدثنا عن تجربتك في السجن.. هل غيرت من أفكارك؟

كنت من أوائل الذين حملوا لواء تجديد الخطاب الديني والدعوة إلى محاربة الفكر المتطرف، دعيت إلى هذا الأمر في 2012، قبل أن تفكر الدولة في الأمر بعامين، فقررت باعتباري الأزهري الوحيد الذي دعوت إلى هذا الأمر أن أقتلع جذور تلك الأفكار المتطرفة من مناهج الأزهر والتراث الديني المليئة بتلك الأفكار المغلوطة، كذلك دخولي في ملف شائك آخر وهو حديثي عن أراضي الأوقاف وقلت إن هيئة الأوقاف المصرية تمتلك ما يقرب من 5 ترليون جنيه وهو أكثر من الدين الداخلي للدولة، وطلبت أن أتولى رئاسة هيئة الأوقاف لمدة 90 يومًا استرد خلالها ما يقرب من 500 مليار جنيه، هذه الملفات وغيرها جعلت مني فريسة تحالف عليها قوى الشر المتمثلة في الجماعات الأصولية المؤمنة بتلك الأفكار والمؤسسات التي تخشي أن يتزلزل عرشها ودول خافت على مصالحها لأن خاطبي وصل إلى بقاع الأرض.

هل ترى أنك مظلوم في سجنك وضحية لأفكارك؟

تم استغلالي كوقود في معركة التنوير لأشعل المعركة وأتلقى السهام والضربات عن الآخرين وألقى في السجن، فكنت من أوائل الذين قالوا إنه لا يوجد حور عين في الجنة وتم تكفيري والآن من كفروني يرددون كلامي «الشيخ خالد الجندي ردد كلامي لكن بمجرد الهجوم عليه تراجع وقال إنه يوجد حور عين في الجنة والحور العين نساء ومن يقول غير ذلك فهو كافر» لكني أنا لم أتراجع ولن أتراجع عن أي فكرة قلتها حتى لو تم سجني 88 سنة، أنا لا أبيع تجارة دينية ولكني آكل من كسب يدي.

ما هي أسباب غيابك عن الساحة الإعلامية في الوقت الحالي؟

أنا من أرفض الظهور في الإعلام بشكله الحالي ومقاطعه، ولن أظهر على الساحة الإعلامية كضيف مرة أخرى، إما أن تكون لدي مؤسسة إعلامية خاصة لنشر فكرتي والتي تناولتها دولة وتطبقها على أرضها الآن ولن أصرح باسم الدولة، أو أن يكون لدي برنامج تلفزيوني خاص بي أكون أنا فيه المتحدث، أما عن القضايا فواحدة من المحامي سمير صبري في مجلس الدولة بمنعي من الظهور في الإعلام وأنا لا اهتم بها وليس لدي محام يتابعها، وقضيتين أخذت فيهما براءة وهما «المهدي المنتظر وجواز الاستنجاء بالتوراة والإنجيل» و6 قضايا انقضاء الدعوى القضائية بتنازل الخصم دون طلب مني أو رجاء، وقضية قطع يدي السارق والتي سجنت فيها وخرجت بإيقاف تنفيذ الحكم لحين الفصل في النقض.

- سبب تسميتك بالشيخ ميزو؟

جماعة الإخوان الإرهابية حينما فشلت في الوقوف أمام فكرتي للتجديد بدأوا بتشويه صورتي، وسبب تسميتي هو أن عاطف عبدالرشيد على فضائية الحافظ أجرى مداخلة هاتفية مفبركة لشخص يدعى أنه صديقي، وقال إنه ليس اسمه محمد واسمه ميزو ومن هنا أطلق علي هذا الاسم، من أجل أن أحيد عن فكرتي لكنهم لم يعرفوا أني عنيد متمسك بفكرتي يسموني ميزو وميمي تامر، وميزو جايه من قوله تعالي «ليميز الله الخبيث من الطيب».

- قلت أن الرقص الشرقي ليس حرامًا.. هل توافق مثلا أن تتزوج أنت من راقصة؟

ما حدث في هذه الواقعة كانت مداخلة هاتفية لإحدي البرامج والمذيع قال لي بمناسبة إن نجوى فؤاد معنا، الرقص الشرقي حلال ولا حرام، فقلت إنه ليس حرامًا ولم أقل إنه حلال لأنه يوجد بين الحلال والحرام أمور مثل المباح، وكان حديثي عن الرقص كـ فن وليس ما يحدث في الشوارع والأفراح، فمثلًا الباليه والرقص الاستعراضي الذي يحدث في دار الأوبرا المصرية على مرأى ومسمع من الأزهر والأوقاف «يروحوا يقولوا إنه حرام ويطالبوا الدولة بإيقافه؟»، أنا قلت نصًا بدلة الرقص أفضل من عمامة القرضاوي لأن ضرر الراقصة يحل على من يشاهدها لكن القرضاوي أضل ملايين الشباب.

