شهدت مدينة سانت كاترين بداية هذا الشهر موجة من البرد الشديد وسجلت درجات الحرارة أدنى مستوي لها منذ سنوات، وبلغت درجات الحرارة في المساء والصباح معظم الأيام أقل من ٣ تحت الصفر وحذرت الأجهزة التنفيذية من صعود الجبال بسبب درجات الحرارة المنخفضة ولكن يوجد إصرار من السائحين على صعود الجبل والاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي حبى الله بها المدينة .
أهالي المدينة الصغيرة قالوا إنه لأول مرة هذا العام تتعرض المدينة لهذه الموجة الباردة منذ عام ١٩٩٢ حيث بلغت درجات الحرارة ٥ تحت الصفر، وتساقطت الثلوج علي فترات متقطعة.
حياة المواطنين في شوارع وإحياء سانت كاترين تتوقف مع غروب الشمس وتبدأ حياة اخري داخل البيوت التي صممت علي شكل الهرم لتحتفظ بالحرارة فترات طويلة.
اعتاد أهالي سانت كاترين علي مواجهة هذه الظروف الصعبة داخل المنازل ليتغلبوا علي برودة الشتاء، يأكل المواطنين اكلات معينة تعطيهم طاقة ويشربون مشروبات ساخنة حتي يشعروا بالتدفئة الي جانب ارتداء انواع معينة من الملابس المصنوعة من الصوف.
أكد المهندس خالد سلامة رئيس مدينة سانت كاترين أن فصل الشتاء في المدينة لا تستقر به درجة الحرارة علي وتيرة واحدة فقد تكون درجة الحرارة في الصباح صفرا وبعد فترة تصل الي 4 درجات وقد تصل إلى 8 درجات عند الظهيرة وسرعان ما تبدأ في الانخفاض تدريجيا حتي تصل إلى 5 درجات تحت الصفر في منتصف الليل .
وقال رئيس المدينة أن مواطني المدينة من البدو والحضر اعتادوا علي الطقس وكلاهم يرتدى الزى ويتناولوا المشروبات والمأكولات الخاصة بهم طبقا لعادات وتقاليد كلاهما .
وأضاف أن حركة السياحة بالمدينة تنشط خلال فصل الشتاء رغم الانخفاض الشديد في درجات الحرارة حيث تستقبل المدينة نحو 4300 سائحا في الاسبوع من مختلف الجنسيات وبعضهم يظل بالمدينة لفترة طويلة في انتظار تساقط الثلوج والاستمتاع بالمدينة البيضاء والبعض الأخر يحرص علي زيارة المناطق المقدسة القيام بمغامرة الصعود لجبل موسي للاستمتاع بمشهد الشروق والغروب والاقامة في المخيمات البدوية للاحتماء من برودة الجو .
الشيخ أحمد أبو راشد شيخ قبيلة الجبالية ومستشار الدير قال ان هذه الموجة لم تحدث منذ عام ١٩٩٢ وأهالي سانت كاترين من البدو لديهم اساليب لمواجهة الحرارة المنخفضة فهناك اكلات ومشربات تكون دا٨ل كل البيوت تساعد في التغلب على الطقس البارد، موضحا أن الأكلات والمشروبات تعطي الطاقة في الشتاء القارظ.
اضاف ان اهم المأكولات في الشتاء هي الفواكه المجففة من موسم الصيف مثل التين والمشمش والبرقوق والمكسرات مثل عين الجمل واللوز والتمر بانواعه، والسمن الشيحي " زبد الماعز" الذي يصنع من لبن الماعز ويستخدم في صناعة الفتة لانه يعطي طاقة كبيرة للفرد، ويتم وضع السمن الشيحي علي الشاي بدلا من السكر ويشرب مرتين في اليوم، ومن اشهر المأكولات ايضا المعدوس " العدس" والجريشة "القمح" المجروش و"الفتة" بالسمن الشيحي مع الزعتر حيث تعطي هذا الاكلة سعرات حرارية عالية لاحتوائها علي السمن البلدي والزعتر.
وتحدث أبو راشد عن أهم المشروبات التي تعطي الطاقة في فصل الشتلء مثل الحبق والشاي والزنجبيل والروزماري والزعتر ومجموعة من الاعشاب الجبلية التي تشتهر بها المدينة.
وقال إن كل بيوت البدو مبنية من حجر كاترين الذي يساعد علي الاحتفاظ بالحرارة فترات طويلة ويتم انشاء البيت علي شكل هرم ليحتفظ بالحرارة، ويوجد حطب داخل كل البيوت للتدفئة والتغلب علي انقطاع الكهرباء ويستخدم الحطب علي الكانون " منقد" ويتحول الي فحم ويوضع وسط المنزل ليعطي جميع الغرف التدفئة ويقضي الأهالي اكثر من ١٥ ساعة داخل المنازل.
وأكد أنه يتم تأجيل أي احتفالات إلى فصل الربيع لحين تحسن الاحوال الجوية، مشيرا إلى أن السكان يقضون كل احتياجاتهم خلال فترات النهار وقبل الغروب لأن الحياة تتوقف عند غروب الشمس.