يتداول بعض الوعاظ حديث منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم جاء فيه : شاوروهن وخالفوهن، يعني النساء، وفي هذا الحديث ما يخالف ما ثبت في القران الكريم والسنة المطهرة، ومن ثوابت الإسلام أن الحديث لا يمكن أن يخالف القران فلا يصح نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن هنا فمشورة المرأة مشروعة، فضلا عن أن هذا الحديث لا يصح، ضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة، والشوكاني في الفوائد، وحكم عليه بعض العلماء بالوضع، وقد ثبت في الكتاب والسنة أن المرأة قد تشير بالحق والصواب وخصوصا الصالحات منهن ومن ذلك ابنة الرجل الصالح لما قالت لأبيها عن موسى: ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ، وأم سلمة لما أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بمشورتها في صلح الحديبية ، وهو ما يكذب الحديث المنسوب للنبي.
شاوروهن وخالفوهن وواقعة صلح الحديبية
ومما يكذب حديث شاوروهن وخالفوهن واقعة شهيرة في صلح الحديبية عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ( قوموا فانحروا ثم احلقوا ) . قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يانبي الله أتحب ذلك اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيلحقك . فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل غما