اعلان

كواليس لقاء "بندر بن سلطان" مع قاسم سليماني لأول مرة.. رئيس المخابرات السعودية يكشف عن أسرار قضية المطلوبين أمنياً في السعودية وكواليس هجمات تنظيم القاعدة على الرياض

كتب : سها صلاح

خلال لقاء امتد لـ14 ساعة، حاورت صحيفة الأندبندنت رئيس المخابرات السعودي الحالي وسفير الرياض في واشنطن سابقاً الأمير "بندر بن سلطان" للكشف عن أسرار تكشف لأول مرة حول خفايا الشرق الأوسط و كواليس لقاءات بالزعماء والرؤساء وملفات شائكة في المنطقة،وكشفت الصحيفةعن الحوار المطول.

لقاءه مع قاسم سليماني

عن "قاسم سليماني" قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قال الأمير "بندر بن سلطان" أنه التقى به صدفة خلال زيارة إلى طهران للقاء رئيس البرلمان الإيراني الحالي علي لاريجاني موضحًا "أن صدفة أدت لمعرفتنا بوجه سليماني بعد أن كنا نسمع عنه ولا نراه."

ومصادفة عجيبة حدثت للأمير بندر لدى زيارة من زياراته لإيران، كان اسم قاسم سليماني يتردد في جميع الأحداث التي ترد إلى الأجهزة السعودية، لكن الصورة مغيبة ومخفية، أو بشكل أدق لم يكن لدى السلطات السعودية أي وصف تقريبي لقاسم سليماني، وفي هذا اللقاء حدثت الصدفة ويسردها الأمير حين قال : "وسأكمل لك عن زياراتي لإيران منذ توليت منصب "أمين عام مجلس الأمن الوطني"، قبل الرحلة الأخيرة قلت للملك عبدالله "إذا أمرتني بأن أعود لإيران فأنا في تصرفك، وإن أردت أن نخاطبهم لإيفاد أحد، لكن لدي تعليق وهو أن من نلتقي بهم ودودون ومرنون، لكن لا أمر بيدهم ولا قرار، ومن يملكون الحل والربط لا يريدون اللقاء بنا، والدليل أنه خلال لقائنا الأخير بـ لاريجاني - كان اللقاء لاحتواء التوتر في بيروت فيما يعرف بـ"حصار السرايا" عام ٢٠٠٧، وذكر طرف من الوفد السعودي حضر الاجتماع مع الإيرانيين أنهم عرفوا بقاسم سليماني بالمستشار قاسمي - ، دخل علينا شخص خلال الاجتماع لم نره من قبل في جميع الزيارات الأربع لإيران، دخل ونحن في منتصف الاجتماع، وجلس في آخر مقعد، وكان معي الأمير سلمان بن سلطان و مساعدي رحاب مسعود.

كان الأمير سلمان يضع هاتفه على وضعية "الهزاز" حتى لا يخرج نغمة، وعند تلقيه اتصالاً أخرج جواله للرد، وفجأة خرج الشخص الذي كان يجلس في زاوية القاعة بسرعة، ودخل آخر وتوجه نحو لاريجاني وهمس في أذنه. بعد ذلك طلب لاريجاني الإنفرد بي وذهبنا إلى المكتب، فقال: "ما حدث غير أخلاقي ومعيب، كيف تقومون بتصوير قاسم سليماني من جوال أحد أفراد وفدكم؟" فاستغربت وقلت: "نصور سليماني" قال "نعم، الأمير سلمان التقط له صورة ولهذا خرج". فضحكت وأجبت: "شكراً لك لأنك أخبرتنا كيف هو شكل قاسم سليماني، دائماً أسمع عنه وعن تحركاته ونتائجها السيئة، شكراً لك لأنك عرّفتنا على ملامح وجهه وسنعود الآن لملفاتنا ونتفحصها أكثر".

في ذلك الوقت، أعطيت الملك عبدالله هذا المثال، وها أنا أذكره الآن، لأبين شك الإيرانيين وثقتهم المعدومة بالطرف الآخر.

