"كيفَ أنسى ذكرياتي وهيَ فى قلبِي حنينْ.. كيفَ أنسى ذكرياتي وهيَ فى سَمْعي رنينْ.. كيف أنسى ذكرياتي وهيَ أحلامُ حياتي.. إنها صورةُ أيَّامي على مِرآةِ ذاتي.. عشتُ فيها بِيَقِيني وهي قُربٌ وَوِصالْ"
تلك الكلمات التى لم ينساها أبناء المنصورة المترددين على تمثال أم كلثوم، المتواجد أمام مبنى ديوان عام محافظة الدقهلية، الذى أصبح قبلة العشاق لأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، التمثال الذى اصبح له علامة لم ينساها أبناء المنصورة، خاصة بعد قضاء أيام بجانبه لأنه كان قبلة العشاق.
كان العشاق يأتون إليه من أجل التحدث مع سيدة الغناء العربى، من أجل راحة قلوبهم بمن يريدون، يتحدثون على قسوة أحبائهم، وكان المترددون يظنون أن سومة تستمع لهم، بالرغم من صمت التمثال، ولكن كانت كلمات أغانيها فى آذانهم.
عن العشاق سألونى، كان يأتون لها من كل مكان من أجل الحديث معها، يأتى للعشاق بكل ما يستمعون لها، من كلمات أغانيها التى كتبها أحمد شوقى، أم كلثوم، ابنة السنبلاوين، التى أصبحت أيقونة الغناء فى العالم أجمع، تم تصميم تمثال لها ولقب بميدان أم كلثوم، وأصبح التمثال علامة ورمز للمحافظة.
"كنت بقعد جمب التمثال بالساعات، من أجل إحياء ذكرى والدى، الذى كان يعشق والدتى، وتوفيت، وكانا يجلسان سويا بجانب التمثال، وبعد وفاة والدتى كان والدى يأتى كل يوم، من أجل أن يتذكر ما كانا يتحدثان به، وأنا الآن أقوم بذلك، من أجل أن أرى والدى فى نفس المكان بعد وفاته".. تلك الكلمات تحدث بها حامد خالد، أحد أبناء مدينة المنصورة، والذى يروى فيها عن قصة حب والدته ووالده، الذان كانا يجلسان، بجانب التمثال، وبعد وفاة والدته ظل والده يأتى إلى المكان، إلى أن توافاه الله أيضا، وأصبح الابن يأتي الى تلك المكان من أجل أن يتذكر والده.