لم يتوقع محمد الأمير «كهربائى حلوان»، أن تكون نهايته المأساوية تكون بهذه الطريقة البشعة، بعدما خططت الفتاة ووالدها للتخلص منه، واستدرجاه إلى منطقة حدائق القبة، بحجة إنهاء خلافات بينها وبين والدها، بعدما علم الجانى أن المجنى عليه على علاقة بها، ووالدتها قبل وفاتها.
فور دخول شارع المحطة بمنطقة أطلس بحلوان، وعلى بعد أمتار من طريق الأتوستراد، عاش «محمد محمود الأمير»، رفقة زوجته وأشقائه داخل شقة صغيرة، عقار سكنى لم يتخط ارتفاعه سوى 5 طوابق، الصمت يعم أرجاء المكان، نساء ورجال يمرون من أمام منزله ذاكرين سيرته بالطيبة والرجولة.
فى البداية تقول «أمل»، فى العقد الثالث من عمرها زوجة «المجنى عليه»: إننى من سنتين تعرف زوجى على امرأة تدعى «رحاب. ع» عن طريق موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وأوهمته أنها مطلقة من زوجها المسجون، ولكنها لم تقم باستلام قسيمة طلاقها، وتزوجها ولم يعرف إلا بعدها بـ60 يومًا، وعلمت منه أنه طلب منها الزواج رسميا ولكنها رفضت، وقالت له: «نتزوج عرفى لأن أهل زوجى لو علموا سيأخذون أطفالي، وكان يصرف عليهم هى وأولادها».
وتضيف، «كان قلبى حاسس أن هيحصل حاجة فروحت اشتريت له علبة سجائر، وكان بيشلها على طول معاه تحمل بداخلها كافة معلوماته اسمه وعنوانه وأرقامه الخاصة بعمله، والتى كانت سببا لرجال الشرطة بالتعرف على الجثة، وأخبرنا بالحادث، حيث قام رئيس مباحث قسم ثان شبر الخيمة باستدعائنا وبالفعل ذهبنا وبعدها دخلت لأتعرف على الجثة ورأيتها مقطعة إلى أجزاء، وباقى الجسم به آثار ضرب وتعذيب».
وبدموع تنهمر من عينيها بدأت «أم حسن»، شقيقة المجنى عليه، «أخويا طيب وغلبان وهو اللى كان بيعول أسرته وأبوه توفى وترك إخوته ليه، شغال على باب الله بياخد شغل مقاولة، والجيران كلها تشهد على سيرته، إحنا كنا عارفين أنه كان متزوج، وطلب منى قبل كده أنه يجيبها هنا الشقة نتعرف عليها وابنتها الكبيرة ولكنى رفضت، وقلت له بما أنك تزوجت روح بعيد عننا، ولو فكرت أنك تجيبها هنا هزعل منك، ومش هتدخل بيها البيت، ويوم ما اتجوزوا أخذ لها شقة بالإيجار فى السلام بجوار بيت زوجها المسجون، وعلم الأهالى أن ده الشخص زوج الست دى، وبعد خروج زوجها من السجن، بلغت محمد، وقالت له أن زوجى خرج من السجن، وأنه لم يرسل لى قسيمة الطلاق، ومن المحتمل إيذائى، ولما شك أخويا فى الموضوع، علم إنها فعلا على ذمته، ذهب رفقة أشخاص من المنطقة وأخذ متعلقاته، وفسخ عقد الزواج، وقام بتسليم عقد الشقة لصاحبها، وهى ذهبت لزوجها».
وفسرت ما حدث: «إنها فى يوم استلمت رسالة من شقيقها عن طريق تطبيق الواتس آب نصها: «أم حسن أنا فى مشوار فى إسكندرية معايا شغل أول ما أشحن التليفون هكلمك، ولو لقيتى تليفونى مقفول اتصلى على الرقم ده»، وأرسل رقم شخص يدعى إسلام يذهب دائماً له عندما يكون فى الإسكندرية، فاتصلت مرة أخرى بـ«منة» وقلت لها: «هاتيلى أخويا ولو إنتى تعرفى حاجة واتغفلتى عرفينى علشان أتصرف، ولكنها أنكرت وقالت: أنا بصلى وبدعى إن محمد يظهر».