هل ترضى أن تعمل زوجتك أو أحد من أهل بيتك في الرقص؟

لا.. وأنا لم أقل حلال ولكن هناك مباحات مثل أن ترقص الزوجة لزوجها أو أن يرقص الفتيات مع بعضهم البعض في الأفراح لكن إن كانت الراقصة عارية في كباريه ويوجد سكر وخمر يكون حراما.

ممارسة الجنس بين غير المتزوجين ليست زنا كما قلت إذن فما عقوبتها في الإسلام؟

لم أقل هذا وإنما قلت أن كل الزنا حرام وإنما كتب التراث التي هاجمتها وتسببت في تغيير جزء كبير منها كانت تبيح الزنا ومنها أحاديث في البخاري، وموجود في المذهب الحنفي وأنا أتبرأ منه وأقول هذا الكلام مدسوس على أبو حنيفة «ومن استأجر امرأة للزنا فلا حد عليه فالزنا لا يكون إلا من مطارفة أما ما فيه عطاء فليس بزنا».. «البهوات هما اللي حلوا الزنا الدكتورة سعاد صالح قالت ناخد سبايا الحروب نستمتع بيهم»، كما أنهم أباحوا الزنا بأشكال أخرى فكتب التراث بها أن الزنا هو القضيب في الفرج، يعني «لو الواحد خلع ملابسه مع أي واحدة وحدث إنزال ولم يحدث إيلاج لم يعد هذا زنا».

رأيك في فتاوي تحريم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم؟

«دول ناس فاضية بيطلعوا بنفس الفتوى كل سنة في نفس المعاد علشان يبقوا تريند»، وأنا أقول إن أي شخص يصدر فتوى بالتحريم والتحليل هو شخص خارج من ملة الإسلام ومدعي الألوهية، ومن المفترض أن يحاكم بتهمة التحريض علي الكراهية، وأريد أن أوضح أن الدولة ليست في حاجة لمؤسسات دينية تكلفها سنويًا 13 مليار جنيه، أي شخص يتلقى أموالًا على العمل الديني هو شخص مجرم يسرق باسم الدين.

هل تخشى العودة إلى السجن مرة أخرى بسبب أفكارك؟

لا أخشى السجن وأنا لم أخرج بعفو رئاسي ولا إذن أي شخص وإنما خرجت بإيقاف تنفيذ الحكم لحين الفصل في النقض ولم أكن في سجن المزرعة «اللي فيه جيم ووجبات وقاعده فيه البهوات»، أنا كنت في سجن وادي النطرون و«بنام على شبر وثابت على أفكاري ولن أحيد عنها».

لماذا اتجهت إلى بيع السمك وغبت عن الساحة؟

هذا المشروع كنت أخطط له منذ أن كنت في السجن مع صديق سجين لي من رشيد، ومن أجل أن أطبق فكرتي بشكل واقعي على أرض الواقع لأن يكون أكل عيشي من كسب يدي وليس من المتاجرة بالدين كما يقوم به رواد الفضائيات من رجال الدين، وأنا ضربت نموذجا للشباب أنه لا يوجد مستحيل.

هل الشيخ محمد عبدالله من المؤسسين لتمرد؟

تمرد من سرقت فكرتي، لأني كنت أول من دعا لإسقاط الإخوان منذ أن نجحوا في البرلمان، ورفعت الحذاء في وجههم على المنصة أمام البلتاجي، ودعوت لمقاطعة الانتخابات التي فاز فيها مرسي، وأسست جبهة أزهريون مع الدولة المدنية 20 أغسطس 2013، وأسست الجبهة الشعبية الثورية وقمنا بعمل استمارات تدعو لنزع السلطة من مرسي وتسليمها لرئيس المحكمة الدستورية العليا، كان معي في هذه الجبهة حسن شاهين ومحمد عبدالعزيز، وكان يأتي من أجل الهتاف فقط، أما محمود بدر لم يكن له تواجد نهائي في الثورة، «تمرد دي كانت كيان وهمي لسرقة ثورة الشباب وكل من كانوا فيها ليس لهم علاقة بالثورة نهائيا».

- هل من كلمة أخيرة تحب أن توجهها للرجال الدين المتواجدين على الساحة؟

أحب أن أقول لشيخ الأزهر انقذ ما تبقى من الإسلام ولديك فرصة تاريخية لتصبح أهم إمام أزهر في التاريخ، أما الدكتور سعد الدين الهلالي، «فنفسي يقدم استقالته من الأزهر حتى لا يخاف من أحد ويستأسد وأقول له إما أن تقول الحق كاملا ولا تخاف وإما أن تسكت فلا يوجد نصف مستنير».

أما إسلام البحيري، فمخططه لهدم الإسلام الذي ينفذه لن يمر إلا على جثث المؤمنين المتدبرين، ومن يدعمه في الخارج لن ينفعه، ومعز مسعود وعمرو خالد ومصطفى حسني فهؤلاء ليسوا دعاة «ألم تشبعوا من المتاجرة بالدين والسنوات القادمة ليست أيامكم مطلقًا، كفاكم ما حصلتموه من عشرات الملايين أو الدولارات والزمان سيولي ظهره لكم».

من النسخة الورقية..

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً