تمر اليوم الذكرى الثالثة على رحيل الإمبراطورة فوزية ابنة الملك فؤاد الأول والد الملك فاروق آخر ملوك مصر، والتى ولدت بمحافظة الإسكندرية فى 5 نوفمبر 1921، وتوفيت فى 2 يوليو 2013 لتدفن بمقابر زوجها العقيد إسماعيل شيرين بمقابر الغفير بالإسكندرية بناء على وصيتها.
وأكد الأثري ولاء الدين بدوى مدير عام قصر الأمير محمد على بالمنيل، اليوم السبت، أن قصة حياة الإمبراطورة فوزية كانت مختلفة عن باقى أخواتها البنات" فايزة وفايقة وفتحية"، فهى الأخت المقربة من الملك فاروق وتميزها بهدوئها وطيبتها جعلها تقترب منه أكثر.
وقال إن الإمبراطورة فوزية ولدت فى قصر رأس التين بالاسكندرية؛ وعاشت حياة هادئة فى ظل القصر الملكى حتى وفاة والدها الملك فؤاد، وتولى أخوها الملك فاروق الحكم وكان مقربا منها لدرجة شديدة؛ وعند بلوغها سن 18 عاما تم زواج الأميرة فوزية من ولى عهد إيران محمد رضا بهلوى فى عام 1939م وقد وافق الملك فاروق على زواج أخته بصعوبة بالغة، نظرا لعدد من الاختلافات إلى جانب بعد إيران عن مصر.
وأضاف إن مراسم الزواج تمت فى القاهرة فى 16 مارس عام 1939 وسط مظاهر العظمة حيث تم الزفاف فى القاهرة، وكان حفل من أكبر حفلات الزفاف التى شهدتها القاهرة فى الثلاثينات بعد حفل زفاف الملك فاروق على فريدة، وغنى بالحفل كبار المغنين وحضره كبار القوم وعظماؤهم.
وأوضح أنه لم يكن هذا الحفل هو آخر الاحتفالات بهذه المناسبة بل تلاه أكثر من حفل أهمها الحفل الذي أقامته الملكة نازلي أم العروس في قصر القبة مساء الأربعاء 29 مارس 1939، وكانت الدعوة مقتصرة على السيدات أعضاء البيت المالك وقرينات الوزراء وبنات العائلات الكريمة فحضر الحفل ما يقرب الألف منهن، وكان القصر قد زينت طرقاته وحدائقه بعقود من الأضواء الملونة، ونصب فيه سرادق ضخم فاخر مبطن بالحرير الأخضر تتصدره "كوشة " للعروسين تبارت المجلات والصحف الصادرة في ذلك الوقت في وصف مظاهر الحفل وتفاصيله الدقيقة.
وأشار إلى أن موكب العروسين كان يتألف من عشرين فتاة متوجات الرؤوس بالملابس البيضاء يحملن أبدع الورود، وقامت أم كلثوم بزف العروسين بنشيد "الزفة" المصري الذي أعده بديع خيري خصيصًا لهذه المناسبة، ثم قامت السيدة بديعة مصابني برقصة ريفية بارعة مع ست راقصات، مصحوبة بالغناء الريفي الجميل.
وأكد أنه بعد سفرهما إلى إيران تم الاحتفال بالزفاف مرة أخرى في طهران، وبعد مراسم الزواج انتقلت الأميرة فوزية إلى محل إقامتها الجديد فى طهران، وبعد عامين من زواجها تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم بعد تنحى أبيه عن العرش.
ولفت إلى أن زواج شاه إيران من أخت فاروق ملك مصر قد أثار بعض التعليقات والتخيلات التى تشوبها الشكوك من بعض الضباط والساسة فى إنجلترا، حيث كان شاه إيران معروفا بموالاته لدول المحور، مشيرا إلى أن فوزية كانت أول زوجة لشاه إيران محمد رضا بهلوى ومنحت لقب إمبراطورة إيران من 1941 - 1945 وأنجبت من رضا بهلوى ابنتهما الوحيدة “الأميرة شاهيناز بهلوى“، وتم الطلاق بينهما فى عام 1945 فى القاهرة، وبعدها تم الطلاق فى إيران فى عام 1948.
وأوضح أنه بسبب هذا الطلاق وقعت أزمة بين مصر وإيران بعد إصرار شقيقها الملك فاروق على الطلاق ورفضه عودتها إلى إيران، لافتا إلى أنه فى مارس 1949 تزوجت الأميرة فوزية من العقيد إسماعيل شيرين، وهو ابن عم بعيد للأسرة، كما كان آخر وزير للحربية والبحرية فى مصر قبل ثورة يوليو1952م، وأنجبت نادية (مواليد 1950)، وحسين (مواليد 1955).
وأشار إلى أن الأميرة فوزية توفيت يوم الثلاثاء الموافق 2 يوليو سنة 2013 عن عمر يناهز 92 عاما، وقد شيعت جنازتها بعد ظهر يوم الأربعاء الموافق 3 يوليو، من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، وقد حضر الجنازة لفيف من الأسرة المالكة منهم نجلها حسين شرين، وفؤاد صادق نجل شقيقتها الأميرة فايقة، والأميرة ياسمين ابنة شقيقتها فريال وزوجها على شعراوى، وحفيدتها سيناء كريمة ابنتها نادية، وتم نقل الجثمان من حى سموحة بالإسكندرية بسيارة إسعاف لتدفن بمقابر زوجها أسماعيل شرين بمقابر الغفير بناء على وصيتها.