واختتمت كلامها وهى فى حالة انهيار تام، قائلة: إن رئيس مباحث قسم شرطة شبرا الخيمة اتصل بها، وبزوجة أخيها وتدعى «أمل محمد صبرى» وتم استجوابنا وكنا نتخيل أنه مصاب فقط، ولكن بمجرد إرسالنا لمشرحة زينهم، دخلت وكنت أشعر بالموت يقترب منى، وبفتح باب الثلاجة، والنظر لأشلاء أخى، انهمرت فى البكاء، وشاهدت أخى مقطعًا لأجزاء وجزء من الجمجمة غير موجود، واختفاء باقى جسده، وقلت: «يارب عاوزه حق أخويا».
وتابعت زوجة المجنى عليه: «علمت أنها على علاقة مع شاب اسمه محمود، وكان يواعدها بالزواج وأنها أخذت الذهب، وقامت بإعطائه للشاب، وقام الشاب بالفرار، ولم يعرفه مكانه، وبعدها قام أبوها بسؤالها عن ذهب أمها، فقالت إنها أعطته لأخى، فقال لها أريد منك استدراجه».
«كان لازم يموت وأقطع جثته قطع، جزاء ما فعله فى شرفى، فضحك على زوجتى وابنتى وداس على شرفى وأقام علاقة غير شرعية معهما مستغلاً غيابى عن المنزل وحبسى على ذمة إحدى القضايا».. بهذه الكلمات برر المتهم خلال التحقيقات جريمته: «كان على علاقة صداقة بى منذ سنوات، وكان يتردد على منزلى».
وأضاف المتهم، «كان يتردد على منزلى، بحكم تلك الصداقة وكنت اعتبره أخًا لى، ومرت الأيام، وتبدلت أحوالى وتم حبسى على ذمة القضايا، وخلال تلك الفترة كان يتردد على منزلى بحجة الاطمئنان على زوجتى وابنتى، ويساعدهما بأموال بعد حبسى، حتى نشأت بينه وبين زوجتى علاقة غير شرعية نظير الإنفاق عليها هى وابنتي، حتى أصيبت زوجتى بمرض لعين وتوفت.
وتابع المتهم: لم يكتف المجرم بذلك بل تردد على منزلى وأغوى ابنتى الصغيرة، بكلمات الحب المعسول والحنان، حتى جردها من أنوثتها وعاشرها معاشرة الأزواج، وظل يتردد على المنزل ليمثل دور العشيق الحنون، ويضحك عليها بكلمات حب خادعة وهدايا، حتى أصبحت أسيرة له ولنزوته.
وأكمل المتهم، «وعندما أرادت ابنتى أن تبتعد عنه ظل يهددها بالقتل، فجاءت لزيارتى بالسجن، وقصت لى كل شىء، حتى أصبحت أحلم باليوم الذى أخرج منه من السجن لأنتقم منه، وبالفعل ثانى يوم بعد خروجى من محبسى، اتفقت مع ابنتى على استدراجه بمسكنى، وبالفعل جاء بالميعاد المتفق عليه، وكانت معى سكين كبيرة لأقطعه بها،وقمت بتوثيقه بالحبال بمساعدة ابنتى وذبحته وقطعت جثته ووضعت رأسه وذراعيه فى جوال وألقيته بترعة الإسماعيلية بشبرا الخيمة، وباقى الجسد بمنطقة كرداسة بالجيزة».
ورد المتهم، «مش ندمان ولو عاد لقتلته ألف مرة، شفيت غلى منه وقطعت جثته وألقتها بكل مكان لأنتقم منه وحتى لا تنكشف جريمتى».
البداية عندما ورد بلاغ ورد لقسم ثان شبرا الخيمة بالعثور على كيسين بلاستيك بترعة مسطرد، أحدهما داخله جمجمة شخص وساقان مقطوعتان من أسفل الركبة والذراع اليمنى مقطوعة من أسفل الكتف، والكيس الآخر داخله شيكارة أسمنت داخلها ملابس رجالى ومبلغ 407 جنيهات وسكين، والعثور فى نفس اليوم على باقى الجثة طافية فى مياه الترعة. وتشكل فريق بحث أسفر عن تحديد شخصية المجنى عليه وتبين أنه «م.م»، 43 سنة، كهربائى.
وفحصت مجموعة العمل علاقات المجنى عليه وتحركاته فى الآونة الأخيرة ووسعت دائرة الاشتباه إلى أن توصلت التحريات إلى تحديد مرتكبى الواقعة، وهم «محمود مصطفى توفيق»، 43 سنة، صاحب مخبز، وابنته الطالبة «منة الله محمود» 24 عاما، وألقت أجهزة الأمن القبض عليهما عقب تقنين الإجراءات، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الجريمة، حُرر محضر اللازم، وباشرت النيابة العامى التحقيقات التى أمرت بحبسهم المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجددها قاضى المعارضات 15 يومًا.