يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب لزواره ثلاثة إصدارات جديدة، لفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، تبرز سماحة الإسلام ومكانة السلام في الأديان.
أول هذه الإصدارات الجديدة، هو كتاب "حديث في السلام"، وفيه يذكر الإمام الأكبر أنّ آفة الآفات في فلسفة "السلام" أن يرتبط بمقاصد السياسات الدولية ومزاجها المتقلب، وأن يتخلى عن مقاصد الأخلاق وغاياتها الثابتة، وفي هذه الآفة يكمن الفرق بين نظرة الرسالات الإلهية لمفهوم السلام، وضرورته القصوى كشرطٍ أساسٍ للتقدم والرقي والتحضر، وبين "السلام" في مفهوم الأمزجة السياسية المتقلبة حينًا، والمتصارعة حينًا، والظالمة حينًا آخر.
الإصدار الثاني يأتي تحت عنوان "رأي في حوار الشرق والغرب"، وفيه يذكر الإمام الأكبر أن العالمية التي نتطلع إليها بديلًا عن "العولمة" لإنقاذ العالم من المآسي التي يتردى فيها شطره الشرقي: الأوسط والأقصى_ تفرض علينا نحن الشرقيين إعادة النظر في فهمنا للغرب وتقييم حضارته، واكتشاف ما يسكن هذه الحضارة من قيم إنسانية مشتركة، لا يتفاضل فيها شرق ولا غرب، وكذلك توظيف المشترك الإنساني في علاقات دولية تقوم على التعاون وتجنب الحروب، وأن تكون نظرتنا الحديثة للغرب نظرة موضوعية تتأسس على مبدأ التأثير والتأثر، وفلسفة التعارف والتكامل، وتطبيق القاعدة الذهبية في أمر العلاقة بين المسلمين وغيرهم في الوطن الواحد، وهي قاعدة: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، فذلكم هو السبيل الوحيد لأن يكفكف الشرقيون من غلواء الرفض تجاه الغرب وحضارته، والتي دفعت الكثير من أصحاب الرأي والقرار في الشرق إلى أن يتعاملوا مع الغربيين إما بمنطق القبول الكامل، وإما بمنطق الرفض الكامل، فهذا المنطق سيؤدي، بالضرورة، إما إلى الانتحار الحضاري والانسحاب من الحياة، وإما إلى الذوبان الكامل في الآخر، وهو أيضا نوع من الانتحار البطيء والتلاشي المتدرج.
أما الإصدار الثالث للإمام الأكبر، فهو بعنوان "العودة إلى الإيمان"، وفيه يشير فضيلة الإمام إلى مركزية قضية السلام في الرسالات الإلهية، ومحوريتها في توازن الكون بكل ما عليه من إنسان وحيوان ونبات وجماد، وكيف أن كلمة "السلام" ترددت في الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد، وفي القرآن الكريم، في عشرات المواضع من أسفار هذه الكتب وإصحاحاتها، وسورها وآياتها، وكيف أن رسل الله وأنبياءه إنما كانوا رسل سلام ومحبة ومودة، وأن رسالاتهم وشرائعهم كلها تدور على إقرار مبدأ السلام بين الناس.
يُذكر أن هذه الإصدارات الثلاثة، تنضم إلى تسعة كتب أخرى لفضيلة الإمام الأكبر في جناح الأزهر بمعرض الكتاب، وهي "مقومات الإسلام"، موقف أبي البركات البغدادي من الفلسفة المشائية"، "نظراتٌ فى فكر الإمام الأشعري"، "في المصطلح الكلامي والصوفي"، "حديثٌ فى العلل والمقاصد"، "التُّراث والتجديد.. مناقشاتٌ وردودٌ"، "أهل السنة والجماعة"، "في المنهج الأزهري"، ترجمة "الولاية والنبوة عند ابن عربي"، لمؤلفه علي شرد كيفيتش.
ويشارك الأزهر الشريف – للعام الثالث على التوالي - بجناحٍ خاصٍّ به في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر في قاعة التراث بالمعرض رقم "4"، حيث يمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربي، فضلا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.