لم يكتف السفير السعودي السابق لدى واشنطن بمثالين أو ثلاثة للإجابة عن سبب عدم الجلوس على طاولة واحدة مع العدو الأشهر للسعوديين في المنطقة، ويضيف قصة أخرى بقوله : "بعد شن تنظيم القاعدة عمليات إرهابية في السعودية، ذهبنا إلى إيران، وسلمناهم أسماء مطلوبين أمنياً وأعضاء في تنظيم القاعدة، فوعدتنا السلطات الإيرانية بإرسالهم، وفتح صفحة جديدة مع الرياض، وبالفعل، أرسلوا طائرة، ولكن حين استقبلناها في المطار فوجئنا أن من وصل على متنها، هنّ نساء وأطفال المطلوبين، أما المطلوبون أنفسهم فاحتفظت بهم إيران وقدمت لهم الرعاية".

ويكمل الأمير حديثه عن حقبة شن تنظيم القاعدة هجمات إرهابية على السعودية، وتوفير طهران الحماية لرموز التنظيم وأفراده: "أخبرنا الجانب الإيراني أن عائلة زعيم القاعدة أسامة بن لادن مثلاً، موجودة في الجانب الحدودي، وداخل الحدود الإيرانية، ولكنهم تجاهلوا طلبنا وتحججوا بأنهم لا يعرفون أي شيء عن هذا التواجد، خصوصاً أنه في المنطقة الحدودية، فقلنا لهم "اعتبروهم كمهربي المخدرات أو الأسلحة عبر الحدود، وأرسلوا أحداً ليعود بالإجابة"، وأكدوا أنهم سيفعلون ذلك، ولم نتلق أي رد.

مشادة كلامية بين بندر بن سلطان وعلي لاريجاني

لكن تجاهل الطلبات ليس هو الحدث الأبرز في لقاءات المسؤولين السعوديين بنظرائهم الإيرانيين، بل تمتد إلى المشادة اللفظية والكلامية، يقول الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز عن لقاء تحول إلى مشادة كلامية بينه وبين علي لاريجاني، تحولت لتحرك سياسي رسمي، والقصة على لسان الأمير بندر هي : "في أحد اللقاءات أيضاً مع المسؤولين الإيرانيين، ومع لاريجاني مجدداً، حدث احتكاك كلامي، وكان عن حزب الله، حيث قلنا بأننا نملك دليلاً على سلوك الحزب وتدريب إيران له وعن عماد مغنية ودوره في استهداف المصالح الخليجية والسعودية، وأن مساعديه والمحيطين به هم من الحرس الثوري، وأنه وراء تفجير موكب أمير الكويت، وخطف الطائرة الكويتية وتفجير الخبر في العام 1996.

ومع اشتداد الاحتكاك قال لي أثناء الشد والجذب: "يجب عليكم أن تحرصوا وتنتبهوا، أو سنثوّر العالم على السعودية". فقلت له: "أنت ستثور العالم علينا؟ لا مشكلة لدينا، وأنا أقول لك نيابة عن السعودية تفضل ثوّر العالم وهيجه علينا، لكن سأقول لك شيئاً كي لا تدّعي بأنني لم أكن صريحاً معه مصر وتركيا وباكستان وإندونيسيا وماليزيا ومسلمو الصين والدول العربية المغاربية، كل هؤلاء سنتصل بهم ونقوم بعقد اجتماع مؤتمر لوزراء الخارجية ثم رؤساء الاستخبارات، وبعدها مؤتمر لرؤساء الأركان، وسنرى بعدها ما يحدث" فرد لا ريجاني" "هذا تهديد؟"

ينهي الأمير بندر حديثه عن الإيرانيين بقوله، من يستطيع أن يجلب إيران للجلوس على طاولة واحدة مع السعوديين فهو يرى أن لدى السعوديين القابلية ولكن : "المهم أن يحضروا أشخاصاً لهم رأي ويستطيعون تنفيذ ما يعدون به، هذا هو المختصر للعلاقات السعودية – الإيرانية، وأعتقد أن السعودية مقصرة في مسألة إيضاح هذه التفاصيل، وبأننا بادرنا لتصحيح العلاقات دون قبول لهذا من الجانب الإيراني".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً