"دا أنا لو شكيت وبكيت جبل الحديد هيدوب"، كلمات غناها محمد منير، وتنطبق في هذه الأيام على بلدياته النوبي محمود عبدالرازق "شيكابالا"، ومع أنه يشتكي لربه فقط، ويبكي لوحده بعيدًا عن أعين الناس، إلا أنه ما زال شامخًا لن ولم يذوب مثل جبال الحديد.
بعد رحلة احترافية غير موفقة في الدوري اليوناني مع أبولون، قرر "الأباتشي" العودة مرة أخرى إلى الكرة المصرية، فرفض بيته أن يفتح له الأبواب، ففكر في الطرق على آخر، بموافقة ورضاء البيت القديم، إلا أن الأخير " مبيرحمش وميسبش رحمة ربنا تنزل".
شيكا كان على وشك الانتقال إلى المصري ، بعد أن عرقلت خلافات رئيس الزمالك مع نظيره الاتحادي السكندري، انضمامه إلى زعيم الثغر، ولكن يبدو أن الأمر يسير بالمثل مع النادي البورسعيدي، ولكن هذه المرة بسبب الخلافات المالية.
"فقدت والدي وأنا طفل صغير قبل الانتقال إلى القاهرة، لهذا حين ارتديت قميص الزمالك شعرت بالانتماء وبأني عوضت جزء كنت قد فقدته"، هكذا ربط الفهد الأسمر، بين رحيل أبيه والزمالك، فهو يريد القول أن الله عوضه بالنادي بعد موت والده، ولكن في المقابل كيف تعاملت القلعة مع ابنها البار؟.
الساحر والملك والأباتشي والفهد الأسمر، كلها ألقاب أطلقها جمهور الزمالك على شيكابالا صاحب الـ32 عامًا، الذي لعبت الصدفة في حياته الكثير خاصة مع الكرة، فيقول عن انضمامه إلى الأبيض:" دخلت نادي الزمالك بالصدفة مع أحد أصدقائي".
منذ انضمامه إلى قطاع الناشئين، ظهرت موهبته وتوقع له المدربون الكثير، وبالفعل لم يمكث مع الصغار، ففي سن الـ15 تم تصعيده إلى الفريق الأول، ليسطر اسمه في تاريخ الكرة كلاعب من قلائل نجحوا في اللعب بالممتاز في هذا العمر.
انتقل بعد ذلك إلى باوك اليوناني، وعاد مرة أخرى إلى مصر وأتم إجراءات انتقاله إلى الأهلي، وبالفعل خاض تدريبًا مع المارد الأحمر ولكن كانت المفاجأة:" خضت تدريب واحد مع الأهلي بقميص أبيض"، وبعدها عاد إلى القلعة البيضاء لأن إدارة ممدوح عباس، لم تعطيه الاهتمام المستحق، وبالرغم من ذلك لم يستطع اللعب في الجزيرة، لأن :" أسعد لحظات حياتي هي التواجد في الزمالك".
مشاكس دائمًا، ففي مباراة للزمالك أمام الغريم التقليدي الأهلي، رفع الحذاء في وجه جمهور المارد الأحمر، مزاجي بصورة غير طبيعية، فتارة يتألق ويبدع وأحيانًا أخرى يبتعد عن التدريبات ويهاجم الإدارة والجهاز الفني، مثلما فعل سابقًا مع ممدوح عباس وحسن شحاتة.
إدارة الزمالك تخلت عنه أكثر من مرة، ولكنه لم ولن يكن يحفل بهم، لأنه يعتبر نفسه الزمالك، ففي مباراة المصري، وبعد تأخر الفريق بهدفين، هٌوجم من قبل أعضاء مجلس الإدارة، ليذهب باتجاه المقصورة الرئيسية ويعنلها صراحة:" أنا الزمالك.. أنت مين".
عندما كان صغيرًا باع ساعة زميله في يوم من الأيام، حتى يوفر نقودًا يذهب بها لتدريبات الفريق، وفي المقابل تخل عنه الزمالك وهو كبيرًا، وفي نهاية مشواره الكروي، ولسان حاله "خالوني ساكت.. دا أنا لو شكيت وبكيت جبل الحديد هيدوب".