أقامت بعثة الحفائر المشتركة لجامعة المنيا ووزارة الآثار، احتفالية كبرى بمنطقة تونا الجبل للإعلان عن خبيئة المومياوات التي تم اكتشافها خلال موسمها الثاني لأعمال الحفائر والتنقيب التي استمرت لمدة شهرين متتاليين، وحضر الاحتفالية التي سبقها عقد مؤتمر صحفي بحضور الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتورة رانيا المشاط وزير السياحة المصرية، واللواء قاسم حسين محافظ المنيا، والدكتور مصطفى عبد النبي رئيس جامعة المنيا، والدكتور مصطفى وزيري أمين المجلس الأعلى للآثار، والدكتور وجدي رمضان رئيس البعثة الأثرية،وأعضاء البعثتين من جامعة المنيا والآثار، وقال الدكتور" مصطفى عبد النبي"، خلال كلمته "إن جامعة المنيا تسير وفق استرتيجية مفادها الحفاظ على التراث الإنساني والحضارة المصرية العريقة بما تمتلكه من مقومات بشرية تستطيع الإسهام في نهضة مصر وتقدمها وأنها بهذا الحدث تُكمل مسيرة أدوارها تجاه وطننا المعطاء" مؤكدًا أن جامعة المنيا لا تقتصر في رؤيتها ورسالتها على العملية التعليمية والبحث العلمي ولكنها تؤدي أدوراها المنوطة بها داخل وخارج أسوراها.
كما ثمّن رئيس الجامعة مجهودات أعضاء البعثة الأثرية ومركز الدراسات والبحوث الأثرية بجامعة المنيا وكذلك أعضاء بعثة الحفائر بوزاة الأثار، لما بذلوه من اعمال حفائر واكتشافات في منطقة ستلعب دورًا كبيرًا في الترويج للثقافة والحضارة المصرية العريقة، مشيدًا بدور مركز البحوث والدراسات الاثرية بالجامعة الذي يبذل قائميه طاقاتهم سعيًا منهم لنشر ثقافة الوعي الأثري والحضاري بين الطلاب وتعزيز الانتماء الوطني لديهم.
وعقب الاحتفالية قام وزيري السياحة والآثار ومحافظ المنيا ورئيس الجامعة بالنزول إلى جبانة تونا الجبل لتفقد ما تم اكتشافه بالجبانة، التي أسفرت أعمال الحفائر بها عن اكتشاف خبيئة مومياوات تحتوي على العديد من المومياوات بكامل حالتها، ومومياوات كاملة بالزخارف والنقوش لم يُصبها أي تلف، وذلك أثناء عمل بعثة الحفائر الخاصة لجامعة المنيا بالمسح الاثري للمكان بالاشتراك مع وزارة الاثار بعد تحديدها نقاط عمل بمساحة 400متر تم تقسيمها الى مربعات، حيث لاحظ فريق العمل هبوط في منسوبي الرمال في احد المربعات بمنطقة العمل مما قادهم إلى البدء من هذه النقطة وأسفر رفع الرمال عن اكتشاف بئر على عمق 8 أمتار عثر بداخله على تابوتين من الفخار في حالة سليمة وتابوت من الحجر الجيري وآخر من الخشب، وبعض الأواني الفخارية وبعض الاوستبراكات، وفي اثناء استكمال رفع الرمال بهذا البئر والذي اخذ مسمى "A” لاحظ أحد أفراد البعثة هبوط رملي في المنطقة المجاورة لهذا البئر من الناحية الجنوبية وقام اعضاء البعثة بمساعدة العمالة برفع الرمال.
كما تم اكتشاف بئر على عمق 8 متر عثر بداخله على مجموعة من المومياوات في حالة جيدة جدا وتضم بعضها نقوش كتابية باللغة المصرية القديمة" الديموطيقية" و"اليونانية" كما تم العثور على قطع من الكرتوناج وعلى آواني فخارية للعجن، وتوابيت حجرية وفخارية نادرة وبرديات، وتم العمل في هذا البئر في جميع المحاور بمساحات طولية وعرضية والذي اخذ رقم "B"، كما توصل فريق العمل بأنه يوجد اسفل هذا البئر عدة آبار آخرى أخذت ارقام c1 و c2،عثر بداخلها على قطعة من الكرتوناج وآواني تقديم ومومياوات وتوابيت فخارية علي شكل أسماك، ومومياوات اطفال وحيوانات نادرة وفي حالة جيدة جدًا.