اعلان

رئيس المخابرات السعودية يكشف كواليس حصول "بشار الأسد" على الحكم بعد موت والده بساعات..أسرار جديدة عن لقاء سري مع الأمير "عبد الله بن عبد العزيز"

كتب : سها صلاح

كل شيء تغير بعد وفاة حافظ الأسد، صعد بشار وأصبح رئيساً، وغير الدستور ليعمل لصالحه، جاء ذلك خلال الجزء الثالث من حوار "بندر بن سلطان" رئيس المخابرات السعودي الحالي وسفير الرياض في واشنطن سابقاً خلال لقاء امتد لـ14 ساعة، حاورت صحيفة الأندبندنت فيه عن أسرار تكشف لأول مرة حول خفايا الشرق الأوسط و كواليس لقاءات بالزعماء والرؤساء وملفات شائكة في المنطقة.

ويقول "بندر بن سلطان" عن فترة ما بعد وفاة "حافظ الأسد" انه في عام 2000، كنت في واشنطن، وجاءنا خبر وفاة حافظ الأسد، استأذنت من الرياض لحضور العزاء وأُخبِرت بأن الملك عبدالله سيحضر، ورتبت نفسي لأصل إلى دمشق في توقيت متزامن أو قبل وصول الملك بساعة، وأجلس في الطائرة حتى تصل طائرة الملك.

وفي اليوم الثاني بعد وفاة حافظ، وصلت المطار، وتأخرت طائرة الملك عبدالله إذ كان في جدة في لقاء مع الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، بشأن اتفاقية الحدود، والتي وقعها في ذلك العام، وجاءني خبر من السعودية عن تأخير من 3 أو 4 ساعات لطائرة الملك، حينها اضطررت للقاء مباشر مع "بشار الأسد" إلى حين يصل ولي العهد حينها "عبد الله بن عبد العزيز"، وحينما قابلت "بشار" على العشاء اطلعني أن الوضع آمن ولا توجد حراسات، لكن أين ما تلتفت تجد حراسة سرية ورشاش الكلاشنكوف في الخلف، وحين دخلنا المطعم وقف الجميع، واستغربت وقتها بكل هذا للباس المدني والرشاشات خلف ظهورهم، وكان لدى بشار فيلا ينام فيها تقع في منعطف على اليمين قبل الوصول للقصر الرئاسي - جاء مناف وقال الرئيس، قلت الرئيس! قال نعم الرئيس بشار، وخلال وقت سفري من واشنطن إلى دمشق، اجتمع حزب البعث العربي السوري وغير البنود والدستور وصوتوا عليه، وكان عمر الرئيس أقل من 40 عاماً، وأصبح بشار هو الرئيس، ووقف معه العميد "مناف طلاس"، وعبدالحليم خدام نائب الرئيس وقتها، واللواء غازي كنعان.

تفاجأ الأمير بندر كيف تم كل هذا في ساعات، ووسط المفاجأة قال له مناف طلاس : "الرئيس يريد رؤيتك"،يقول الأمير بندر : "أخبرته أنني أنتظر الملك، فقال هو يريد رؤيتك قبل رؤية الملك، وقلت لعلها خيرة وأعرف منه أمراً ما".

الساعات الأولى لبشار الأسد

ومن المطار إلى منزل الرئيس، وحين وصل الأمير وجد بشار وبدأ الحديث، يقول : "وكما يقال اذكروا محاسن موتاكم، وأثناء ذكري لمحاسن الرئيس الراحل حافظ الأسد، قاطعني بشار وقال بلهجته (ايه ايه خير)، المهم، كيف سنبدأ العمل مع الأميركيين، هل من الممكن أن تنقل لهم رسالة بأننا جاهزون.. نظرت إليه وقلت له لم تدفنوا والدك حتى هذه اللحظة.. أخ بشار، الملك مشغول عليك جداً، أنت متأكد؟ قال متأكد من ماذا؟ قلت له من نفسك، قال أها، تقصد الملك خائف علي، لا لا تخف.. في الشهرين الماضيين، لم يعد والدي يذهب إلى المكتب فصارت تأتيني المعاملات إلى البيت، وأنا آخذها له ونوقع ما يحتاج توقيع وبعدها أعطيه للمرافق، وأذهب أنا إلى النادي للتمرين ثم أذهب للعمل".

