لم تتوانى تركيا عن محاولات الإضرار بأمن المنطقة ودعم الإرهاب، حيث اثبتت تسريبات كشفها موقع "نورديك مونيتور" الروسي أن المخابرات التركية يترأسها شخصية موالية لإيران، متورطة في تحويل مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة "الشباب الصومالية" الإرهابية من خلال وسيط كان معتقلاً بـ"جوانتانامو" وهو الالمواطن إبراهيم شين الذي أتهم في قضية اغتيال السفير الروسي "أندريه كارلوف" في تركيا عام 2016، وقد مبلغ 600 ألف دولار للحركة الصومالية الإرهابية قبل عملية الاغتيال بأيام.
وأكد الموقع أن "شين" قد اعتقل في باكستان ونقل إلى "جوانتانامو" حتى 2004 ثم تم تسلميه إلى تركيا، وقد عمل عقب ذلك مع جهاز المخابرات التركي منذ الأزمة السورية عام 2011
وأوضح الموقع أن شين استخدم منظمات غير حكومية، من بينها هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات، لإخفاء الشحنات غير القانونية المرسلة إلى الإرهابيين في سوريا،وأكدت سجلات المكالمات الهاتفية بين "شين" وشركائه كيفية تخطيطهم لاستخدام سيارات الإسعاف في نقل البضائع للإرهاببين بعد قرار منع عبور الشاحنات لسوريا.
وقال الموقع إن محمد زاكيروفيتش عبد الرحمانوف، المعروف باسم "أبو بنات" وهو مواطن روسي سافر إلى سوريا عبر تركيا في عام 2012 للانضمام إلى الإرهابيين، وشكل جماعة "أبو بنات" الإرهابية هناك، والتي أصبحت جزءاً من تنظيم داعش في وقت لاحق، وخلال شهادته أمام المحكمة، تحدث "أبو بنات" عن تعاونه مع المخابرات التركية في سوريا، وتلقيه الأموال، والأسلحة، والسيارات منها.
على الرغم من الأدلة الموثوقة التي أظهرت تورطه في جرائم قتل مُروعة، لم يحاكم "أبو بنات" بتهم القتل، وبدلاً من ذلك، حكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية فقط، وأمضى ستة أشهر في السجن قيد الاستئناف.
وأوضح الموقع أن "أبو بنات" ألقي القبض عليه في 20 يونيو 2013، في بلدة تابعة لمدينة قونية التركية خلال عملية تفتيش روتينية على سيارة تحمل لوحة ترخيص "06 BF 9649"، وكان معه أربعة أشخاص داخل السيارة؛ بينهم تركيان، وروسي يدعى أحمد رمضانوف.
وقد رفضت الخارجية التركية التحقيق في اتهام "أبو بنات" بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وقال داوود أوغلو إن "أبو بنات" لا علاقة له بقتل المطرانين. وفي 26 أغسطس 2013، وقال وزير العدل إن تركيا لم تتكبد أي أضرار من قتل المطرانين في سوريا، ورفضت طلب المدعي العام بتوجيه تهم إضافية.
وقال الموقع أن الدافع وراء هذا الرفض هو خوف تركيا من كشف معلومات سرية حول أردوغان وجهاز استخباراته الذي تعاون مع "أشخاص بغيضة مثله لسنوات".
وأضاف أن "أبو بنات" استخدم أوراقه جيداً خلال محاكمته، وأن الحكومة التركية أدركت الرسالة وهرعت إلى عقد صفقة معه، ليتراجع "أبو بنات" عن تصريحاته السابقة وينفي ظهوره في فيديو الذبح، وقال إنه كان يقاتل ضد الرئيس السوري، بشار الأسد، وأن الاستخبارات التركية لم تكن ستساعده في حالة قتل المطرانين.