سيطرت حالة من الجمود على حركة البيع والشراء داخل سوق السيارات المستعملة بمدينة نصر، فى أعقاب قرار "صفر جمارك" على السيارات القادمة من الاتحاد الأوروبى، علاوة على قرار تحرير الدولار الجمركى الخاص بالسيارات واعتبارها كسلع استفزازية، وبحسب خبراء أدت هذه القرارات إلى حالة من الركود فى مبيعات السيارات، والحملات التى شنها رواد مواقع التواصل الاجتماعى لمقاطعة شراء السيارات، مثل حملة "خليها تصدى".
قال حسام السيد، تاجر سيارات، إن السوق يشهد حالة من الخمول على مستوى جميع السيارات وبكافة أنواعها بداية من "كسر الزيرو" وحتى "الفيات"، ولا يوجد إقبال من الزبائن وكل ما نفعله الآن هو الجلوس وإنفاق النقود ويؤكد على أن هذه الحالة تسببت لهم فى الكثير من الخسائر وأنهم فى انتظار صدور قرار بشأن الأسعار يساعدهم على جذب الزبائن مرة أخرى ويلفت إلى أن ما يشهدوه من ركود هو نتيجة القرارات التى اتخذت مؤخرا بشأن استيراد السيارات وأن الجمهور لم يستعب هذه القرارات بصورة صحيحة ولذلك فهم ينتظرون انخفاض الأسعار بصورة أعتقد أنها درب من دروب الخيال.
وصرح أحمد محروس، تاجر سيارات آخر، بأن حركة البيع توقفت تماما، وكل من اتخذ بيع السيارات مصدرا أساسيا للدخل هو أكبر المتضررين ومضيفًا أن حملة خليها تصدى (جابت هدية كبيرة) على حد قوله، ويقول إن أصحاب المعارض هم أصحاب النصيب الأكبر من الخسائر المادية، وذلك لالتزامهم بدفع رواتب العاملين بالمعرض، ويشير إلى أنهم ضحايا النطاح الدائر بين الوكلاء والمستوردين من جهة وبين حملات المقاطعة من جهة أخرى، ويرجع انعدام الثقة بين المشترى والمستوردين إلى ما يدار من أقاويل حول المكاسب التى يحققها كلا من الوكيل والمستوردين وأعقب ذلك قائلا أنه من الطبيعى أن يحقق المستورد أرباحا وذلك لوجود جمارك قديما وعمالة وقروض لرأس المال ولكن إذا وصل هذا الربح إلى الحدود المتداولة بين الجمهور (١٥٠ ألف جنيه) فمن الطبيعى أن تنعدم مصداقيتهم لدى المشترى.
ويقول "تامر فرحان"، انعكست حركة البيع والشراء فى السوق بعد قرار الإعفاء الجمركى وذلك لأن الجمهور لم يتلق مضمون القرار بصورة صحيحة، مضيفًا أن الأسعار فى ازدياد وبمجرد سماع الأسعار يسارع الزبائن بمغادرة المعرض ولكنهم قد يعودون مرة أخرى نتيجة اختلاف الأسعار من معرض لآخر ولا أحد يدرى حقيقة مايحدث والطمع هو الذى أوصل الزبائن إلى الأوهام باعتقادهم أن الأسعار قد تنخفض أكثر كلما انتظروا.
وتحدث أحمد الجوهرى، صاحب معرض سيارات، قائلا: أعمل فى هذا المجال منذ سنوات عديدة، ولا توجد مقارنة فى ما قبل الإعفاء الجمركى وما بعده فمنذ أكتوبر الماضى و نحن فى حالة ركود مطلق وهذا تسبب لنا فى كثير من الخسائر وذلك لأننا نعتمد فى رأس المال على القروض و تابع منذ ظهور حملات المقاطعة وانتشارها لا نستطيع حتى الترويج لسياراتنا على مواقع البيع ولا نعترض على ذلك ولكن نطالب بتسعير محدد للسيارات يكون هو الفيصل بيننا وبين الزبائن ونوه إلى أن حملات المقاطعة تستهدف الوكلاء والمستوردين وأن أعظم ما يمكن أن يحققه أصحاب المعارض من مكاسب هو (٥٠٠٠ جنيه) بينما أقل راتب للعاملين فى المعرض (٣٠٠٠ جنيه) أدفعها حاليا من مالى الخاص.