ويكمل الأمير سرد التفاصيل عن الساعات الأولى لتولي بشار الأسد رئاسة سوريا وقبل وصول الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز للقائه : "أجبته: طيب؟ قال: صباح أمس جئت بالأوراق و"سلّمت على ماما وأختي بشرى، وقالت أبوك متعب قليلاً، فدخلت وكان بالكاد يفتح عينه وجسست النبض واختفى النبض - أقسم الأمير فجأة أن هذا الكلام حرفياً حدث - وقلت للوالدة إنه نام، أغلقت الباب، ذهبت إلى النادي وتمرنت، وأخبرت ماهر الأسد ومناف طلاس بخطة لضبط الأمن، وطلبت منهم أن يغلقوا منافذ دمشق بالدبابات، وجاءت مجموعات أمنية، وأتوا بـ 10 عمادات مع قادة المناطق ودخلت عليهم وقاموا بإلقاء التحية وبعضهم يترحم، وقلت لهم: اششش.. أنت ستغادر غداً، وأنت هذه السنة الأخيرة لك، أنت ستبقى، ما سمعته على لسانك عني أعجبني، أنت سأقطع لسانك.. أنت أخذت كم مليون دولار حنحاسبك وأنت كذا وكذا.. وبدأ بشار بتوزيع الـ "أنت" وبعدها ما سيفعله بكل عماد والعماد هو أعلى رتبة عسكرية، ومن هول الصدمة من سرد بشار لكل هذه التفاصيل وهو لم يدفن والده بعد سألته مرة أخرى :هل تضمن بأن القوات المسلحة معك؟ قال نعم، من هي القوات المسلحة، هذه كل القوات المسلحة، القيادات التي أتيت بها، استغربت وقلت في نفسي بالعامية "عز الله الجولان لن يتحرر ما دامت هذه قيادات الجيش".

ويقول الأمير إنه كان بمفرده مع الرئيس بشار الأسد فقط، ومناف طلاس ينتظر في الخارج، وقال له بشار: بندر الناس تتوقع يدي مخملية، هي مخملية وتحتها حديد".

جلسة بشار والأمير عبد الله بن عبد العزيز على انفراد

وقبل ساعات من وصول الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان ولياً للعهد آنذاك، يواصل بشار الأسد حديثه عن الساعات الأخيرة لحياة والده وكيف استطاع بشار كسب رضى الجيش وتغيير التفاصيل لتعمل لصالحه، لكن الأمير بندر كان على عجلة من أمره. يريد العودة للمطار، واستقبال الملك عبدالله، وإخباره بما حدث، ومرافقته للعزاء رسمياً وقبل أن تنتهي الجلسة قال بشار : "تعرف؟ الملك عبدالله مثل والدي وأحياناً لا أستطيع أن أعبر عن شعوري أمامه أو أن أناقشه بشيء، أود منك أن تعطيه موجزاً وتطمئنه بأن الأمور تسير بشكل جيد والوضع مطمئن، عدت إلى الطائرة، انتظرت طائرة الملك، ووصلت ونزل منها، وإذ ببشار الأسد في المطار يستقبله، لم تتسن لي فرصة التحدّث إلى الملك وإخباره بما حدث، ثم دخل الملك عبدالله مع بشار الأسد المجلس، ومعه ممن أذكر، الأمير مقرن بن عبدالعزيز والأمير سعود الفيصل و الدكتور غازي القصيبي.

وبعد قليل قال الملك عبدالله لبشار دعنا نتحدث على انفراد، وأسرع الملك باتجاهٍ معين ظن أنه باب يؤدي إلى مكتب، وحين فتحه وجدها غرفة نوم الضيف، فقال ألا يوجد مكتب هنا؟ قال بشار: كيف لا يا سمو الأمير، المكتب من الجهة الثانية، وقال الملك تعال أنت مثل ولدي ودخلا، وأجلَس الملك بشار على كرسي أمامه وبدأ الحديث وبنكتة من هنا وهنا، وامتد الحديث إلى قرابة الساعة، حوالي 45 دقيقة، وأخبرت الأمراء مقرن وسعود الفيصل وكذلك غازي القصيبي بما حدث، قال غازي القصيبي لم لم تخبر الملك؟ قلت له شاهدتم ما حدث، ثم التفت إلي الأمير سعود الفيصل وقال أخبرهم.

وقال الأمير "بندر" لم اتوقع أن يأتي بشار لاستقبال الملك عبدالله في المطار وترك العزاء، وهذا ما قطع الفرصة عليه ليمهد للملك عن المحادثة التي حدثت، وهي سبب إصرار الوزيرين الراحلين: الفيصل والقصيبي على الأمير بندر بإخبار الملك، يقول الأمير عن تلك اللحظة : "انتظرنا حتى خرج الملك، وأصر بشار على توديعه، خرج الملك، وأسرعت إليه وقلت له إنني تحدثت معه قبل وصولكم، ولم تسنح الفرصة لإخبارك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً